سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السياح العرب يفضلون التحول عنها والتوجه إلى جنوب شرقي آسيا . مصر تراجع سياستها الترويجية في منطقة الخليج بعد التراجع الكبير في عدد الزوار من دول التعاون
طالبت وزارة السياحة الحكومة المصرية بضرورة فتح مكاتب سياحية في الدول العربية، بسبب انخفاض حركة السياحة الوافدة منها الى مصر. والغرض من هذه البادرة استعادة الجاذبية الكبيرة التي تتمتع بها سوق السياحة المصرية لدى الزوار العرب. علمت "الحياة" ان وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي تقدم بمذكرة عاجلة إلى رئيس الوزراء المصري عاطف عبيد يطلب الموافقة على فتح اربعة مكاتب تابعة للهيئة المصرية لتنشيط السياحة، سيكون من صلب مهامها العمل على درس الاسواق العربية والترويج للسياحة المصرية. كما أن الغاية هي السعي إلى تطوير حركة السياحة العربية الوافدة، بعدما شهد عاما 1999 و2000 والشهور الثلاثة الاولى من سنة 2001 انخفاضاً في عدد السياح العرب والليالي السياحية التي يقضونها في البلاد. وكانت وزارة السياحة تلقت تقارير من السفارات المصرية في الدول العربية التي تقوم فيها الوزارة بحملات دعائية وتسويقية وإعلانية للسياحة المصرية من خلال شركات متخصصة، أكدت فشل هذه الحملات وعدم فاعليتها في التعامل مع الأسواق العربية. وقال مصدر مسؤول في وزارة السياحة ل"الحياة" إن السياح العرب اتجهوا الى قضاء اجازاتهم في دول جنوب شرقي آسيا مثل ماليزيا والهند، واليونان وتركيا بدلاً من مصر، نظراً إلى قيام هذه الدول بحملات دعائية ناجحة كانت سبباً في سحب البساط من تحت أقدام السياحة المصرية. وأكد المصدر أن وزير السياحة طلب إجراء دراسة عاجلة حول هذه التقارير ومراجعتها مع الشركة العربية المنفذة للحملة التسويقية والترويجية في السوق العربية لا سيما منطقة الخليج العربي، والبحث في إمكان تغيير هذه الشركة وايجاد بدائل حديثة ومتطورة للترويج السياحي لمصر. وشهدت حركة السياحة العربية خلال العامين الماضيين انخفاضاً بالمقارنة بعام 1998 الذي يعد عام الذروة للسياحة العربية، إذ بلغ عدد السياح العرب 553،994 ألف سائح خلال عام 2000 قضوا خلالها 447،5 مليون ليلة سياحية مقابل مليون سائح عربي قضوا 041،6 مليون ليلة سياحية عام 1999، بينما بلغ عدد السياح العرب عام 1998 975،1 مليون سائح قضوا خلالها 042،6 مليون ليلة سياحية. وشهدت السياحة العربية خلال شهور كانون الثاني يناير الماضي، وحتى آذار مارس عام 2001 انخفاضاً بنسبة 4،8 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأرجع مصدر مسؤول في وزارة السياحة انخفاض السياحة العربية في مصر إلى أسباب عدة من أهمها انخفاض سعر الدولار الاميركي، وإصرار الفنادق على زيادة الاسعار في صورة كبيرة وفي شكل غير متدرج ما أدى الى زيادة الاعباء على السائح في الرحلات السياحية بالاضافة الى قصور طاقة النقل الجوي. وساهم أيضاً غياب الوجود السياحي الرسمي لمصر في المنطقة العربية سواء في صورة منتظمة من خلال المكاتب السياحية، او عارضة في إطار القوافل السياحية التنشيطية للدول العربية، الأمر الذي أدى إلى استمرار بعض المقاصد السياحية المنافسة من دول جنوب شرقي آسيا واوروبا في الاستحواذ على قدر متزايد من حصة مصر من اسواق الخليج. يذكر أن وزير السياحة المصري قرر، عقب توليه الوزارة عام 1993، اغلاق المكتبين السياحيين الوحيدين في المنطقة العربية في الكويت ودبي تحت ذريعة أن المكتب منهما لا داعي لوجوده، وان العرب قادمون لمصر لا محالة من دون دعاية او ترويج للسياحة المصرية. وبعد غياب السياح العرب عن مصر لمدة أكثر من عامين نتيجة عدم الاهتمام بهذه السوق لوحظ أن وزير السياحة المصري أخذ يمطر وسائل الاعلام بوابل من التصريحات التي تؤكد أهمية السياحة العربية، وان السائح العربي هو الأولى بالدعاية لاعتبارات كثيرة، أهمها أنه يعتبر مصر البلد الثاني له، ويشعر فيها بالتقارب الانساني والثقافي، وهو إلى ذلك الأطول إقامة والأكثر انفاقاً. وتنبهت وزارة السياحة أخيراً إلى ضرورة مراعاة حاجات السياح العرب ورغباتهم وذلك من خلال التركيز على تنويع المنتج السياحي المصري في خطة التنمية السياحية، ومن خلال اعتماد الخطط الخاصة بالسياحة الاسرية التي يفضلها السائح العربي، مع إطلاق حق العرب في تملك الشقق، واقامة مهرجانات خلال موسم السياحة العربية الذي يبدأ اوائل شهر حزيران يونيو المقبل ومن أهمها، كما يقول الوزير المصري، مهرجان الاغنية والذي يجذب اشباه المطربين. وطالب وزير السياحة المصري خلال اجتماعه أخيراً مع القطاع السياحي الخاص والحكومي بضرورة تكثيف الحملات التنشيطية والتسويقية في السوق العربية التي تصدر الى البلاد أكثر من 37 في المئة من حركة السياحة الوافدة سنوياً إلى مصر.