} بقي الوضع متوتراً أمس في العديد من مناطق القبائل في الجزائر حيث سجل مقتل شخصين واصابة نحو 400، إثر المواجهات المستمرة منذ شهرين بين السكان وقوات الأمن. وحذّر مسؤول حكومي في المنطقة من ان "الوضع يتجه الى التعقيد"، وان على الدولة التدخل إذا ظهرت نية "الإنفصال" لدى السكان. وجه السيد إسماعيل ميرة، رئيس بلدة تازمالت في ولاية بجاية 300 كلم شرق العاصمة، تحذيراً شديداً الى الحكومة من مغبة إستمرار "وضع الترقب" الذي تلتزمه منذ اندلاع المواجهات في منطقة القبائل الشهر الماضي. ولقي شابان مصرعهما وأصيب اكثر من 400 شخص آخرين بجروح في مواجهات عنيفة، وقعت مساء الخميس والجمعة في ولاية بجاية. وأفاد شهود أن أعمال التخريب ونهب الممتلكات العمومية توسعت أمس لتطاول العديد من السكان والمسافرين الذين توافدوا على المنطقة للعبور نحو منطقة الشرق الجزائري. وشيع سكان قرية فرعون، امس، جثمان توفي متأثرا من اصابته خلال المواجهات مع قوات مكافحة الشغب. وشارك عدد كبير من سكان القرية في التشييع، بعد صلاة الجمعة، تحت مراقبة مشددة من قوات الأمن. وأفاد مصدر موثوق به أن ثلاثة من رجال الدرك أصيبوا، مساء الخميس، بجروح بالغة من جراء رشقهم بالحجارة خلال تظاهرة في بجاية. وقال ميرة، رئيس بلدية تازمالت في ولاية بجاية المعزولة عن العاصمة والعديد من المنطاق المجاورة، إن الوضع "يتجه نحو التعقيد أكثر فأكثر. العديد من الشبان الذين تسببوا في خسائر في المنشآت الحكومية لا يزالون يكررون أعمالهم هذه بسبب عدم تعرضهم إلى العقاب". ولاحظ ميرة، في اتصال مع "الحياة"، ان "الدولة غائبة في شكل كلي، وهو ما يشجع الشباب على المضي في أعمال التخريب والنهب ونصب الحواجز المزيفة والتعدي على أعراض المواطنين وممتلكاتهم". وأضاف: "قُطعت الطرق الوطنية بخنادق يزيد عمقها على ثمانين سنتيمتراً". واعتبر رئيس البلدية، وهو من كبار "رجال المقاومة" ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة، ان "الكثيرين من سكان المنطقة يقومون بتخريب المنشآت الحكومية، ويقولون أن حسين آيت أحمد زعيم جبهة القوى الاشتراكية سيرسل اليهم السلاح". وأضاف: "إذا كان السكان يريدون حقيقة الامازيغية، فعلى الحكومة أن تمنحهم الأمازيغية وليس في ذلك عيب. وإن كانوا يريدون الإنفصال عن الجزائر فعلى الدولة أن تتحرك وتحسم الوضع". زرهوني في أميركا إلى ذلك، أكد ثلاثة أعضاء في الحكومة الجزائرية ان انتقال وزير الداخلية السيد يزيد زرهوني إلى مستشفى في مدينة بالتيمور في الولاياتالمتحدة جاء ل "ضرورة صحية". ونفوا ل "الحياة" على هامش إستقبال نظمه وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم لمناسبة "يوم إفريقيا"، مزاعم بأن زرهوني "تهرب من المسؤولية في مواجهة أحداث منطقة القبائل". وترددت إشاعات في العاصمة، قبل يومين، ان وزير الداخلية غادر الى أميركا بعد فشله في إدارة أزمة القبائل.