بيروت، أوتاوا - "الحياة"، أ ف ب - اختتم رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري أمس زيارة رسمية لكندا استمرت يومين، وانتقل الى باريس حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك ويبحث معه في نتائج الاتصالات التي اجراها في كل من واشنطن ونيويورك وأوتاوا في ما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط وانعقاد المؤتمر الثاني لمساعدة لبنان اقتصادياً. وكان الحريري بحث مع نظيره الكندي جان كريتيان في الوضع في الشرق الأوسط وتوقف عملية السلام، وسبل تقوية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وبخاصة الاقتصادية، اضافة الى الحصول على دعم كندي لمساعدة لبنان في النهوض الاقتصادي. وأكد كريتيان انه سيحضر القمة الفرنكوفونية في بيروت، في تشرين الأول أكتوبر المقبل، وان بلاده ستقدم مساعدات الى لبنان لتغطية نفقاتها ب5،3 مليون دولار كندي، فضلاً عن مساعدات تقنية الى وزارة المال اللبنانية. وتم الاتفاق من حيث المبدأ على تسيير رحلات جوية اسبوعية بين بيروت وعدد من المدن الكندية. وفي هذا الإطار، أعلن سكرتير الدولة الكندية للفرنكوفونية رون دوهاميل ان بلاده ستقدم الى لبنان مساعدة في اطار تنظيمه قمة الفرنكوفونية تبلغ اربعة ملايين دولار كندي 7،2 مليون دولار اميركي، ستستخدم في مجالات الاتصالات والامن والنشاطات الثقافية. وأوضح ان اتفاقاً في هذا الشأن وقع خلال زيارة الحريري. وعقد كريتيان والحريري مؤتمراً صحافياً، قال فيه الأول إنه علم من ضيفه أن خدمة الدين في لبنان هي 43 في المئة من الموازنة. وأضاف: "أبلغته ان كندا مرت بالظروف نفسها، اذ كانت تسدد 37 في المئة من الموازنة لخدمة الدين، ثم تراجعت الى 22 في المئة الآن". وتابع: "اذا كان من اتفاق بين الدول الغربية على مساعدة لبنان، فستكون كندا مسرورة بالانضمام الى مجموعة هذه الدول". وكان كريتيان وعقيلته أقاما ليل أول من أمس مأدبة عشاء على شرف الحريري في متحف أوتاوا حضرها الوفد اللبناني وعدد من أبناء الجالية وكبار المسؤولين الكنديين. وقبل العشاء تجمع عدد من شبان "التيار الوطني الحر"، الذي يقوده العماد ميشال عون، أمام المتحف رافعين لافتات ضد الوجود السوري في لبنان. وجدد كريتيان، في كلمة في العشاء، تأكيد دعم كنداللبنان، منوهاً بالجالية اللبنانية فيها. ودعا المستثمرين الكنديين الى الاستثمار في لبنان، واصفاً إياه ب"الاستثمار الجيد". ونوه الحريري بالعلاقات الثنائية، لافتاً الى ان "كندا يمكنها ان تؤدي دوراً مهماً في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط". وأكد ان "لبنان يواجه ضغط الأوضاع السياسية الأقليمية على اقتصاده، وتباطؤ الاقتصاد العالمي"، مشدداً على ان "هذه التحديات يمكن تخطيها بمساعدة الأصدقاء والمجتمع الدولي". وكان الحريري التقى، في مقر اقامته، عدداً من رجال الأعمال الكنديين واللبنانيين المقيمين في كندا. وتحدث عن اجراءات الحكومة اللبنانية للنهوض الاقتصادي.