} دخل اسم الروائي المصري نجيب محفوظ في قضية التطبيع مع اسرائيل، في ضوء كلام عن توقيعه عقدا لترجمة بعض مؤلفاته الى اللغة العبرية. ونقل عن محفوظ استياءه من اتحاد الكتاب المصريين لفصله الكاتب علي سالم بتهمة التطبيع. لكن مسؤولي الاتحاد يفرقون بين قضية كل من محفوظ وسالم، معتبرين ان زيارة الاخير لاسرائيل يعتبر خرقا لقراراته. القاهرة - أ ف ب - اكد الكاتب المسرحي المصري علي سالم امس ان الروائي الكبير نجيب محفوظ حائز جائزة نوبل للآدب يستنكر قرار اتحاد الكتاب المصريين بفصله من عضويته بسبب مواقفه التطبيعية مع اسرائيل لانه "لم يسلك الطريق القانوني". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن سالم ان "نجيب محفوظ موافق على ان الجأ الى القضاء للنظر في قانونية قرار الاتحاد" الذي فصله الاحد الماضي من عضويته. واضاف ان اللقاء الاسبوعي الذي يعقده محفوظ في احد فنادق وسط القاهرة ويحضره الكثير من المثقفين تطرق الى هذه المسألة. وذكرت مصادر قريبة الى محفوظ شاركت في اللقاء ان الاخير "ابدى غضبه واستياءه من قرار مجلس ادارة الاتحاد لانه لم يسلك الطريق القانوني عبر التحقيق مع العضو قبل فصله". وصرح عدد من الادباء لوكالة "فرانس برس" طالبين عدم كشف اسمائهم بان "سبب غضب محفوظ قد يكون متعلقا بموقف الاتحاد الذي ربط فصل سالم من عضويته بملاحقة الكتاب المصريين الذين وقعوا على عقود لترجمة اعمالهم الى العبرية، وبينهم محفوظ". واكد رئيس قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة مارك لين ل"فرانس برس" ان محفوظ وقع عقودا مع ناشرين اسرائيليين بطريقة غير مباشرة "لترجمة اعماله الى اكثر من 400 لغة، بينها اللغة العبرية، في الثمانينات ومطلع التسعينات". لكنع اضاف: "ان محفوظ لم يوقع في الاعوام الاخيرة على اي عقود جديدة. فالظروف قد تغيرت بشكل لا يشجع احدا على التوقيع على مثل هذه العقود"، مؤكدا: "نوافق على اعطاء حق الترجمة الى اي لغة بعد موافقة الكاتب". وكانت العاصمة المصرية شهدت خلال الشهر الحالي ردودا غاضبة عمت الوسط الثقافي المصري والعربي اثر كشف دعوات من ناشرين اسرائيليين لترجمة اعمال مجموعة من الكتاب المصريين والعرب الى اللغة العبرية. اتحاد الكتاب وفي المقابل، اوضح رئيس اتحاد الكتاب فاروق خورشيد "ان مجلس ادارة الاتحاد يقوم بتنفيذ اللائحة القانونية وقرارات الجمعية العمومية للاتحاد التي تؤكد رفض اي خطوات تطبيعية مع العدو الاسرائيلي". واضاف، رافضا دعوة محفوظ، "نحن لسنا بحاجة الى تحقيق مع علي سالم. فامر زياراته لاسرائيل معروف لدينا ولدى الجميع وكذلك مقابلاته مع الفضائية والاذاعة الاسرائيليتين وكتاباته واضحة وكلها تناقض موقف الاتحاد". وعن موضوع قرار الاتحاد بالنسبة الى الترجمة الى العبرية، اكد خورشيد "مطالبة الاتحاد ادارة الجامعة الاميركية بتزويده اسماء الكتاب الذين وقعوا على عقود لترجمة اعمالهم مع ناشرين اسرائيليين من خلال قسم النشر فيها". واضاف: "اذا ثبت بشكل قاطع ان نجيب محفوظ وقع على عقود مع ناشرين اسرائيليين لترجمة اعماله للعبرية، فان ادارة الاتحاد ستقف امام الوضع بكل جدية لاتخاذ الاجراءات المناسبة". واستبعد عدد من الكتاب ان يجرؤ الاتحاد على اتخاذ موقف من محفوظ. وقال الروائي يوسف ابو ريا ان "نجيب محفوظ اصبح رمزا لا يمس كقيمة ادبية حتى وصل الامر الى رفض اي انتقاد لاعماله الادبية". ورأى الروائي محمد البساطي ان "الاتحاد وقع في مازق الربط بين فصل علي سالم وموضوع الترجمة. والفصل ليس حلا لعدد من الكتاب وقعوا عقودا لترجمة اعمالهم الى العبرية بمن فيهم محفوظ". واضاف: "يجب ان الا نقع في مأزق اتهام الكتاب بالخيانة. واذا ثبت ان محفوظ قد وقع عقودا فان فصله من الاتحاد سيكون مهزلة وذلك احتراما لمكانته الادبية العالمية"، لكنه فصل سالم لان "المسألة ليست مجرد توقيع عقود للترجمة وانما بسبب زياراته للكيان الصهيوني، مما يحتم عدم نشر اي مادة له في الصحف المصرية".