بدأ المبعوث الاميركي الجديد الى الشرق الاوسط وليام بيرنز امس مهمته في المنطقة بلقاء مع كل من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بعد وقت قصير من انفجار سيارتين ملغومتين وسط القدس الغربية. ووقع أحد الانفجارين منتصف ليل السبت - الاحد والثاني صباح امس، وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المسؤولية عن الاول، فيما تبنت الثاني "سرايا القدس"، الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي". راجع ص 4. وأقر المفتش العام للشرطة الاسرائيلي ان المتفجرات في الانفجار الصباحي احتوت على ديناميت ومسامير وقذائف "هاون" تطاير عدد منها الى الشوارع المجاورة وعُثر عليها قبل ان تنفجر. وكالعادة سارعت اسرائيل الى تحميل الرئيس ياسر عرفات مسؤولية هذه التفجيرات، فقال وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر بعد اجتماع لكبار الضباط العسكريين ورجال الشرطة "ان لجوء عرفات الى أساليب العنف أفسح في المجال امام هذا النوع من الارهاب". واجتمع المبعوث الاميركي بيرنز صباح امس لمدة ساعتين في رام الله مع الرئيس الفلسطيني، موضحاً انه مكلّف من وزير الخارجية الاميركي كولن باول المساهمة في تهدئة الاحوال الميدانية وإعادة الطرفين الى المفاوضات السلمية. وقال ان مهمته اساساً استطلاعية وانه قد يعقد اكثر من اجتماع مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي قبل ان يعود الى واشنطن. ورد الرئيس الفلسطيني بأن الجهد الاميركي "مُرحَّب به" و"آمل في ان يتواصل الضغط على اسرائيل لتوقف حصارها وعدوانها واستيطانها باعتبار ذلك المسبب الرئيسي للأحداث ولتلتزم الاتفاقات التي صاغت واشنطن معظم بنودها". وأخذ عرفات على الادارة الاميركية تجاهلها قضية الاستيطان في خطابها عن الأزمة الحالية. وقال وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات في مؤتمر صحافي بعد اللقاء، ان البحث انصب على تقرير "لجنة ميتشل" وضرورة تطبيقه بالكامل ووضع جدول زمني لذلك والاستعانة بالمبادرة الاردنية - المصرية. وتابع ان "نقاشاً عميقاً وصريحاً شهده اللقاء بشأن ضرورة تطبيق تقرير ميتشل بعناصره ومحاوره كافة من دون تجزئة". وشدد بيرنز بعد اللقاء على ان الولاياتالمتحدة تؤيد بالكامل بنود تقرير "لجنة ميتشل" وتدين "الهجمات الارهابية وتدعو الرئيس الفلسطيني الى بذل كل ما لديه من جهد لمنع حدوث مثل هذه الهجمات، كما تدعو اسرائيل الى ضبط النفس والاحجام عن استخدام القوة المفرطة". واعتبر حديث بيرنز بمثابة اشارة الى ان شارون لن يرد على عمليتي القدس هذه المرة، لكنه حمل ايضاً اشارة الى ان واشنطن تطالب عرفات علناً بالعمل ضد الفصائل التي تنفذ العمليات التفجيرية. وانتقل بيرنز بعدئذ الى القدس حيث اجتمع مع المطبخ السياسي الامني الاسرائيلي الذي يضم شارون ووزيري الخارجية شمعون بيريز والدفاع بنيامين بن اليعيزر في لقاء مغلق نوقشت فيه نتائج لقاء بيرنز- عرفات والردود الاسرائيلية المحتملة على العمليات التفجيرية. ونصح بيرنز مضيفيه بالامتناع عن الرد واعطاء الجهد الاميركي فرصة النجاح الديبلوماسي. زايد ومبارك من جهة اخرى اعلنت دولة الامارات العربية المتحدة ومصر امس بعد المحادثات التي أجراها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع الرئيس حسني مبارك في ابوظبي، انهما تعتبران تقرير لجنة ميتشل والمبادرة المصرية - الأردنية مدخلاً جيداً لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. وشدد البلدان على أهمية تنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة في عمان ولجنة المتابعة العربية في القاهرة والمؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الدول الاسلامية في الدوحة، خصوصاً لجهة وقف جميع الاتصالات السياسية مع اسرائيل. واستغرب الرئيس مبارك حديث رئيس وزراء إسرائيل عن وقف إطلاق النار "بينما الواقع يقول إنهم ما زالوا يضربون الفلسطينيين، ولن يتوقفوا". وكان مبارك عاد إلى القاهرة أمس قادماً من أبوظبي بعد زيارة للسعودية والإمارات. وصرح للصحافيين المرافقين على متن الطائرة في طريق العودة بأن لقاءاته مع الملك فهد وولي العهد الأمير عبد الله وسمو الشيخ زايد وولي عهده الشيخ خليفة بن زايد: "كانت مناسبة لتبادل وجهات النظر والبحث بعمق في أوضاع منطقتنا خصوصاً ما يجري في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة"، كما "أطلع كل منا الآخر على ما قام وسيقوم به من اتصالات وجهد لوقف العدوان الإسرائيلي". وأشار مبارك إلى أن الملك فهد أطلعه على اتصالاته بواشنطن ورسالتيه إلى الرئيس الاميركي جورج بوش "من أجل بذل الجهد ووقف العدوان الإسرائيلي".