طغت الاحتفالات المقررة غداً بيوم تحرير جنوبلبنان من الاحتلال الاسرائيلي، بعد مضي سنة على انسحاب قواته، على الموقف السياسي الداخلي، في ظل استمرار السجال والتصريحات في شأن ما قيل عن رسالة بعث بها لبنان إلى الأممالمتحدة، السنة الماضية، تؤكد تسليمه بالخط الأزرق. وتستعد الدولة لمهرجان رسمي في الذكرى غداً في قصر اليونيسكو، يتحدث خلاله رئيسا المجلس النيابي نبيه بري، والحكومة رفيق الحريري، والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ورئيس اللجنة الوزارية الداعية إلى الاحتفال نائب رئيس الحكومة عصام فارس، فيما دعت جمعية بيروت للتنمية اللبنانيين الى اضاءة الشموع على الشرفات الليلة، احتفالاً بالذكرى. وأكد بري للنواب أمس انه سيتحدث في المهرجان بصفته رئيساً لحركة "أمل" لا كرئيس للمجلس النيابي، وبالتالي "لن يكون مقيداً". وكان رئيس الجمهورية إميل لحود توافق وبري على اطلاق عملية التنمية في القرى الجنوبية المحررة لتلبية الحاجات الملحة للأهالي، في لقائهما، أمس. ونقل نواب عن بري أنه سأل لحود عن الورقة التي قيل إن لبنان ارسلها الى الأممالمتحدة عن الموافقة على الخط الأزرق، وتبلغ منه أن توضيحاً سيصدر عن رئيس الحكومة السابق سليم الحص. وأشار هؤلاء إلى أن بري كان طلب من الحكومة توضيح موقفها من الخط الأزرق وقضية مزارع شبعا هل هي من ضمن القرار الرقم 425 ام لا، لأن الأمور ما زالت مبهمة. وأكد بري، مرة أخرى، أن مزارع شبعا لبنانية، وفق خرائط سورية وخريطة لبنانية تؤكد ذلك. وشدد على أن عناصر الجهة المالكة: القضاء والقوى الأمنية الموجودة فيها والناس الذين ينتمون اليها والعملة المتداولة فيها، تشير كلها الى انها لبنانية. وفي "أمر اليوم" إلى العسكريين عشية الاحتفال بالعيد، دعا قائد الجيش العماد ميشال سليمان إلى "توثيق التعاون مع الجيش السوري على كل المستويات لمواجهة كل ما يستجد من تهديدات وأعمال عدوانية اسرائيلية". وقال: "كما كنتم صامدين أقوياء لا تخشون ترسانة العدو فأنتم على درجة عالية من الوعي والتزام قرار الدولة وعدم الالتفات الى صغائر المصالح". وأضاف: "لم تتهاونوا إزاء اي اخلال بالأمن وفي بذل التضحيات، ولم تنطل عليكم الدعوات المتعددة إلى إقفال النزاع مع العدو وتحديد خط انتشاركم في الجنوب بما يخدم العدو، فيما تبقى مزارع شبعا تحت الاحتلال وأبطالنا الأسرى في سجون العدو ومن دون أن تتحقق عناصر السلام وهي عودة اللاجئين الفلسطينيين والانسحاب من الجولان، وهي دعوات تهدف، عن قصد أو غير قصد، إلى إبقاء أسباب النزاع قائماً لتوطين الفلسطينيين". ووصف "حزب الله" يوم التحرير بأنه "يوم مجيد". لكنه رأى "ان النصر لم يكتمل بعد اذ ما زالت هناك أراض محتلة وأسرى ومعتقلون وتهديدات صهيونية يومية وحقول الغام". ونظم الحزب مسيرة، أمس، للأطفال في بلدة كفركلا عند "بوابة فاطمة"، أطلقوا خلالها بالونات في محاذاة الشريط في اتجاه مستوطنة المطلة، وأحرقوا العلم الاسرائيلي.