القدس المحتلة، الناصرة - "الحياة"، أ ف ب - أصدرت حكومة ارييل شارون في الساعات ال48 الأخيرة مؤشرات عدة إلى جهود جدية تبذلها للتسبب في انهيار السلطة الوطنية الفلسطينية وإبعاد الرئيس ياسر عرفات عن الأراضي الفلسطينية. وتحدثت نائبة وزير الدفاع الإسرائيلي داليا رابين فيلوزوف أمس عن إمكان "انهيار" السلطة الفلسطينية، وقالت للإذاعة العامة: "هناك تقويمات على المستوى السياسي - العسكري تتحدث عن انهيار السلطة الفلسطينية، لكن تقويمات أخرى تؤكد أن عرفات لا يزال يمسك بزمام الأمور". وقالت رابين فيلوزوف: "علينا أن نبقي على الاتصالات مع الضباط الفلسطينيين على كل المستويات ولا يجب أن نفكر في تشكيل قيادة فلسطينية بديلة". وقالت الإذاعة الإسرائيلية في نشرتها الاخبارية صباح أمس إن كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يناقشون منذ بضعة أيام احتمال أن يكون "انهيار" السلطة الفلسطينية وشيكاً مع اضطرار الرئيس ياسر عرفات إلى "مغادرة الأراضي" الفلسطينية. ونقلت الإذاعة عن أولئك المسؤولين اعتقادهم بأن "حرب خلافة" ستنشب في الوقت الذي يستمر فيه الكفاح ضد إسرائيل، مضيفة انه في مثل هذه الحالة سيتولى السلطة الجيل الأصغر عمراً في القيادة الفلسطينية، بمن في ذلك أولئك الذين شاركوا في الانتفاضة الأولى. وقالت الاذاعة الإسرائيلية إن رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة العقيد محمد دحلان سيتولى السيطرة في غزة ونظيره في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب وأمين سر حركة "فتح" في الضفة مروان البرغوثي ومسؤول المخابرات توفيق الطيراوي سيتولون السيطرة في الضفة. وزادت الإذاعة أن عدداً من أعضاء المؤسسة الأمنية في إسرائيل ينظرون إلى مثل هذا الاحتمال نظرة ايجابية، لأنهم يرون أن عرفات "يفقد مكانته كشريك محتمل في المفاوضات، بينما يعتبرون الجيل الأصغر عمراً عملياً أكثر منه". وقالت إن ثمة خلافات في الحكومة بشأن أهمية تطور من هذا النوع، إذ أن هناك وزراء يرون أن "طرد عرفات من الأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة خطوة لا يمكن تجنبها، وهناك في المقابل آخرون يصرون على أن عرفات شريك وأن من المستحيل الاستعاضة عنه". وأكد النائب العمالي يوسي بيلين، أحد مهندسي اتفاقات أوسلو، للإذاعة من جانبه: "ظللنا طيلة ربع قرن نبحث من دون نتيجة عن قيادة فلسطينية قبل أن نعثر على قيادة جيدة، أي منظمة التحرير الفلسطينية"، وأضاف: "انها قيادة تطرح مشكلات، لكن علينا أن نكيّف انفسنا حتى وإن كنا لا نعرف أهدافها تماماً، لكن ينبغي على رغم كل شيء أن نعمل على التوصل إلى حل دائم مع عرفات". وكشف وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر اول من امس ان اسرائيل كانت تعتزم منع الرئيس الفلسطيني من التوجه الى مصر خلال نهاية الاسبوع للمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة العربية. وقال بن اليعيزر للمحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي: "لقد فكرنا فعلاً بمنعه من المغادرة لأن ياسر عرفات يشن حرباً شاملة علينا مستخدماً لهذه الغاية كل الاجهزة التابعة له". واضاف: "انه أيضاً قائد يدفع بشعبه نحو الفوضى. لكن في نهاية المطاف سمحنا له بالمغادرة". وحول احتمال قيام اسرائيل بمنع الرئيس الفلسطيني من مغادرة الاراضي الفلسطينية او العودة اليها لم يعط الوزير الاسرائيلي رداً واضحاً، واكتفى بالقول: "سأقوم بكل شيء لاقناع ياسر عرفات انه لا يمكنه الحصول على أي شيء من خلال العنف". يشار الى ان اسرائيل احتفظت بالسيطرة الكاملة على كل المعابر الحدودية في اتجاه الاردن ومصر بالاضافة الى المجال الجوي ولا يمكن لعرفات ان يغادر الى الخارج او العودة الى الأراضي الفلسطينية من دون موافقة السلطات الاسرائيلية. وبعدما حفلت برامجها طيلة يوم امس بتحليل وضع الرئيس الفلسطيني وارتفاع اصوات تنادي بالعمل على ابعاده عن مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، نقلت الاذاعة العبرية الرسمية مساء امس عن مصادر امنية رفيعة المستوى تقديراتها ان مكانة الرئيس الفلسطيني متينة وحاله الصحية جيدة وانه يؤدي مهماته على اتم وجه. وزادت ان جهات الاستخبارات افادت ان السلطة ليست على شفا الانهيار و"عرفات لا يبث رسالة تهدئة الى شعبه انما يسعى الى مواصلة الكفاح حتى يفرض حلاً شاملاً يتضمن حق العودة والانسحاب من القدسالمحتلة".