رام الله - اف ب - عكف مسؤولون امنيون فلسطينيون مع ضباط اسرائيليين رفيعي المستوى امس على درس سبل خفض العنف وتخفيف اغلاق الاراضي الفلسطينية واتفقوا على عقد اجتماعين للمتابعة غدا. وقال مسؤول فلسطيني شارك في اللقاء ان الطرفين اتفقا خلال الاجتماع الذي دام ساعتين في المقر العام للجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية قرب رام الله على عقد اجتماعين للمتابعة يوم الاحد، واحد في الضفة الغربية وآخر في قطاع غزة. واضاف ان الجانب الاسرائيلي وعد بتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين، لكن الوقت ما زال مبكرا جدا لمعرفة مدى التزامهم بذلك. واوضح مسؤول فلسطيني كبير ان الاجتماع الذي عقد على المستوى الميداني هدفه على حد تعبيره هو "الاستماع للجانب الاسرائيلي في شأن التعهدات السابقة التي اعلنها من اجل رفع الحصار". لكنه اضاف انه لم يكن هناك "شيء ملموس". واكد مصدر في وزارة الدفاع الاسرائيلية حصول اللقاء، مشيرا الى ان الجانب الاسرائيلي "اصر على وقف اعمال العنف" وعلى ان يتطرق البحث ايضا الى "سبل تحسين ظروف معيشة المدنيين الفلسطينيين". وترأس الجانب الفلسطيني في الاجتماع رئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب، فيما ترأس الجانب الاسرائيلي قائد المنطقة الوسطى التي تشمل الضفة الغربية الجنرال اسحق ايتان. ويأتي هذا الاجتماع قبل يومين من بدء زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز الى القاهرة وعمان لمناقشة التعديلات التي تقترحها اسرائيل على مبادرة السلام المصرية - الاردنية بهدف وضع حد لاعمال العنف واستئناف المفاوضات. وكان مسؤولون امنيون فلسطينيون واسرائيليون عقدوا اخيرا سلسلة من اللقاءات كان آخرها الاثنين. ورحبت وزارة الخارجية الاميركية بذلك متمنية مواصلة هذه الاجتماعات. الى ذلك، اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر في مقابلة بثتها هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي امس عن عزمه السماح مجددا "لآلاف الفلسطينيين" بالعمل في اسرائيل. ووصف الرئيس ياسر عرفات بانه زعيم "قوي" بامكانه اذا اراد، وضع حد للهجمات ضد الاسرائيليين. شارون - بيريز من جهة اخرى، عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اجتماعا مع بيريز قبل ان يوفده الى القاهرة لشرح وجهة نظر اسرائيل في شأن المبادرة المصرية - الأردنية. وقال مصدر سياسي اسرائيلي: "ستعرض اسرائيل مواقفها وستلقي الكرة في ملعب العرب والفلسطينيين". وصرح مصدر في الحكومة بان اسرائيل لن تقبل بتجميد شامل لعمليات البناء في المستوطنات او استئناف محادثات السلام من حيث انتهت اليه مع الحكومة الاسرائيلية السابقة. وقال الوزير رحبعام زئيفي ان شارون يتراجع عن تعهده عدم اجراء مفاوضات تحت العنف بمجرد مناقشته المبادرة الاردنية - المصرية. واضاف: "انه حنث بالوعد الذي قطعه بعدم اجراء محادثات سلام تحت تهديد السلاح". وقال حاييم رامون نائب حزب العمل للاذاعة الاسرائيلية انه لا يمكن لشارون رفض المبادرة لانه سيتعرض لانتقادات دولية لاذعة. واضاف: "العملية السياسية وحدها هي التي ستقود في النهاية الى السلام وتضع نهاية للارهاب". اميركيا، اعلن وزير الخارجية كولن باول اول من امس ان الخطة التي وافق عليها الفلسطينيون ستساعد على احراز تقدم. ومن المقرر ان يلتقي باول بيريز في واشنطن الاسبوع المقبل. وقال باول امام لجنة برلمانية في مجلس النواب الاميركي: "نتابع ذلك عن كثب واعرف ان الاسرائيليين يبحثونه وقد يتمخض الامر عن شيء ... عن اساس للتحرك قدما". لكنه اعتبر انه من غير الممكن التقدم طالما لم يبدأ العنف بالتقلص. واضاف: "امل ان يدرك الجانبان ان الاستراتيجيات التي ينتهجانها بلغت مداها". واوضح ان الرئيس جورج بوش وهو ما زالا ملتزمين جديا جهود السلام وقد يزيدان التزامهما في الشرق الاوسط بتعيين موفد خاص جديد في حال حصل تقدم كاف يبرر تعيين هذا الموفد. وتابع ان "المحادثات التي تجري حاليا على اكثر من مستوى هي لقاءات ترعاها وتستضيفها وترتبها وتراقبها الولاياتالمتحدة ونحن نتابعها عن كثب". واضاف: "لم نستبعد تعيين موفد خاص لكننا لا نعتقد ان تعيينه ضروري في هذا الوقت". كذلك قال ناطق باسم البيت الابيض ان الرئيس جورج بوش اتصل بشارون اول من امس للبحث في سبل احلال السلام في الشرق الاوسط. واضاف ان بوش يعتقد ان السبيل الوحيد لاحلال السلام الدائم في الشرق الاوسط هو وقف العنف اولا.