أطلق الصحافي السعودي رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" السابق عثمان العمير صحيفة عربية الكترونية على الإنترنت أطلق عليها اسم "إيلاف"، وكتب العمير رسالة الناشر شرح فيها فكرة الجريدة ومضمونها وتطلعاتها، لكنه لم يتطرق إلى الاسم "إيلاف" ولم يشرح دلالاته المهمة كإسم لصحيفة عربية في عصر العولمة وشبكة الإنترنت. "إيلاف" هو مشروع قريش لتنظيم التجارة الدولية بين الجنوب والشرق وبين الشمال والجنوب، وجاء ذكره في القرآن الكريم في سورة قريش "لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف" الآيتان 1 و2، وهو "في سياقه التاريخي، العمود الفقري الذي قامت عليه حركة تاريخية تعدت النطاق التجاري"، وفي ظله أمنت القوافل وتوفرت السلع، وأقيمت أسواق الشعر والأدب. إنه بلا مبالغة أساس نظام التجارة العالمي الذي يهدف إلى تعزيز التجارة الحرة والعادلة بين الدول، ويفتح الحدود الثقافية بين الدول. عثمان العمير يحاول أن يصنع إيلافاً للعرب على الإنترنت، ويستعيد دور قريش في توحيد القبائل العربية وربطها في مشروع وحدوي عظيم، ويترجم جهد الدكتور فكتور سحاب الذي شرح فكرة الإيلاف في كتاب قيم ومهم بعنوان "إيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف"، صدر في بيروت عام 1992، بسط فيه فكرة الإيلاف من جميع الجوانب، وشرح عبقرية قريش "حين استطاعت أن تحمي تجارتها، لا بالقوة العسكرية، وكانت تفتقر إليها، بل بالمؤسسات المختلفة التي أنشئت شيئاً فشيئاً حول هذه التجارة ومن أجلها" بفضل نظام الإيلاف. نتمنى أن يستلهم العرب فكرة "الإيلاف" من جديد ويجتمعوا ضمن إيلاف سياسي وتجاري وثقافي ويستعيدوا دورهم القديم في النزوع إلى الوحدة، ونتمنى على العمير أن يعيد نشر كتاب فكتور سحاب على موقع "إيلاف" ليعرف قراء الموقع الواعد أن الإيلاف، ليس مجرد كلمة تراثية جميلة، بل بذرة عربية لفكرة العولمة بمفهومها الواسع.