جاكرتا - رويترز، أ ف ب - ازدادت عزلة الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد السياسية، وبدا أمس أن أيامه أصبحت معدودة مع إعلان رئاسة البرلمان عقد جلسة لتحديد موعد مساءلته، إضافة الى انتقادات شديدة اللهجة وجّهها إليه الجيش ونائبته ميغاواتي سوكارنوبوتري التي حذّرت من تحوّل البلاد "رجل آسيا المريض". وفي موازاة التوتر السياسي، عاد العنف الطائفي الى جزر البهار، حاصداً ثمانية قتلى. ونقلت وكالة أخبار انتارا الرسمية الاندونيسية أمس عن رئيس البرلمان الاندونيسي أكبر تاندجونغ قوله إن غالبية الاحزاب في البرلمان ستدعو إلى عقد جلسة لمساءلة الرئيس عبدالرحمن وحيد عند اجتماعها الاسبوع المقبل. وأوضح ان هذه الاحزاب التي ستجتمع في 30 ايار مايو الجاري لم تلمس لدى وحيد أي جهد، للرد على توبيخين منفصلين وجّههما البرلمان اليه بسبب دوره في فضيحتين ماليتين. وقال تاندجونغ، خلال زيارة لاقليم جاوة الغربي أول من أمس: "حتى اليوم لم نرَ أي علامة على تحسّن أداء الحكومة، ولا يوجد أي تحسّن في موقف الرئيس من التوبيخ الثاني". وأضاف أن ما نقل عن رغبة وحيد في حل البرلمان وعزل قائد الجيش زاد من احتمالات مواجهته جلسة خاصة في البرلمان لمساءلته. وكشفت نائبة الرئيس الاندونيسي ميغاواتي سوكارنوبوتري التي ستحل محل وحيد تلقائياً حال عزله، رؤيتها لطريقة ادارة البلاد في توليها الحكم، في خطاب ألقته أمام معهد عسكري، لم تشر فيه اطلاقاً إلى الرئيس، لكنها قالت إن على أندونيسيا أن تنتقل من كونها دولة حكم شمولي، الى دولة ديموقراطية تضع في مقدم أولوياتها مصلحة 210 ملايين مواطن. وقالت: "من خلال هذه الرؤية لا يقاس مدى نجاح الزعيم بحجم السلطة التي جمعها بين يديه، بل بطريقة استخدام هذه السلطة للعمل من أجل مصلحة الناس". وحذرت نائبة الرئيس من أن أندونيسيا ستصبح "رجل آسيا المريض" ما لم تخرج من أزمتها. يذكر أن علاقة صداقة كانت تربط وحيد المهدد بالاقالة والمعزول أكثر فأكثر، بميغاواتي، ابنة زعيم الاستقلال سوكارنو. ونفى وحيد أمس أن تكون لديه الرغبة في استبدال ضابط قريب منه بقائد الجيش، في حين كثف الجيش، خلال الايام الاخيرة، تحذيراته من تغيير قادة عسكريين لأسباب سياسية. وطالب بعدم المغامرة في حل البرلمان. ورداً على الإشاعات التي تقول إنه التقى أخيراً الجنرال اغوس ويراهاديكوسوما الذي يريد تعيينه رئيساً لهيئة أركان الجيوش بدلاً من الجنرال اندريارتونو سوتارتو، أعلن وحيد أن "المعلومات ليست صحيحة". واتهم الصحافة بالوقوف وراء هذه الاشاعات. وكتبت صحيفة "جاكرتا بوست" الواسعة الانتشار أن وحيد "فقد دعم الجيش". وعارض الجنرال سوتارتو علناً كل مشروع يقضي بحل البرلمان أو يندرج في إطار إجراءات إقالة الرئيس التي قد تؤدي في آب اغسطس المقبل الى مغادرة وحيد. وسيجتمع البرلمان في 30 ايارمايو الجاري، وقد يقرر في هذه المناسبة الدعوة الى جلسة استثنائية للجمعية الاستشارية الشعبية التي يمكنها اقالة وحيد من منصبه لمصلحة ميغاواتي. وجدد الجنرال سوتارتو، السبت الماضي، تحذير وحيد من مغبة حل البرلمان في ختام اجتماع شارك فيه اكثر من مئة ضابط متقاعد. وقال إن الجيش لن يساعد الرئيس اذا اعلن حال الطوارئ او حل البرلمان. وأول من أمس، شارك حوالى 800 رجل من وحدة النخبة في عرض بالمدرعات داخل مقرهم العام في جاكرتا على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي. وفي كلمة من ظهر دبابة، أعلن الجنرال رياميزارد رياكودو ان ولاء وحدته العسكرية هو "للشعب" وليس "لبعض الافراد او الجماعات". ووبّخ وحيد جنرالاته، مذكّراً اياهم بأنه قائدهم الاعلى. وقال الناطق باسم الرئاسة يحيى ستاقوف: "الرئيس يرى ان تلك البيانات تكشف عن سوء تفاهم بين الجيش والرئيس، ويعتقد انها قد تكون لها عواقب وخيمة. ويطلب الرئيس بصفته القائد الاعلى للجيش أن تجيء تصريحات الجيش من خلال القنوات الصحيحة المعمول بها". جزر البهار وعلى صعيد العنف الطائفي، قتل ما لا يقل عن ثمانية مسيحيين اندونيسيين وجرح 17 آخرون، أول من أمس في امبون، كبرى مدن جزر البهار الملوك في هجوم يشكل تصعيداً جديداً للعنف في هذا الارخبيل الذي يشهد اعمال عنف منذ سنتين. وقالت الوكالة الرسمية إن رجالاً يرتدون بزات عسكرية كانوا مسلحين بسيوف وخناجر واسلحة نارية وقنابل من صنع يدوي، هاجموا اثنين من الاحياء المسيحية في امبون بعد انفجار قنبلة. وشن الهجوم خلال انقطاع للتيار الكهربائي، وتدخل الجيش سريعاً للتصدي لاعمال العنف، ولكن لم يصب أي من المهاجمين بجروح، ولم يتم توقيف أي منهم. يذكر أن امبون مقسمة قسمين، يقطن احدهما المسلمون والثاني المسيحيون.