قتل ثلاثة اشخاص في اشتباك قبلي وقع مساء الاربعاء في أحد التقاطعات الرئيسية وسط صنعاء. وقال شهود ان مطاردة حصلت بين مجموعتين قبليتين مسلحتين في شارع الوحدة شمال العاصمة، واذ توقفت السيارات على الاشارة الضوئية عند تقاطع جولة سبأ هاجمت احدى المجموعتين الاخرى واطلقت النار من اسلحة رشاشة على سيارة تويوتا كريسيدا. وجرى تبادل كثيف لاطلاق النار، فأصيب المارة والمتسوقون في المتاجر المجاورة بحال من الهلع. واسفر الاشتباك عن مقتل ثلاثة من المارة، احدهم من الباعة المتجولين كان واقفاً على رصيف الشارع وفرّ المسلحون. وفيما هرعت قوات الشرطة الى مكان الحادث واغلقت الشوارع المؤدية اليه وباشرت التحقيق وحصر الضحايا، قال شهود ل"الحياة" ان العملية كانت ثأرية بين مسلحين ينتمون الى قبيلتين متنازعتين منذ سنوات، واوضحت مصادر قبلية ان القبيلتين هما آل نشطان وآل الفقيه اللتان تنحدران من قبيلة ارحب البكيلية التي تقطن على بعد 40 كيلومتراً شمال صنعاء. ووصف الشهود العملية بأنها كانت مرعبة واعربوا عن استيائهم لتكرار عمليات الثأر القبلية في وسط العاصمة، اذ لم تنجح السلطات على رغم الحملات المتكررة منذ عام 1995 في الحد من اعداد المتجولين بأسلحتهم الشخصية. واعتبر آخرون ان استمرار انتشار ظاهرة حمل السلاح داخل المدن أحد العوامل المشجعة على ارتكاب عمليات القتل والثارات القبلية لأتفه الاسباب، في حين تنتظر وزارة الداخلية اليمنية مناقشة واقرار مشروع قانون لتنظيم حيازة السلاح وحمله تقدمت به الحكومة الى البرلمان اواخر عام 1997، وهو يعطي وزارة الداخلية صلاحية مصادرة الاسلحة غير المرخص بها. وبحسب احصاءات رسمية لوزارة الداخلية فإن عدد قطع السلاح في حوزة المواطنين في اليمن يصل الى نحو 60 مليون قطعة من مختلف الانواع اي بمعدل 3.8 قطعة لكل مواطن، الامر الذي يضاعف اعمال العنف المرتكبة يومياً داخل المدن خصوصاً وفي الارياف اليمنية عموماً. وازاء تفاقم ظاهرة الثأر المتصاعدة في اليمن على مدى السنوات الماضية، ذكرت مصادر قريبة من الرئيس علي عبدالله صالح انه اصدر توجيهات الى مجلس الشورى الجديد بتشكيل لجنة من بين اعضائه تُناط بها مهمة حل مشاكل الثارات القبلية ووضع خطة عملية لمعالجة هذه المشكلة وحل النزاعات القبلية. واكدت المصادر ان قضايا الثأر ستكون من اولويات عمل مجلس الشورى الذي يضم في صفوفه نحو 40 في المئة من الاعضاء الذين هم شيوخ قبائل ورموز اجتماعية تتمتع بمقدار كبير من الخبرة في الاعراف والتقاليد القبلية. واذ تستعد الداخلية لإنزال شرطة راجلة الى احياء العاصمة وشوارعها قال الوزير الدكتور رشاد العليمي، في تصريحات صحافية امس ان الدفعة الاولى من الشرطة الراجلة تضم 400 شخص سيتم تدريبهم في دورة مكثفة لمدة ثلاثة شهور، يتلقون خلالها دروساً ومحاضرات وتدريبات في مختلف التخصصات الشرطوية والاساليب الامنية الحديثة كما سيتم تكثيف عدد نقاط الشرطة في الاحياء وربطها بدوريات شرطة النجدة.