القاهرة - أ ف ب - تعتزم مصر التعاقد مع احدى دور النشر الاوروبية لترجمة مؤلفات للكاتبين الاسرائيليين عاموس عوز وديفيد غروسمان الى العربية. وقال مدير المركز القومي للترجمة جابر عصفور: «آمل ان يتم التعاقد قبل بداية الشهر المقبل مع الناشرين الفرنسيين او البريطانيين ولكن من دون المرور على الناشرين الاسرائيليين». وأوضح عصفور ان وزير الثقافة فاروق حسني المرشح لمنصب مدير عام منظمة «يونيسكو»، وافق على ذلك. لكن عصفور اكد انه لم ولن يتعامل مع اي جهة نشر اسرائيلية بعدما وقعت هيئة وزارة الثقافة المصرية على اتفاقيات حماية حقوق المؤلف واتفاقيات حماية الملكية الفكرية. وقال عصفور انه «سبق للمشروع القومي للترجمة الذي كان تابعاً للمجلس الاعلى للثقافة قبل تأسيس المركز عام 2006 ان اصدر خمسة كتب عن اللغة العبرية». والكتب التي صدرت هي: «العلاقات بين المتدينيين والعلمانيين في اسرائيل» و «تاريخ يهود مصر في الفترة العثمانية» و «تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث» و «شخصية العربي في المسرح الاسرائيلي» و «العربي في الادب الاسرائيلي»، كما صدر عن اللغة الانكليزية كتاب «قصص اليهود». وأكد عصفور ان «المركز توقف عن الترجمة عن العبرية كي لا يكون مضطراً للتعامل مع اية جهة اسرائيلية تعمل في مجال النشر وتوزيع الكتب». الا ان ذلك لم يمنع «استمرار المركز في مواصلة سياسته في نشر ترجمات لروائع الفكر والادب في العالم بما في ذلك النصوص العبرية ولكن من طريق لغات اجنبية وسيطة احتراماً لحق القارئ العربي في المعرفة ومن خلال التفاوض مع ناشرين من اوروبا وأميركا». وكان فاروق حسني تعرض الى انتقادات شديدة من مثقفين يهود بسبب تصريح قال فيه انه مستعد ل «حرق» كتب اسرائيلية اذا كانت موجودة في مكتبة الاسكندرية، بيد أنه عبّر عن «اسفه» لهذه الكلمات التي صدرت عنه قبل سنة. وقال عصفور: «لا يمكننا التعامل مباشرة مع الناشرين الاسرائيليين لأن هذا سيثير عاصفة من الاحتجاجات في مصر والعالم العربي، ولذلك قررنا التفاوض مع دور نشر اوروبية». وأضاف انه ينتظر ردوداً من الناشرين الاوروبيين للحصول على حقوق الترجمة من الانكليزية او الفرنسية لأعمال روائيين مثل عوز وغروسمان وهما قريبان من معسكر السلام في اسرائيل. وأشار الى ان من بين الاعمال التي قد تختار للترجمة، مجموعات قصصية لعوز او «الريح الصفراء» لغروسمان او اعمال من المدرسة التي يطلق عليها «المؤرخون الجدد» في اسرائيل مثل توم سيغيف وآفي سريم. يذكر أن دار نشر مصرية خاصة (الدار العربية للنشر) أصدرت ترجمات عن العبرية لأعمال أدبية اسرائيلية، من بينها «الرحيل الى الذات» لديفيد غروسمان و«حنة وميخلئيل» لعاموس عوز. وقررت اسرائيل رفع اعتراضها على ترشيح فاروق حسني لمنصب مدير عام «يونيسكو». ولكن الملحق الثقافي للسفارة الاسرائيلية في القاهرة بني شاروني قال: «سلمتُ وزارة الثقافة (المصرية) قوائم بكتب اسرائيلية ترجمت الى العربية من دون ان احصل على اي اجابة، فلا يوجد تعاون مطلقاً». وأضاف ان «كل اعمال نجيب محفوط ترجمت في اسرائيل»، وأعرب عن اسفه لرفض الروائي المصري علاء الاسواني عروضاً من ناشرين اسرائيليين لترجمة اهم اعماله «عمارة يعقوبيان» الى العبرية. ويسلم حسني بأنه كوزير للثقافة منذ 22 سنة لم يفعل شيئاً من اجل التقارب الثقافي مع اسرائيل وتبنى وجهة نظر المثقفين المصريين الرافضين ل «التطبيع» على رغم توقيع معاهدة سلام مصرية - اسرائيلية منذ العام 1979.