توظيف «الذكاء الاصطناعي» للمستقبل    «سكن».. خيرٌ مستدام    السعوديون في هيثرو!    25 ألف سعودية يثرين الأسواق الناشئة    التأمين يكسب .. والعميل يخسر    القلق العربي من مستقبل سوريا بعد سقوط الأسد    الإسلامُ السياسيُّ حَمَلٌ وديع    حقوق المرأة محك امتحان الحكام الجدد    واقع جديد    مشاعل الشميمري: أول مهندسة في هندسة الصواريخ والمركبات الفضائية في الخليج العربي    استغلال الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي يهدد صحتهم النفسية والاجتماعية    "رينارد" يعلن قائمة الأخضر المشاركة في خليجي 26    بحضور تركي آل الشيخ ... فيوري وأوسيك يرفعان التحدي قبل النزال التاريخي    النصر ومعسكر الاتحاد!    نجاحات رياضية متواصلة    الدفاع المدني يؤكد ضرورة إطفاء النار الناتجة عن الفحم والحطب قبل النوم    الإخلاء الطبي يشترط التأمين التعاوني للممارسين الصحيين    رسائل    موسم الدرعية يعود ببرامج استثنائية تحتفي بالتاريخ والثقافة والفنون    تفسير المؤامرة    تمارا أبو خضرا: إنجاز جديد في عالم ريادة الأعمال والأزياء    إبراهيم فودة.. الحضور والتأثير    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء ينقذ مراجعاً عانى من انسداد الشرايين التاجية    أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة لكن مخاطرها لا تزال قائمة    المنتخب السعودي يُعلن مشاركته في كأس كونكاكاف الذهبية    انفراد العربيّة عن غيرها من لغاتٍ حيّة    أدبي جازان يحتفل بفوز المملكة بتنظيم كأس العالم ٢٠٣٤ بندوة رياضية أدبية    الإصابة تبعد الخيبري عن منتخب السعودية    تبوك على موعد مع الثلوج    بمشاركة أكثر من 1300 متسابق .. "هيا نمشي معاً 2024" على كورنيش الراكة بالخبر    تنفيذ حكم القتل تعزيراً في عدد من الجناة بمنطقة الجوف    الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الشرقية يكرم المتطوعين المتميزين في عام 2024م    كاسبرسكي تتوقع نمواً سنوياً متوسطاً بنسبة 23% في السعودية بفضل خبرتها المحلية على مدى 17 عاماً    كأس العالم 2034.. السعودية ترسم مستقبل الرياضة والشراكات العالمية    فيصل بن مشعل يستقبل العميد العبداللطيف بمناسبة تكليفه مديرا لمرور القصيم    أمير القصيم يرعى ورشة عمل إطلاق التقرير الطوعي لأهداف التنمية المستدامة في بريدة    وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية بالمحكمة العامة بالرياض    محافظ الطائف يلتقي رئيس وأعضاء جمعية ساعد للبحث والإنقاذ    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    التجارة تضبط 6 أطنان مواد غذائية منتهية الصلاحية بمستودع في جدة    محافظ بدر الجنوب يستقبل مدير عام فرع الأمر بالمعروف    مركز صحي نشيان بقطاع النماص الصحي يُنفّذ "التوعية بداء السكري"    صحة الحديث وحدها لا تكفي!    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة    عريان.. من تغطّى بإيران    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي    ارتفاع صادرات السعودية النفطية إلى 5.9 مليون في أكتوبر    هل يعيد ملتقى ImpaQ تعريف مفهوم المؤثرين كقوة دافعة للتغيير ؟    د. هلا التويجري خلال الحوار السعودي- الأوروبي: المملكة عززت حقوق الإنسان تجسيداً لرؤيتها 2030    مطعم يطبخ البرغر بنفس الزيت منذ 100عام    ريال مدريد يتوّج بكأس القارات للأندية عبر بوابة باتشوكا المكسيكي    ضغوط الحياة.. عدو خفي أم فرصة للتحوّل؟    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان "الحفاظ على مقدرات الوطن والمرافق العامة من أهم عوامل تعزيز اللحمة الوطنية"    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    جمعية رتل بنجران تطلق التصفيات الاولية لجائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز    الأمير تركي الفيصل يفتتح مبنى كلية الطب بجامعة الفيصل بتكلفة 160 مليون ريال    محافظ محايل يلتقي مدير المرور الجديد    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المغني ستينغ وكارمينا بورانا .. في برنامج مهرجانات بعلبك . منصور الرحباني يأتي ب "المتنبي" وخيله الى القلعة القديمة
نشر في الحياة يوم 09 - 05 - 2001

برنامج "مهرجانات بعلبك الدولية" حافل هذا الصيف، وليالي القلعة الأثرية الجميلة ستشهد طوال شهري تموز وآب يوليو وأغسطس عروضاً مسرحية وموسيقية لبنانية وعالمية. "الليالي اللبنانية" يحييها هذا العام الفنان منصور الرحباني عبر مسرحية غنائية عنوانها "أبو الطيب المتنبي". أما مفاجأتا المهرجان العالميتان هذه السنة فهما: المغني ستينغ نجم موسيقى "الروك - بوب" وأوبرا كارمينا بورانا الضخمة.
وعشية انطلاق مهرجانات بعلبك عقدت لجنة المهرجانات التي تترأسها السيدة مي عريضة مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة قدمت فيه البرنامج والعروض. وحضر المؤتمر نقيب الصحافة محمد البعلبكي والفنان منصور الرحباني وبعض المسؤولين في لجنة المهرجانات وجمع من أهل الصحافة والإعلام.
وقدّمت السيدة عريضة البرنامج وفيه:
- "أبو الطيب المتنبي" الخميس 5، الجمعة 6 والسبت 7 تموز/ يوليو 2001 مسرحية موسيقية من تأليف منصور الرحباني وتلحينه. ومسرحيته عمل موسيقي ضخم مستوحى من حياة الشاعر العربي الشهير أبي الطيب المتنبي، وتمثل في المسرحية مجموعة من كبار الفنانين المشهورين، من بينهم غسان صليبا، كارول سماحة، جمال سليمان وصباح عبيد، برفقة اكثر من 100 راقص ومشترك. وشارك في التلحين الياس الرحباني وغدي الرحباني وأسامة الرحباني. أما مخرج المسرحية فهو مروان الرحباني.
- ستينغ: الجمعة 13 والسبت 14 تموز 2001: تشكل الحفلتان اللتان يحييهما ستينغ في بعلبك جزءاً من جولته حول العالم "يوم جديد حقاً" وهو عنوان "ألبومه" الغنائي الأخير الذي اشترك فيه "شيب مامي" "ستيف ووندير"، و"جايمز تايلور". وسيغني ستينغ أغانيه الكلاسيكية الشهيرة: Desert Rose, Englishman in New York, Russians,، إضافة الى اغان من مثل Police Message in a Bottle, Roxane
- تقدم فرقة باليه دار أوبرا باريس الوطنية باليه "كلافيغو" الجمعة 20 والسبت 21 تموز 2001، وهي من تصميم الكورغراف المعروف رولان بوتي. وهذه الباليه مستوحاة من مسرحية لغوتي بالعنوان نفسه ويروي فيها رولان بوتي قصة حب يائس... أما الموسيقى فهي من تأليف اللبناني غابريال يارد الحائز على جائزة اوسكار وعلى جوائز عالمية عدة. والسينوغرافيا من إعداد جان ميشال ويلموت. ونجم الرقص في دار اوبرا باريس هو نيكولا لو ريش الذي سيؤدي دور المغوي الذي يفتن ويغري. ويندرج هذا الحدث الثقافي في إطار السنة الفرنكوفونية.
- ليلة السبت 29 تموز 2001 يقدم باكو دو لوتشيا، وهو احد أكبر عازفي الغيثارة الإسبانيين في الزمن الحاضر، حفلة موسيقية على أدراج معبد جوبيتر برفقة ثمانية موسيقيين.
ويعود كذلك ثلاثي انور براهيم الى بعلبك وعودته تشهد على نجاحه حيال الجمهور اللبناني. وفي سنة 2001 سجل براهيم ألبوماً بعنوان "مقهى استراغان".
- أوبرا كارمينا بورانا: الجمعة 3 والسبت 4 آب 2001: هذه الأوبرا الضخمة التي صممت لمواقع غير عادية تعرض على المسرح 24 مشهداً من حياة العصر الوسيط على أنغام موسيقى كارل اورف. يقدم هذا العرض 200 شخص، ما بين الأوركسترا والجوقة، يتحركون على مسرح ذي أربع طبقات، وحول برج يرتفع 20 متراً يرمز الى آلهة الحظ.
الإضاءة والمؤثرات الخاصة والألعاب النارية تضفي على هذا العرض المدهش بعداً سحرياً.
ويحيي عازفو غرفة سالزبورغ المنفردون 24 موسيقياً السبت 11 آب 2001 حفلة ترافقهم فيها على البيانو دانييل لافال وفي البرنامج هايدن وموتزارت.
وقدّم منصور الرحباني مسرحيته "أبو الطيب المتنبي" قائلاً: الآن أعرف كم أن الكلمة قاتلة... لأجل ان يبقى هذا الشعر متألقاً وحياً عليّ أن اذهب إليهم وأقاتلهم فإن قصائدي رسمت مصيري... بهذه الكلمات ينهي المتنبي "الرحباني" حياته في المسرحية. بعد أن رأى فاتك الأسدي وقومه وهم يترصدونه ليقتلوه، وكان المتنبي هجا أم ضبّة أخت فاتك. لا للهرب... نعم لموت مأسوي لأجل أن تبقى للكلمة قيمة... وللموت نكهة البطولة... هكذا أنا فهمت المتنبي. فهمته شاعراً مأسوياً ونبيلاً ينحدر من سلالات سيدة فهمته عربياً وحدوياً... وعاشقاً حزيناً، يهب عليه كل ليلة صوت امرأة كطائر البرق ويصعقه... هذا ما تبوح به قصائده والمتنبي هو قصائده فلا انفصال بين الشاعر وشعره، ولأجل ان نعرفه أكثر، علينا ان نعيد اكتشاف هذه القصائد، فالألف سنة التي مرت على اغتياله بيد فاتك الأسدي وقومه، ما زالت تدعونا الى المزيد من التعمق في حياة هذا الرجل .... إن أصولاً نبيلة تكشف عن ذاتها في أبياته وأن هذه العظمة الشائعة في اقاليم نفسه تنفي حكاية نسبه الى والد يسقي الماء في الكوفة وأنها من اختراع بعض الشعراء المغمورين في بغداد بإيعاز من الوزير المهلبي الذي ترفّع المتنبي عن مدحه ومدح رئيسه وزير الوزراء قائلاً لهما: لقد أحبطتم الخلافة. ولعل سيف الدولة عرف شيئاً عن نسب المتنبي الذي كان يكتمه فسمح له بإنشاد الشعر جالساً وبعدم تقبيل الأرض بين يديه... إن هذه الفكرة بات يعتنقها كثر من المحققين...
لا حد لطموح هذا الرجل الآتي من الغموض، إذ كان يحلم باستعادة المجد العربي، فالخلافة العباسية تتهدم والأمراء استقل كل واحد بدولة، وليس إلا سيف الدولة جعل من نفسه حامياً للثغور العربية والإسلامية وقد رأى فيه المتنبي منقذاً لتطابق آرائهما فبات يرافقه في المعارك، يصرّح بالجنود، يعبئهم بالمجد والطموح وبإدارة النصر فينتصرون .... إن إيمانه بتفوقه على ممدوحيه شيء من مركبات العظمة عنده كما إن طموح نفسه الى الحكم ربما كان ناشئاً من رغبته في السيطرة لإعادة توحيد الأمة. هذا المتنبي اللابس الصلابة قناعاً... ألا يحب؟ لقد صوروه لنا بأنه صخرة جامدة... بلى يحب... ويحب خولة أخت سيف الدولة، يمدح أخاها في الساحات والأعياد ويكني باسمها في زوايا نفسه يرفعه في أبياته كوكباً ويخبئها في شعره عطراً يشم ولا يرى. ولأن هذه المسرحية الغنائية معلنة على اسم شاعرنا الكبير بات من الضروري ان نروي الأحداث من خلاله لم نتجاهل الآخرين بل ألقينا ضوءاً جانبياً على شخصياتهم إنما من خلال قصة المتنبي.
في المسرحية مختارات من قصائده غناء وإلقاء... كما اننا مسرحنا البعض منها فجعلناها حواراً بين اشخاص عدة أو مغناة بين أصوات عدة بحسب المواقف، لقد ترجمنا قصائده الى مشاهد حية.
إن اللغة المعتمدة في العمل هي العربية الفصحى مع إيماني الكبير بأن المتنبي وسيف الدولة وكافور تكلموا جميعاً اللهجات العامية الموجودة حالياً في بغداد وسورية ومصر كما أنني تكلمتها في بعض مواقف المسرحية.
الى جانب قصائد المتنبي العظيمة الملحنة بأبهة احتفالية، هناك أغنيات بالعامية بدوية ومصرية فرضتها المواقف.
أما الرقص فلم يتغير كثيراً منذ المتنبي حتى اليوم وسيكون رقصاً غنياً ورشيقاً في العمل الدرامي. في الظلال التي أغفلها المؤرخون يحق لنا ان ننسج حكايات وأحداثاً لإغناء العمل من دون ان نغير من حقيقة الأحداث.
وغداً على مدارج قلعة بعلبك... سيعود المتنبي يسهر ثلاث ليال على مسرح معبد جوبيتر التاريخي. سيعود بمظاهر احتفالية كبيرة. بأضخم حشد عرفته البلاد العربية، بجيش من الفرسان والممثلين والمغنين والراقصات والراقصين. بأزياء وديكورات لا مثيل لها بمهندسين وتقنيين وموسيقيين. وأوركسترا... فالذين تضافروا على إنتاج هذا العمل بلغ عددهم حوالى خمسمئة شخص...
أما الموسيقى فجذورها في تراباتنا وأغصانها في العالمية، وهي على ضخامة تضاهي الأوبرا تتحرك في المستوى ذاته.
أما الإخراج الذي أعد له مروان الرحباني وفريق عمله سيقف مع أرقى أعمال الغرب ودائماً على خصوصية شرقية.
الى بعلبك ندعوكم في شهر تموز لملاقاتنا لنعبر التاريخ معاً حياً ومتألقاً".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.