"لإسرائيل في الكرملين صديق كبير، أنه رئيس الدولة الروسية" فلاديمير بوتين. بهذه العبارة أوجز الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف نتائج زيارته موسكو، حيث التقى أمس البطريرك اليكسي الثاني، وطلب منه التدخل لاطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى "حزب الله". تزامن ذلك مع اعتقال أجهزة الأمن الروسية أمس نائب رئيس المؤتمر اليهودي ميخائيل ميريلاشفيلي الذي كان مقرراً أن يغادر في طائرة كتساف، وذلك للاشتباه في تورطه بجرائم خطف وقتل رهائن. وحظي كتساف بحفاوة بالغة، إذ عقد خلوة مع بوتين ثم التقاه ضمن اجتماع موسكو، وقابل رئيس الوزراء ورئيسي مجلسي الدوما والفيديرالية، وقيادة اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال ورؤساء تحرير الصحف. والتقى عوزي دايان سكرتير مجلس الأمن الإسرائيلي المرافق لكتساف، نظيره الروسي سيرغي ايفانوف الذي اعتبر أن إسرائيل "شريك مهم في قضايا الاستقرار الاستراتيجي"، واتفق معه على "وضع حاجز في وجه المتطرفين والارهابيين". وشدد ايفانوف على وجود "قواسم مشتركة عدة تجمع روسيا وإسرائيل في مكافحة الارهاب". وخلال لقائه بطريرك موسكو وعموم روسيا اليكسي الثاني اعترض كتساف على أي اقتراحات لتغيير وضع القدس. وقال إن أي "تنازل" في شأنها "غير مقبول". وسُئل البطريرك، الذي دعا سابقاً إلى وضع الأماكن المقدسة تحت اشراف دولي، هل يمكن الفلسطينيين رعاية الأماكن المقدسة بطريقة أفضل من الإسرائيليين، فرفض الاجابة، واكتفى بالقول إن "المؤمنين اليوم قادرون على الوصول إلى كل الأماكن المقدسة". وتحت عنوان "البطريرك يوافق على المساعدة في البحث عن ثلاثة جنود إسرائيليين خطفهم ارهابيون إسلاميون"، أفادت وكالة "ايتار تاس" الحكومية الرسمية أن اليكسي الثاني وافق على أن يطلب من راعي كنيسة انطاكية والمشرق اغناطيوس معرفة مصير الجنود. وقال: "هذه مشكلة نعرفها جيداً"، وخطف الرهائن والمتاجرة بهم عمل لاأخلاقي يمارسه أيضاً المسلحون الشيشانيون في روسيا". وكانت نغمة "التماثل" بين الفلسطينيين والشيشانيين طاغية على لقاءات كتساف، ودعا بوتين إلى "الاقتداء" بإسرائيل في "حربها على الارهاب". وتحت تأثير الحفاوة ودلائل التغير الذي يطرأ على السياسة الروسية لمصلحة الدولة العبرية، قال كتساف إن زيارته موسكو أكدت له أن الرئيس بوتين "يكنّ لإسرائيل مشاعر دافئة، ويقدرها تقديراً رفيعاً". ولم تتأثر انطباعات كتساف باعتقال ميخائيل ميريلاشفيلي نائب رئيس المؤتمر اليهودي الذي يحمل الجنسيتين، الروسية والإسرائيلية. وهو يملك أكبر كازينوهات القمار في موسكو وسانت بطرسبورغ، ويدير شركة "روسكويه فيديو" التلفزيونية، التي يعد من أكبر المساهمين فيها فلاديمير غوسينسكي صاحب مؤسسة "ميديا موست" ورئيس المؤتمر اليهودي، الذي اعتقلته السلطات الاسبانية بطلب من النيابة العامة الروسية بتهمة النصب والاختلاس. ونفت النيابة العامة أن يكون لاعتقال ميريلاشفيلي صلة بالعداء لليهود أو بقضية غوسينسكي، مؤكدة أن الأول اوقف للاشتباه في تورطه بحادث خطف وربما قتل رهائن. وأفادت صحيفة "كوميرسانت" ان ميريلاشفيلي متهم أيضاً بقتل اثنين من أقطاب المافيا، يشتبه في صلتهما بخطف والده قبل اطلاقه في مقابل خمسة ملايين دولار، فيما كتبت صحف أخرى ان ميريلاشفيلي نفسه هو الذي دبر خطف والده! وبعد اعتقاله العام الماضي فترة عشرة أيام، انتقل نائب رئيس المؤتمر اليهودي للإقامة في إسرائيل، حيث يدير أعمالاً واسعة، وعاد إلى موسكو الثلثاء الماضي، وكان منتظراً أن يغادر روسيا على طائرة كتساف.