والحق ما شهد به الأعداء من جميل فعل بلادي    القاهرة تتمسك بحقّ العودة لكل الفلسطينيين وترفض التهجير    وزير الحرس الوطني يطلع على أبرز الحلول الرقمية في "ليب 2025"    شراكة استراتيجية لتعزيز الحلول المالية الرقمية السلسة والآمنة في السعودية    اتفاق غزة على المحكّ.. والوسطاء يخشون انهياره    موت ومجاعة وأمراض نتائج تفاقم الحرب في السودان    خدمات قضائية متكاملة لمركز تهيئة الدعاوى    رغم تحذيرات رسوم ترمب.. أسواق الخليج تصعد وأسعار النفط تتعافى    نيوم يتغلّب على العين بهدف ويحافظ على صدارة دوري يلو    الشرع يكشف آلية تنصيبه رئيساً لسورية    19 مليون زائر يؤكدون نجاح فعاليات موسم الرياض    يقدمن 13 مسلسلاً في رمضان.. نجمات مصر ما بين «ظل حيطة» و«ظلم المصطبة»    8 لاعبين.. هل ينجون من الإيقاف؟    اليوم.. ملاعب "بوليفارد سيتي" تستضيف بطولة موسم الرياض للبادل P1 بمشاركة دولية ومحلية    تحت شعار «قصصٌ تُرى وتُروى».. إطلاق مهرجان أفلام السعودية.. أبريل القادم    الامير سعود بن مشعل يتسلم التقرير السنوي لجوازات المنطقة    أمير جازان يستقبل مدير الدفاع المدني السابق و المعين حديثاً    النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية    يقدم 250 فعالية متنوعة.. «معرض جازان للكتاب» يستقبل الزوار غداً    وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالين من رئيس وزراء فلسطين ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الباكستاني    أمير الشرقية يكرّم المشاركين في مبادرة «خدمتكم فخر»    الهلاليون: كوليبالي كارثي    فجر السعيد: أعتذر للعراق وأعتزل النقد السياسي    لبنان تدين وترفض التصريحات الإسرائيلية ضد المملكة    والد عبدالله الزهراني في ذمة الله    حسين عبد الغني يتوقع موقف الأهلي في دوري أبطال آسيا    باريس تحتضن قمة دولية للذكاء الاصطناعي    انخفاض الناتج الصناعي الهولندي لأدنى مستوى خلال 6 أشهر    نائب أمير الشرقية يستقبل أعضاء جمعية العمل التطوعي    سماحة المفتي ومعالي النائب يستقبلان مدير فرع عسير    السعودية تتصدر دول مجموعة العشرين في مؤشر الأمان لعام 2023    رئيس الوزراء الصومالي يزور حي حراء الثقافي بمكة    «الإحصاء»: ارتفاع مؤشر «غير النفطية» 4 %    أم تقتل ابنها المعاق بعد تشخيصها بسرطان مميت    مستشفى دله النخيل بالرياض ينقذ مريضة من ورم في الرقبة ممتد للقفص الصدري    الصحة العالمية: الصرع لا يزال محاطًا بالوصمة الاجتماعية    عبدالعزيز بن سعد يواسي أُسر المايز والتميمي والجميلي في وفاة فقيدتهم    تسجيل 1383 حالة ضبط في المنافذ    الهلال الأحمر يعيد النبض لمعتمرة إندونيسية    غيبوبة على الطريق.. تنتهي بحفل تكريم «اليامي» !    ولي العهد يستقبل رئيس اللجنة الأولمبية الدولية    بختام الجولة ال 19 من دوري روشن.. الاتحاد يسترد الصدارة.. والنصر يقترب من الهلال    موجز اقتصادي    وزارة الثقافة تشارك في مؤتمر «ليب 2025»    «الدارة» تصدر كتاباً حول القطع الفخارية المكتشفة بتيماء    تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي..    %75 نسبة تفوق الحرفيات على الذكور    إرث الصحراء    تخريج الدورة التأهيلية للفرد الأساسي للمجندات الدفعة السابعة بمعهد التدريب النسوي    دورات لتعزيز مهارات منسوبي الحرس الملكي    سيادة المملكة «خط أحمر»    شعبان.. محطة إيمانية للاستعداد لرمضان    حسن التعامل    تواصل أمريكي – روسي لإنهاء الحرب الأوكرانية    الاحتلال يوسع حملة تدمير الضفة وينسحب من «نتساريم»        كيف يتكيف الدماغ بسرعة مع التغيير    ميكروبيوم معوي متنوع للنباتيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باحثون وأدباء وفنانون في الملتقى التربوي العربي الثالث . للتعليم مظهر مدرسي والتعلم جوهر الحياة وروحها
نشر في الحياة يوم 26 - 05 - 2001

هل الكتب هي المصدر الوحيد للمعرفة؟ وهل المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلّم فيه الانسان؟ وأين هي الحياة من عملية التعليم والتعلّم؟ الحياة التي كانت المدرسة الوحيدة للبشر على مدى قرون وقرون، والتي صنعت أعظم الفلاسفة والعلماء والمفكرين والفنانين؟
هل تخرج أرسطو من الجامعة؟ وما اسم المدرسة التي تعلّم فيها الجاحظ؟ وما الشهادة الرسمية التي نالها المتبني قبل أن يكتب الشعر؟
انها الحياة التي كانت دائماً وراء أعظم ابداعات البشر. وهاجس الحياة والتجربة الحياتية هو الذي حكم توجهات الملتقى التربوي العربي لهذه السنة.
من السعودية والكويت ومصر والمغرب وتونس والأردن وفلسطين ولبنان التقى في أحد فنادق شرم الشيخ بمصر أكثر من عشرين باحثاً وكاتباً وفناناً عربياً، وقد حمل كل منهم في حقيبته خبرته في المجال الذي يعمل فيه، والحقائق التي استنبطها من تجاربه في مواجهة تحديات العمل والحياة.
الدعوة الى اللقاء في شرم الشيخ موجهة من "الملتقى التربوي العربي" المنبثق من برنامج الدراسات العربية المعاصرة في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد الأميركية.
انعقد اللقاء بين 26و29 نيسان ابريل الماضي. ونوقشت خلاله تجارب وأفكار المدعوين الذين توحدهم خلفية فكرية وتربوية واضحة تستبعد المناهج والبرامج المسبقة وتراهن على الابداع الانساني في كل مجال من مجالات الحياة، وعلى الافادة من التجربة اليومية الحية والمباشرة التي توجه عملية التعليم وتضبطها، وترسم الطريق الصحيح نحو الغايات والأهداف الأبعد والأعمق لأي نشاط تربوي.
انه اللقاء السنوي الثالث للملتقى بعد لقاءين سابقين في لبنان وفي الأردن، وقد شارك فيه جميع أعضاء لجنة تنسيق الملتقى: منير فاشة فلسطين وسالي التركي السعودية وعدنان الأمين لبنان وسيرين حليلة فلسطين، في حضور الدكتور حسن الابراهيم الكويت احد ابرز الداعمين للملتقى.
الكاتب حسن عبدالله شارك في الملتقى كأديب وشاعر للأطفال، وقدم لنا هذا التقرير الذي يوجز أبرز أعمال اللقاء وهو يعتمد على الأفكار والأوراق التي أمكن جمعها، والأحاديث التي أمكن اجراؤها.
- التعليم والتعلّم بحسب توجهات الملتقى التربوي العربي: يميز الملتقى بشكل واضح بين مفهومي التعليم والتعلم، وينحاز بشكل واضح نحو التعلم بصفته جوهر الموضوع، بل جوهر الحياة وروحها، ويكاد يكون مرادفاً لها. من هذا المنطلق، ينظر الملتقى الى التعليم، بمظهره المدرسي والجامعي، على أنه أحد الوسائل/ الفسح التي تساعد على حدوث تعلّم. ينبع من هذا أمران: يجب ان لا يحتكر التعليم عملية التعلم، وإذا لم يجسد التعليم التعلم فإنه يفقد مبرر وجوده. وهذا يعتمد بالطبع على ما يعنيه الشخص أو المجموعة بالتعلّم. لذا، فإن أحد الأسئلة الجوهرية في الملتقى، هو سؤال من الضروري أن يطرحه كل شخص على نفسه: "ما هو مفهومي للتعلم، وكيف أجسد هذا المفهوم في عملي؟".
بالنسبة الى "الملتقى التربوي العربي"، يشكل تأمل الناس في حياتهم وخبراتهم، والتعبير عنها، مكونين أساسيين في التعلم. وتشمل المكونات الأخرى التحادث والتناقش والقدرة على الوصول الى المعلومات اللازمة وبلورة رؤية والعمل ضمن مجموعات صغيرة يتضمن عملها بناء العالم الداخلي للإنسان والنسيج الاجتماعي الفكري الثقافي الاقتصادي في المجتمع.
إن مفهوم التعلم هذا يجسد النظرة الى الناس كبانين لأنفسهم وللمجتمع ولمعاني الكلمات وللمعرفة. كما يضمن التنوع والحوار اللذين يشكلان أساساً لنمو الأفراد وازدهار المجتمعات. فبدون التأمل والتعبير، مثلاً، تضيع الأصالة والمشاركة الفعلية للناس. ومن دون العمل ضمن مجموعات صغيرة والتناقش في ما بينها ينمو الافراد من دون فكر جماعي. من هذا المنطلق، يحاول الملتقى ان يبرز التنوع والغنى الموجودين في الحياة والناس والمجتمعات البشرية، بالنسبة الى عملية التعلم وبناء المعرفة، ويعطيهم جميعاً قيمة وشرعية.
ينظر الملتقى الى المبادرات المختلفة الملهمة في العالم العربي بمثابة ينابيع وجداول، ودور الملتقى يكمن في المساعدة في تجميعها لتسهم في تشكيل "نهر" في التعليم العربي. إذ انها اذا بقيت منعزلة سوف تجف مع الوقت، وسينظر اليها في أفضل الأحوال على انها أفكار جميلة. ان الشعب الذي يتجاهل مثل هذه المبادرات التي هي بمثابة كنوز سوف يبقى منعزلاً ومهمشاً.
- "مسرح عناد" فلسطين، طاقة حية تتفاعل وسط الظروف الصعبة للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة: مارينا برهم من أبرز الناشطات والاداريين في مسرح "عناد" في بيت جالا بفلسطين. وقد مثلت الفرقة التي تعمل في اطارها في الملتقى التربوي العربي الثالث.
على شاشة التلفزيون من شرم الشيخ شاهدت مارينا القذائف الاسرائيلية وهي تتساقط على المنطقة التي يقع فيها المسرح في بيت جالا. وعندما اخذت تتكلم عن تجربة "مسرح عناد" نقلت صورة مثيرة عن النشاط الذي قامت به الفرقة خلال أعياد الفطر والميلاد من العام الماضي. وقدمت على شاشة العرض صوراً تلفزيونية حية لحملة فنية قامت بها فرقة المسرح في عدد من مناطق الجنوب في الضفة الغربية. وقد تناقلت اخبار هذه الحملة التي كانت تهدف الى ابعاد الخوف عن الاطفال مختلف وكالات الأنباء العالمية. الابداع الذكي والمكافح والأصيل أبرز ما يميز "مسرح عناد" الذي نشأ منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً وطارت شهرته داخل فلسطين وخارجها؟
بعد تعريفها بمسرح عناد ونشاطاته وأهدافه، انتهت برهم الى القول: لقد أظهر الفلسطينيون تحت الاحتلال مقدرة ابداعية في انتاج الأعمال الفنية. عرضوا اعمالاً مسرحية، وكتبوا الشعر والقصص والروايات والكثير من اشكال الفنون. وعلى رغم الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها كشعب فلسطيني، فإننا نطمح الى ان نطور الحياة الثقافية والفنية، من خلال تأسيس المسارح، ومدارس تعليم الفنون، وتدريب الشباب وتوفير وسائل اخرى تطور الثقافة والفنون.
إن نمو اي حركة ثقافية يعتمد على النشاطات والجهود والرؤى المستقبلية للمبدعين فيها ورغبتهم في المشاركة في بناء الحركة الثقافية على رغم الصعوبات والعقبات. وهذا ما يقوم به الفنانون الفلسطينيون في الظروف الدقيقة والصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.
- نفيسة عباس السعودية: تجربة مدرسية متقدمة تقوم على دمج عملية التعلّم بعملية التعليم.
بعد اشادتها بالتنوع والتكامل الذي يتميز به الملتقى، قدمت نفيسة عباس العاملة في مشروع النجاح في المدارس المبكرة في مدارس الظهران الأهلية، صورة عن تجربة عملها في هذا المشروع الذي وصفته بأنه لا يزال في طور النمو. وفي تحديدها الى المبادئ التي ينطلق منها المشروع أشارت الى ان كل انسان قادر على التعلّم وتحقيق النجاح اذا عمل في بيئة تعليمية غنية ومريحة وخالية من الخوف والتهديد المادي والاجتماعي. والى ان الخوف يمنع التعلّم والابداع.
وانتقلت نفيسة عباس بعد ذلك الى ايجاز الخطة المعتمدة في مشروع النجاح في المدارس المبكرة، والتي تقوم في شكل أساسي على مبدأ التكامل بين المواد، فأوضحت ان تدريس العلوم واللغة والرياضيات والمهارات الاجتماعية والحياتية يتم من طريق دمج هذه المواد بعضها ببعض والتركيز على العناصر المشتركة في ما بينها.
وتضيف عباس قائلة ان منطلق التعلّم في المشروع هو الخبرة العملية، ثم المفهوم، ثم اللغة، ثم التطبيق. وخلال ذلك يجري تقويم مستمر، وبأدوات مختلفة لما يجري في كل مرحلة، وهذا التقويم جزء لا يتجزأ من عملية التعلّم. وأهم ما في المشروع هو ربط التعلّم، وتنمية مهارات التفكير والمهارات الحياتية في شكل مستمر.
في الورقة التي قدمتها الى الملتقى أشارت عباس الى ان الخطة التربوية المعتمدة من قبلهم تنسجم في كثير من نقاطها مع توجهات الملتقى التربوي العربي، فهي تقوم منذ سنوات عدة بتدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات حديثة تركز على تنشيط دور المتعلم في العملية التربوية برمتها مثل التعلم التعاوني، وعملية الكتابة وكتابة الأبحاث واستخدام التكنولوجيا في التعليم والتعلّم. كما تقدم دورات تدريبية للمعلمين تساعدهم على ايجاد جوّ ايجابي ومنتج في المدرسة من خلال استخدام استراتيجيات للتعامل مع سلوكيات الطلاب تعزز تقدير الذات لدى الطالب وتعلمه تحمل مسؤوليات سلوكه.
- سبك الحكاية: برنامج تعلّم متميز في المغرب.
نجمة طاي طاي الغزالي: الحكاية الشعبية وسيلة ناجحة للإبداع والتعليم.
الدكتورة نجمة طاي طاي الغزالي المغرب ساهمت في الملتقى التربوي الثالث بعرض تجربة فذّة ومتميزة عبر تقديمها لبرنامج "سبك الحكاية" الذي يعتمد كمادة تدريس في الجامعة بمدينة أغادير في المغرب.
وتقوم هذه التجربة على اعتبار الحكاية الشعبية وسيلة ناجحة في التعليم، وتتجاوز، في الفوائد الناجمة عنها، الوسائل التقليدية.
الهدف من التجربة كما ذكرت الغزالي هو اكتشاف الأطفال الذين يمتلكون موهبة أدبية. ومساعدة الأطفال الآخرين على ابتكار قصص وحكايا بأنفسهم، ثم اذاعة هذه القصص والحكايا على الغير.
وتطرقت الغزالي الى الصعوبات والمعوقات التي تواجه هذه العملية فذكرت منها عزوف الأطفال عن قراءة ما يكتبه أو يرويه لهم الكبار من إرثهم الثقافي نتيجة تعلّقهم بما يأتي من الغرب في صورة كتب وأفلام ومسلسلات تلفزيونية، مع ان التجربة كشفت ان الكثير من الحكايا الشعبية المحلية تشبه الحكايات الأجنبية التي يعرفها الطفل أو تتفوق عليها.
ولخصت الغزالي منهجية العمل المتبع مع الأطفال بالمراحل الآتية:
1 - مرحلة الإصغاء للحكايات. حيث يطلب من الأطفال ان يصغوا الى حكايات شعبية تراثية مما يعرفه آباؤهم وجداتهم وأن ينسخوا هذه الحكايات.
2 - تجمع الحكايات التي سجلها التلاميذ ثم تنتخب الحكاية الأفضل.
3 - يطلب من التلاميذ رواية الحكاية شفهياً. ثم يطلب منهم كتابتها بتوجيه وإرشاد من المعلم عبر أسئلة يوجهها الى التلاميذ.
4 - بعد مناقشة النص مناقشة مستفيضة، يوضع بشكله النهائي ثم يطلب من التلاميذ روايته لزملائهم. هذه الطريقة، بحسب ما تقول الغزالي، تجعل الطفل منتجاً لثقافة خاصة به، وتفجر طاقاته الابداعية، وتعوده على الاصغاء والنطق، وتغني رصيده اللغوي، وتعمق صلته بتراثه، وتعزز ثقته بنفسه وبطاقاته، وتخرجه من الأنطواء والعزلة باتجاه الانفتاح على الغير.
وفي النهاية، ذكرت الغزالي ان الحكايات التي يؤلفها التلاميذ تعرض في مهرجان يقام كل سنتين في مدينة أغادير، ثم تنشر الحكايا المميزة في كتاب.
- حسن الغريتلي مصر: بحث دائم في التراث العربي والعالمي لانتاج مسرح يفسر حياتنا ويرتقي بها نحو الأفضل.
"الورشة" اسم معروف لفرقة عمل مسرحي يديره من مصر حسن الغريتلي، وقد لخص في ورقته للملتقى طريق "الورشة" وانجازاتها بين عامي 1987و2001 معدداً بالتسلسل أبرز الأعمال المسرحية التي تمَّ انجازها في هذه الفترة مركزاً بوجه خاص على الأعمال التي تستوحي التراث الشعبي في المضمون والاداء. متوقفاً عند "ليالي الورشة التي بدأت بالحواديت في 1992 وأصبحت تشمل بابات الخيال والأراجوز والأغاني والتحطيب والآلات الشعبية وهي الفنون التي يتدرب عليها الممثلون تحت اشراف الفنانين الشعبيين. وذكر انهم في عام 1994 بدأوا في جمع مادة السيرة الهلالية من الشعراء الذين يحملون تراثها الشفهي والتدريب على ادائها حكياً وغناء وقدموها في "الليالي"، وخرجوا من هذه التجربة بعرض "غزل الأعمار" التي قدمت للمرة الأولى في كانون الثاني يناير 1998 في القاهرة.
وأنهى الغريتلي ورقته بالقول، هناك الآن تحول مهم في عملنا الفني: فاهتمامنا ينصب، وذلك من نهاية 1997، على التمثيل كعملية يتم من خلالها استحضار شخصيات تنبض بالحياة من خبراتنا الحياتية ومن خيالنا. وكانت رحلتنا عبر مساحات الحكي الشاسعة في السنوات الخمس السابقة لذلك قد حررتنا من افكارنا المسبقة عن التمثيل وعن ميراثنا في التمثيل الخطابي والتجاري والذي جاءنا من القرن التاسع عشر.
وقد التقت الفرقة نوعاً آخر من التراث هو روح الحياة اليومية كما نصادفها في الكتابات على الجدران والسيارات، في الذكريات والأحلام، في النكات وفي مشاهدات السينما وأغاني الميكروباص والأفراح والأتراح والأسواق والموالد، نقدمها محاولين من خلالها البحث عن سياق مسرحي يأخذ أشكالاً تبتعد عن استنساخ الواقع.
- وليد العوضي الكويت: تجربة شخصية استثنائية ونظرة خاصة للإعلام الموجه للطفل.
سينمائي شاب، استطاع عبر كفاحه الشخصي واصراره على النجاح ان يتوصل الى نيل جائزة عالمية في مهرجان هيوستن للأفلام السينمائية والتلفزيونية لأفضل فيلم وثائقي.
بعد روايته لسيرته العملية، انتقل وليد العوضي الى تسجيل بعض الأفكار الخاصة بالإعلام العربي الموجه للطفل فقال: نحن لا نعرف ماذا يريد الطفل منا، لذا لا نستطيع ان نوجه أو نخلق له الشخصية الاعلامية التي يريدها؟ قد نبتكر شخصية تخاطب فئة قليلة جداً من الأطفال ولكنها لا تصل الى الشخصية العالمية. مثلاً علاء الدين الشخصية الكرتونية عرفها الطفل العربي من عدة أعمال عالمية غربية وكذلك شخصية سندباد... ولو أردنا ان نعالج محلياً هذه الشخصية المحببة في قلب الطفل نواجه مشكلة في تقديمها لأننا لا نملك التكنولوجيا الحديثة لاعادة انتاجها بحسب ما يناسب الطفل وحتى لو استخدمنا التكنولوجيا فإننا نقدم الشخصية بطريقة ضعيفة! لأننا باختصار لا نتقن صناعة اعلام مقنع".
وأنهى العوضي كلامه بالقول: الإعلام صناعة وبالتالي الشخصيات المستخدمة في وسائل الاعلام هي جزء من صناعة اعلامية تحتاج الى خبرات اعلامية وفرق عمل تعرف كيف تقدم وتنفذ هذه الصناعة... هذه الفرق تحتاج الى دعم مالي ومعنوي من مؤسسات اعلامية كبرى... نحن في العالم العربي نفقد هذا الهيكل التنظيمي للعمل الجماعي وبالتالي نشاهد شركة مثل يونيفرسال وديزني وغيرها من الشركات الأوروبية واليابانية تملك هذه الخبرات والتنظيمات ورؤوس الأموال وتفهم احتياجات طفل اليوم الطفل العالمي وليس الأميركي أو الأوروبي أو الآسيوي فقط بل أطفال العالم ومن ضمنهم الطفل العربي.
باختصار ضياع الشخصيات المستعملة في وسائل الاعلام هو جزء من ضياعنا الجماعي"!
- الجمعية التعاونية الثقافية لبنان: مبادرة شبابية تتحدى الظروف الصعبة وتؤسس للمستقبل.
هي جمعية تضع وسائل الاتصال في خدمة التنمية، مثلتها في الملتقى اليان الراهب، احدى أبرز الناشطين فيها. وفي الورقة التي قدمتها الراهب للملتقى حددت أبرز اهداف الجمعية التي تسعى الى ادخال الوسائل السمعية البصرية الى المناطق المهمشة وذلك لتعويد السكان على هذه الأدوات من جهة واعطائهم امكان التعبير بحرية عن أوضاعهم ومشكلاتهم وتمنياتهم من دون وسيط من جهة أخرى. وانتاج الافلام التي تعالج المواضيع المتعلقة بالتنمية وحقوق الإنسان وتوزيعها وترويجها، وخلق حيّز ثقافي يستقبل الفنانين الشباب ويشجعهم ويساعدهم على تنفيذ افكارهم وأعمالهم كما أظهرت الراهب في ورقتها، الانجازات التي حققتها الجمعية حتى الآن كمهرجان أيام بيروت السينمائية وبرنامج "سلك الناس" الذي يهدف الى تقديم المنتجات السمعية البصرية الى أكبر عدد ممكن من الناس في كل الأراضي اللبنانية، وبرنامج "صلة وصل" الذي يهدف الى مساعدة المنظمات الخاصة على تحسين اتصالها وعلاقتها مع الجمهور عبر استخدام الوسائل السمعية البصرية.
- شمس: وعرَّفت الراهب ايضاً بجمعية تعاونية اخرى تهتم بشؤون المسرح والسينما هي جمعية "شمس" التي يتألف اسمها من الأحرف الأولى للكلمات: شباب - مسرح - سينما.
ثم اشارت الى ان الجمعية ضرورة ملحة للشباب المبدع في لبنان ما بعد الحرب، خصوصاً في غياب أي دعم من المؤسسات الرسمية للانتاج المسرحي والسينمائي، وعدم وجود فرق مسرحية، ومراكز للتنشيط الثقافي، وأماكن كافية للعرض، مع تراجع علاقة الفنانين بالجمهور.
وأشارت الى ان برنامج عمل الجمعية مبني على الاستمرارية والتطوير، ومن شأنه تقديم الفرص للمبدعين كي يمارسوا مهنتهم ويعبروا عن أفكارهم ويناقشوا تجاربهم ويكملوا معارفهم وتدريباتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.