انطلقت أمس أعمال الورشة الدولية لنزع الألغام في لبنان، في قصر اليونيسكو برعاية رئيس الجمهورية اميل لحود وحضوره وعدد من الوفود العسكرية المختصة وسفراء الدول المانحة والدول العربية. وأكد وزير الدفاع خليل الهراوي في الافتتاح "ان مخاطر الألغام والمتفجرات التي تقع في اكثر من 1500 حقل ومنتشرة في الجنوب والبقاع الغربي توقع يومياً المزيد من القتلى والجرحى. وهذا الوضع الشاذ والمأسوي يمنع الحكومة اللبنانية من البدء بتنفيذ المشاريع الإنمائية في هذه المناطق المحررة، ويمنع مستثمرين كثراً من تفعيل إنماء اقتصادي مفقود". وأوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام جان ماري غيهينو ان هناك استراتيجية لدى الأممالمتحدة للقيام بهذه المهمة. وأشار الى أن أسس السلام لا تدعم إلا على أرض خالية من الألغام. وأكد نائب وزير الخارجية الإيطالي رينو سيري ان ايطاليا مستعدة دائماً لدعم عملية نزع الألغام. ووصف الوضع في المنطقة بأنه خطير، مجدداً التأكيد ان ما من حل عسكري للمشكلات في المنطقة، وداعياً إسرائيل الى احترام قرارات الأممالمتحدة كافة. أما نائب وزير الدفاع الأوكراني فيكتور بانخ فلخص عمل كتيبة بلاده في جنوبلبنان، وأبدى استعدادها لتدريب نحو 200 نازع ألغام من المدنيين. وتحدث سفراء دول عربية وأجنبية عن إسهامات دولهم في نزع الألغام، وإجماعهم على مساعدة لبنان. وأبدت فرنسا استعدادها لتزويد لبنان خبرات، فيما اعتبرت وكالة التنمية الأميركية ان أكثر ضحايا الألغام كثافة في لبنان. وأعلنت سورية أن سلاح الهندسة في جيشها نزع ما مجموعه 13 ألف لغم من البقاع الغربي في العامين 1984 - 1985. وطالب الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا إسرائيل بخرائط عن الألغام وأجوبة خطية، مشيراً الى أن الخرائط المتوافرة تشير الى وجود 60 ألف لغم. وأعلن رئيس المكتب الوطني لنزع الألغام العميد جورج صوايا ان لبنان يهدف الى ألاّ يكون بعد ثلاث سنوات أي لغم في أراضيه. واتفق المشاركون على البدء الفوري بعمليات نزع الألغام ومواصلة الجهود عبر الأممالمتحدة للحصول على الخرائط الإسرائيلية. واقترح تشكيل فريق دعم دولي يعمل مع السلطات اللبنانية لنزع الألغام في سرعة. وكشف السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد عن مبادرة جديدة لمساعدة لبنان في نزع الألغام، موضحاً أن منظمة أميركية ستزيد حجم مساعدتها لبرنامج نزع الألغام بدءاً من الشهر المقبل. ورافق أعمال المؤتمر الذي يختتم اليوم بجولة ميدانية في الجنوب، معرض عن أنواع الألغام وصور عن ضحاياها الذين حضر بعضهم شخصياً الى قاعة "اليونيسكو"، وقد بترت بعض اطرافهم.