بعد مرور عشرة شهور على غرق الغواصة النووية الروسية "كورسك"، وقعت موسكو أول من أمس اتفاقاً مع شركة هولندية لانتشالها من قاع مياه بحر الشمال. وأثار توقيع الاتفاق عاصفة من الانتقادات مع بروز مخاوف من كارثة جديدة اثناء العملية التي لن تنتهي قبل أيلول سبتمبر المقبل. وكانت الغواصة التي تحمل مفاعلين نوويين غرقت في بحر الشمال في 12 آب اغسطس الماضي وفشلت جهود البحرية الروسية في انقاذ طاقمها المؤلف من 118 بحاراً لقوا حتفهم جميعاً. وقررت موسكو الاتفاق مع شركة "ماموث" الهولندية لانتشال الغواصة. ويرى الخبراء الروس انها تفتقر الى الخبرة في هذا المجال. ويحذر الخبراء ان مخاطر حدوث كارثة نووية لان الغواصة تضم مفاعلين نوويين اضافة الى عدد من الطوربيدات الحربية. ويؤكد المسؤول السابق لجهاز الطوارئ في اسطول البلطيق ليونيد ميلودينسكي ان موسكو "أقدمت على مغامرة" بتوقيعها العقد مع الشركة الهولندية. وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ايليا كليبانوف اكد ان العملية ستتم على مرحلتين: الأولى لفصل القطاع الأول عن جسم الغواصة وربطها برافعات عملاقة. الثانية وسيتم خلالها رفع الغواصة الى ظهر بارجة تنقلها الى البر، حيث سيتولى الخبراء تحديد اسباب غرقها. وأضاف كليبانوف ان البحرية ستعمل على انتشال "ما يمكن انتشاله" من بقايا جثث البحارة ثم ستدرس امكان الاستفادة من الغواصة لاحقاً. وقلل عدد من الخبراء من احتمالات نجاح العملية خلال الصيف مشيرين الى ان العواصف البحرية تبدأ عادة في المنطقة خلال شهر ايلول. وأكد خبراء غربيون ان شركة "ماموث" لم يسبق لها ان قامت بعمليات مماثلة في الاعماق. ويعود اصرار موسكو على تنفيذ العملية بشكل أساسي الى رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوفاء بوعد كان قطعه لأهالي البحارة المنكوبين بانتشال جثث ابنائهم مع الغواصة. وطالب عدد من أهالي البحارة بأن تبقى الغواصة كورسك في قاع البحر الذي يضم اضافة اليها غواصتين كانتا غرقتا في العهد السوفياتي، مشيرين الى ان مياه بحر الشمال ستبقى "مقبرة أخوية" للبحارة الذين لقوا حتفهم معاً.