أول الكلام: لشاعر الرومانسية في عصر المادة/ فاروق جويدة: - كانت خطانا في ذهول تبتعِدْ وتشدُّنا أشواقنا - فنعود نُمسك بالطريق المرتعد تُلقى بنا اللحظات في صخب الزحام كأننا جسد تناثر في جسَدْ كانت وجوه الناس تجري كالرياحِ فلا نرى منهم أحد!!
1 ها هو الآن: يطوف على الأمسيات المكتظة بالفراق، وباختلاف الرأي حتى القطيعة... يحمل الأصداء كتربادور: يقهقه ويبكي/ حرقة واغتسالاً من الهموم ومن تقلُّب نفوس الناس. انه يُعطي الناس كل حنانه وحزنه... والحياة في معايشته للناس داخلها: صارت جدلاً طويلاً يفيض سأماً، كأنه يرتقب الموت/ الوحيد... بلا جدل، وكأنَّ الدروب المزروعة بضيّ النجوم، والحقول المكسُوَّة بالعشب وسيقان الأشجار: قد سُحقت بفراغ القلب، وبآلام العقل؟! 2 ها هي وحدة الصمت والفراق: تكتبه "صفراً"... يتضخم في دفتر أيام الحب والأشواق. ويكبر هذا الرقم/ الصفر - في قيمة الإنسان، وفي تقييم المبادئ والقيم - يكبر حتى يتفجر ذرَّات... والأيام تطول، وهو يتمنى: لو تقصر الأيام حتى تشيخ! ولا يتبقّى له سوى هذا الحلم السعيد: الموت!! الآن... صار قادراً ان ينطفئ بدون حب... بدون مَنْ أحب، فيا لبراعته! الآن... صار "الحب": ثقباً في غرور الإنسان الغارق في الدنيا. الآن... يتخطى "الإنسان" اغتصابه للذة... اللذة هي التي صارت تغتصب الإنسان! 3 ها هو الآن: يعاني، يتلفّت، يحس، "يهوجس"... حتى يكتشف في ألمه: ان "اللذة" هي التي تغتصبه ليمارسها عنوة!! هذه - إذن -هي اللحظة الجارحة/ المجروحة في أعماق وجدان يذهب الى الحنان المندهش... ويطوف سؤال في صراخ هذا الإنسان المُضطَّهد: - كيف نفتش عن قدراتنا في أسى لواعجنا، وفي فجيعة وعينا وعقولنا، وفي فساد أذواقنا... في كل هذا الحزن المتواصل: الباكي/ الضاحك؟! فمن يعثر على اجابة هذا السؤال... قبل ان يحبط، أو يجن، أو... يترمَّد؟! 4 ها هو الوقت الخاص بالجنون/ ابداعاً: يرحل... ويتبقَّى الوقت الخاص بالجنون/ احباطاً واصطداماً! كانت الفكرة التي تؤم الذهن فيه وتملأه... هي: غزل راقٍ لكل نظرة ممنوحة للحياة. كانت "اللذة" دائماً في تواصلنا: مخاضاً لفكرة عن تجدد الحياة. والآن... ها هو يتحاشى هذه العيون المعاصرة... عيون من اسفنج، تمتص اللحظة المؤقتة، ونعصرها: رغوة وفقاقيع! والمحزن: ان أكثر أيامنا... صارت: "لحظات مؤقتة"، تمتصها هذه العيون من... الاسفنج!!