} تخللت زيارة الرئيس جورج بوش لاسبانيا امس، اجراءات امنية غير مسبوقة، فيما اعتقلت السلطات في السويد خلية شيوعية كانت تحضر لهجوم يرافق انعقاد القمة الاوروبية التي يحضرها بوش هناك غداً. وخيمت على الجولة الاوروبية الاولى للرئيس الاميركي اجواء النقاش حول قانون الاعدام الاميركي وسياسات واشنطن البيئية وخططها العسكرية. مدريد، غوتبورغ السويد - رويترز، أ ف ب - تولى جهاز حماية ضخم يتألف من حوالى 1500 شرطي اميركي واسباني من جميع الفرق، مرافقة الرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته اسبانيا امس. وطلب 150 عنصراً من اجهزة الامن الاميركية مكتب التحقيقات الفيديرالي ووكالة الاستخبارات المركزية رخص حمل سلاح من الحكومة الاسبانية. وهم في عداد الوفد الاميركي الذي لا يقل عدد افراده عن 670 شخصاً يضاف اليهم 150 صحافياً. ومنذ لحظة نزوله من الطائرة في مطار مدريد، كان بوش محاطاً بعناصر الامن. ووقف اثنان من المرافقين بنظاراتهما السوداء على اسفل السلم فيما توزع ستة اخرون حول سيارة الليموزين المصفحة التي اقلت الرئيس وزوجته لورا على وجه السرعة الى قصر لا زارزويلا حيث التقيا العاهل الاسباني خوان كارلوس وزوجته صوفيا. وفي مدريد، تولى 1050 عنصراً من الشرطة الوطنية والحراس المدنيين الاسبان - منهم قناصة تمركزوا فوق السطوح - حماية الموكب الاميركي. ولتسهيل تنقل المواكب المحاطة بالدراجات النارية، تمركز 300 من عناصر الشرطة البلدية على تقاطعات الطرق الاستراتيجية في العاصمة الاسبانية. وفي حين نزل الرئيس الاميركي وزوجته في السفارة الاميركية المحصنة في وسط مدريد والمحمية من المتظاهرين من حماة البيئة ومعارضي العولمة، فان باقي افراد الوفد نزلوا في اثنين من اكبر الفنادق في مدريد وسط مراقبة مشددة. واستقدم الاميركيون ايضاً من الولاياتالمتحدة اربع مروحيات لنقل الرئيس والمرافقين له الى كينتوس دو مورا التي تبعد 160 كلم جنوبمدريد حيث دعاه رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار الى مأدبة غداء في المنزل الريفي للأخير قرب مدينة طليطلة والذي بني في الخمسينات على الطراز الاندلسي. والمنزل محاط بأراض تبلغ مساحتها 900 هكتار. وكان عناصر الامن اكثر من المدعوين بكثير خلال الغذاء الذي تلته محادثات بين بوش واثنار. وكان الرئيس الاميركي توجه فور وصوله صباحاً الى مطار باراخاس في مدريد، الى القصر الملكي واجتمع مع الملك الاسباني خوان كارلوس. وتناولت المحادثات الاميركية - الاسبانية تطوير العلاقات بين البلدين مع التركيز على الدور الذي يمكن ان تلعبه مدريد بالتعاون مع واشنطن في اوروبا والشرق الاوسط واميركا اللاتينية. وتشمل جولة بوش الاوروبية التي تستمر ستة ايام، بلجيكاوالسويد وبولندا وسلوفينيا. ويجري خلالها مشاورات مع حلفاء واشنطن في حلف شمال الاطلسي ويحضر قمة للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي في السويد كما يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ليوبليانا عاصمة سلوفينيا في اول قمة بينهما. وترافقت جولة الرئيس الاميركي مع مخاوف في اوروبا من تأييده عقوبة الاعدام واحجامه عن اتخاذ اجراءات لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة سطح الارض وخططه لاقامة نظام دفاع صاروخي جديد. وفجر اعدام تيموثي مكفاي الذي دين في تفجير اوكلاهوما موجة استنكار في انحاء اوروبا وفاقت المعارضة الاوروبية لعقوبة الاعدام الغضب من جريمة مكفاي. وقالت منظمة العفو الدولية في لندن ان اميركا "باعدامها اول سجين على المستوى الفدرالي منذ اربعين عاماً تقريباً، سمحت للثأر بأن يتغلب على العدالة وأبعدت نفسها اكثر عن طموحات المجتمع الدولي". ووضع تمسك الولاياتالمتحدةبعقوبة الاعدام واشنطن على خلاف من الناحية الاخلاقية مع حلفائها التقليديين في اوروبا الذين حظروا جميعاً هذه العقوبة. واعدم آخر شخص في الاتحاد الاوروبي عام 1977 في فرنسا. واوضح بوش انه سيطرح معاهدة بديلة لمعاهدة كيوتو لعام 1997 بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري والتي رفضها في اذار مارس الماضي، ما اثار غضب الاوروبيين. كما اعرب القادة الاوروبيون عن قلقهم بشأن نظام الدفاع الصاروخي الامريكي الذي يتبناه بوش خوفاً من ان يفجر سباق تسلح مكلفاً. وسخر بوش خلال لقائه مع الصحافيين عشية بدء جولته الاوروبية من قدراته المحدودة في التحدث بالاسبانية. وزاد الطين بلة حين اخطأ في نطق اسم رئيس الوزراء الاسباني الذي كان سيلتقي به خلال ساعات، وقال: "انه شرف عظيم لي ان اسافر الى اسبانيا واجتمع مع الملك ومع رئيس الوزراء انزار بدلاً من ازنار، علي ان اتدرب على التحدث بهذه اللغة الجميلة وإلا سأخربها". السويد وفي غوتبورغ السويد، ذكرت الناطقة باسم الشرطة اينغريد اديتون ان خمسة اشخاص اعتقلوا امس في هذه المدينة ويشتبه في انهم كانوا يحضرون لاعتداء على القمة الاوروبية التي ستنعقد هناك الجمعة والسبت، بحضور الرئيس الاميركي. واضافت ان "خمسة اشخاص اعتقلوا وهم مسجونون للاشتباه في انهم حضروا لعملية تخريب في غوتبورغ"، ولم تقدم ايضاحات عن دوافع الاعتقال. وجاء في بيان للشرطة ان الاشخاص الخمسة الذين ولدوا في اواخر السبعينات ولم تكشف هوياتهم طبقاً لأحكام القانون السويدي، اعتقلوا في شقة ظهراً، وسيتم الاستماع الى افاداتهم. وتأتي هذه الاعتقالات بعد تحقيق طويل، كما افاد البيان الذي اضاف ان عملية مصادرة تمت لكنه لم يحدد طبيعتها. وأضاف البيان ان "المواد المصادرة ارسلت الى مختبر لتحليلها". وأوضحت الشرطة ان المشتبه فيهم الخمسة غير معروفين من اجهزتها. ومن المقرر ان يصل بوش غداً الى غوتبورغ للمشاركة في قمة اوروبا - الولاياتالمتحدة التي يليها مجلس اوروبي يشارك فيه رؤساء دول وحكومات الدول الخمس عشرة الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وينتظر ان يشارك ما بين 10 آلاف و30 الف شخص يرفضون العولمة ويشككون في اليورو في تظاهرات احتجاج خلال هذين الاجتماعين في غوتبورغ حيث استنفرت الشرطة 1500 من عناصرها.