} أكد رئيس الجمهورية اميل لحود موقف لبنان الذي لا يعتبر الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي كاملاً اذا لم يبلغ الحدود الدولية المعترف بها، في حين استأنف الفريقان اللبناني والدولي عملهما للتحقق من الانسحاب. قال رئيس الجمهورية اميل لحود أمس ان "البعض يحاول تفسير موقف لبنان الذي عبّر عنه في المذكرة الرئاسية الأخيرة التي رفعت الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، على أنه من قبيل التحفظ فقط وحفظ الحقوق مستقبلاً حيال الانسحاب الاسرائيلي اذا لم يبلغ الحدود المعترف بها دولياً". وأضاف: "فيما الواقع أن لبنان خلافاً لهذه التفسيرات اذ يطالب بالتزام القرار الرقم 425 التزاماً كاملاً وتقرير انان نصاً وروحاً، يرى ان الانسحاب الاسرائيلي ليس كاملاً اذا اقتصر على خط وهمي غير موجود وما لم يبلغ الحدود الدولية القائمة والمعترف بها والموثقة لدى الأممالمتحدة وكل الدول المعنية والمهتمة وهي حدود غير قابلة للتعديل أو التأجيل". وعرض لحود أمس مع السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد التطورات على الساحتين المحلية والدولية، في حضور وفد مجلس امناء مدرسة الجالية الأميركية. وكان فريقا الخبراء الدولي واللبناني تابعا اجراءات التثبت من الانسحاب الاسرائيلي من بلدة العباسية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967، بعدما اوقفاها أول من أمس، احتجاجاً على تعرضهما لاطلاق نار من موقع اسرائيلي لا يزال قائماً في البلدة. وجاء استئناف عمل الفريقين بعد حصولهما على ضمانات من الأممالمتحدة بعدم تكرار اسرائيل اطلاق النار والسماح لهما بالتحرك بحرية داخل الأراضي اللبنانية للتثبت من الانسحاب خصوصاً بعدما سجلا حصول خروقات على طول خط الانسحاب الذي حدده الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن على رغم اعتراض لبنان عليه باعتباره غير مطابق لخط الحدود المعترف بها دولياً. وتبين للفريقين ان اسرائيل قضمت نحو 4200 دونم من الأرض اللبنانية. وهذا ما أشار اليه رئيس الوفد اللبناني العميد الركن أمين حطيط. وقال: "استعدنا المساحة المذكورة بعدما اثبت لبنان حقه فيها وكانت اسرائيل لا تزال تحتلها"، مشيراً الى أن هذه المساحة "أصبحت في عهدة الأممالمتحدة التي يبقى عليها ان تعمل من خلال قوات الطوارئ الدولية على ازالة الاسلاك الشائكة حول بلدة العباسية واعادة الأهالي اليها". وتابع الفريقان التثبت من الانسحاب في بلدة كفرشوبا وتبين لهما ان القوات الاسرائيلية تتمركز في منطقة رويسة السماقة. جنوب البلدة، وهي موقع يمتد الى عمق 40 متراً داخل الأراضي اللبنانية من الخط الذي رسمه لارسن. وانتقل الفريقان بمروحية تابعة للأمم المتحدة حلقت على ارتفاع مخفوض على طول الخط الممتد من بلدة شبعا الى الحدود الدولية للبنان مع سورية، بما فيها مرتفعات جبل الشيخ، وتم اكتشاف خرق اسرائيلي في المنطقة نفسها، وسيعمل الفريق الدولي على تصحيحه بالطلب من اسرائيل ازالة الموقع العسكري الذي اقامته هناك. وفي هذا السياق قال مرجع لبناني ان الفريقين "سيتابعان تحركهما على خط الحدود"، مؤكداً "ان التثبت شيء والتنفيذ شيء أخر"، ومشيراً الى "أن على الفريق الدولي متابعة مدى التزام اسرائيل تصحيح الخروقات التي سجلت من الطرفين اللبناني والدولي، للتأكد من انها عولجت بحسب الأصول". وكشف المرجع ل"الحياة" ان لبنان "ينتظر تحرك الأممالمتحدة لدى اسرائيل لنزع الألغام المزروعة داخل الأراضي اللبنانية في بلدة علما الشعب وعلى طول 11 كيلومتراً". وقال ان "الانتهاء من التثبت قد يحتاج الى بعض الوقت ويتوقف على التزام اسرائيل وضع الملاحظات على وجود خروقات موضع التطبيق لجهة ازالة الشريط الشائك". وقال: "أن لبنان لا يفهم لماذا يوجه اليه البعض التهم بأنه يعرقل مهمة الأممالمتحدة؟ فهل استرداد الأرض على قاعدة تمسكنا بالحدود الدولية يعتبر اعاقة خصوصاً اننا فرضنا على اسرائيل الانسحاب من مساحات كبيرة كانت لا تزال تحتلها حتى أمس. واذا كان هذا البعض يستسهل التنازل عن ارضه فاننا لن نتنازل عن شبر واحد". وكان ضابط في القوات الدولية افاد ان عملية التحقق من الانسحاب "لن تنتهي اليوم أمس نظراً الى الطبيعة الجبلية الوعرة للمساحة المتبقية من الترسيم".