} حمل زعيم الكونفيديرالية العامة للعمل في المغرب نوبير الاموي في شدة على رئيس الوزراء عبدالرحمن اليوسفي، مهددا بالنزول الى الشارع اذا لم يستجب طلبه عقد مؤتمر استثنائي لحزب الاتحاد الاشتراكي للفصل في خلافات الجانبين. كما انتقد الاموي القيادة المنبثقة من المؤتمر الاخير للحزب، ووصفها بانها تضم "منافقين واغبياء". بدأ العد العكسي لازمة تهدد تداعياتها بالانسحاب على الوضع العام في المغرب بين قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء السيد عبد الرحمن اليوسفي وقياديين من تيار المنسحبين من المؤتمر السادس للحزب المنعقد في الدار البيضاء في 28من آذار مارس الماضي،ابرزهم زعيم الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل نوبير الاموي واعضاء في تيار"الوفاء للديموقراطية" وتنظيم الشباب والمقاومة. وامهل الاموي اليوسفي حتى17من الشهرالجاري لاستجابة طلب عقد مؤتمر استثنائي للحزب للفصل في قضايا الخلاف التي لم يحسمها المؤتمر السادس. وهدد الزعيم النقابي، في حال عدم استجابة الطلب، بالدعوة الى تجمع حاشد في الشارع وتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الاستثنائي. ورفض الاموي الذي كان يتحدث وسط في حشد ضم نحو الفين من تيار المنسحبين الاعتراف بالمكتب السياسي واللجنة الادارية المركزية المنبثقين عن المؤتمر السادس. وقال انه قاطع اجتماعا للبحث في اوضاع عمال احدى الشركات بسبب حضور اليوسفي "لانه لم يعد وزيرا للاتحاد الاشتراكي". وهذه الحملة هي الاعنف التي يشنها الاموي على قيادة اليوسفي منذ انسحابه من المؤتمر مع قياديين آخرين. ووقد يشهد المغرب، في حال نفذ الاموي تهديداته، ازمات اجتماعية خانقة، نظرا الى الدورالذي تلعبه نقابته على الساحة السياسية والاقتصادية. ومن الملفت ان الاموي استخدم لهجة جد عنيفة ضد قيادة الاتحاد الاشتراكي وصلت الى حد اتهامهم ب"المنافقين ومورجي الاشاعات والاغبياء والمناورين"، مما ينذر بصيف ساخن بالنسبة الى الاشتراكي. ودعا الاموي الى التعبئة لمواجهة الاحتمالات المقبلة، مطالبا مناصريه بمقاطعة الانتخابات العامة المقررة العام المقبل، لكنه رفض اتهامه بمحاولة تقسيم الحزب. واكد: "نحن متمسكون بالاتحاد لاننا من اسسه، ولا اتصور ان نتخلى بهذه السهولة عن حزب بنيناه لمدة 50 عاما رغم الانتكاسات والاختلافات ... لكن نريده حزبا بديلا حقيقيا وحداثيا". واضاف، موجها كلامه الى انصاره:"تاكدوا انه من غيرنا، نحن الورثة الشرعيين الذين نجسد الاستمرارية، لن يعيرهم قيادة اليوسفي احد اي انتباه"، في اشارة الى الوفاق بين الحزب والقصر. وتأججت الخلافات بين الطرفين اثر نشر اسماء اعضاء المكتب السياسي ال21 للحزب والذين اعتبروا موالين في غالبتهم لمحمد اليازغي الرجل الثاني في الحزب، والذي يحمله تيار المنسحبين "مسؤولية الانشقاقات" التي اعقبت المؤتمر السادس. واعتبر الاموي ماحدث في هذا المؤتمر "جريمة في حق الاتحاد والمغرب ومستقبله، وفي حق المغاربة". لكنه اضاف ان الوضع في المغرب صعب "ولانريد ان نرشحه لاكثر من ذلك"، مما يعني احتمال تفاديه الدعوة الى اضراب عام يشل الحركة في البلاد. ودعا الاموي الى "عمل سياسي نظيف وتخليق الحياة السياسية"، مشيرا الى ان "مواجهاتنا لاتقض مضاجع يعض اخواننا وانما تقض مضاجع اعتى العتاة في البلاد". وتعتقد اوساط سياسية مغربية ان هذه الخلافات لا تؤثر على اوضاع الاتحاد الاشتراكي فحسب، انما تضعف ايضا الوضع السياسي العام في مواجهة الاستحقاقات المقبلة.