آخر وسيلة للمساعدة في كشف الألغام في لبنان وحدة كلاب أميركية مدربة على ذلك، تتألف من سبعة منها اختبر بعضها أمس في ثكنة حمانا في حضور رئيس المكتب الوطني للالغام العميد الركن جورج صوايا وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا والسفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد الذي أكد "مساعدة لبنان على تخطي هذه المشكلة". وفي حقل اختبار صغير زرعت فيه ألغام وقسم ثلاثاً بحبل أصفر، كشف كلب، بتوجيه من مدربه، الغاماً أمام عدسات المصورين والضباط، من دون ان يخيب أمل ساترفيلد الذي ابدى رغبته في مشاهدة "انجاز" الكلب. لم يرفع الكلب رأسه عن الأرض التي زرعت فيها الألغام قبل مدة، ولم تبدُ فيها آثار حفر، وراح يشم مساحة وجّهه نحوها مدربه الذي قاده برسن طويل. وبوصوله الى اللغم توقف عن الحركة ولم يعد الى مدربه الا باغرائه بطابة صغيرة. بعدها أرشد المدرب عنصراً من الجيش اللبناني لم يفهم الانكليزية، ارتدى ثياباً واقية وحمل مجسة ألكترونية. وبعدما ترجم له الضابط كلام المدرب أعاد مسح المنطقة على رغم علمه بمكان اللغم الذي تأكد له وجوده ووضع عليه علامة. ثم تولى عنصر آخر حمل حربة ووضع خوذة كشف اللغم في حذر وهدوء. وقال المدرب ان "هذا عمل بسيط وينتظر الكثير بعد، اذ ستخضع الكلاب لتدريب، 10 أسابيع، كي تعتاد الأرض اللبنانية، اسبوعان منها، مع عناصر لبنانيين، على ان ينطلق العمل في حزيران يونيو المقبل. وأوضح ملازم أول في الجيش ان للألغام خطورتين: وجودها وازالتها، "لذا نحن لا نرفعها، بل نكشفها ونفجرها في مكانها". ولدى استفسار "الحياة" عن قدرة الكلب على كشف اللغم خصوصاً ان التجربة التي أجريت مرتين لتوها، أظهرت ان الألغام ليست عميقة، قال: "الألغام عادة لا تزرع عميقة. ويمكن الكلب ان يشتمها على عمق نحو 20 سنتيمتراً". ومشكلة الألغام الحقيقية في لبنان لا تكمن في عددها الذي لا احصاء دقيقاً له، بل في عدم توافر خرائط لها، خصوصاً انها زرعت في أوقات متفاوتة خلال الحرب اللبنانية، إضافة الى مئات الآلاف خلفها وراءه الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان. وكان لبنان أدرج، عام 1998، على لائحة الدول المتضررة من الألغام "نظراً الى حجم المشكلة التي تهدد أمن الأبرياء واستقرارهم وتعيق أعمال الاعمار وحركة الاقتصاد في البلاد"، بحسب العميد صوايا. وكان دي ميستورا ربط، قبل أيام، الثقة الدولية بلبنان بازالة الالغام.