1- البقعة الكبيرة من الدماء لن يؤلمكِ الأمرُ جيداً ولن يكون لظهور شبحي في زوايا غرفتكِ من معنىَ لأنهم نظّفوا المكانَ من حياتي الباهتة في هذا البلد وامّحتْ البقعةُ الكبيرة من الدماء التي كانت تستطيعُ إعادةَ قلبكِ إليّ... لن يفيدني الوصف لو تعجّلتِ قليلاً لمزّقكِ المشهدُ الأخير إذ كانوا حاذقينَ في اصابةِ مقتلي ذلك الجزء الباقي على محبتكِ لو تُدركينْ كيفَ بهُتتْ الدنيا في عينيّ وكمْ تألمتُ لأنك لم تكوني بين ذلك الحشد وهم يُطلقونَ كلابَهم التي بلا رأفةٍ كانت تنتزعُ كبديَ العتيق الكبدُ الذي حاولتُ مراراً إعادَته اليّ. أيلول سبتمبر 1998 2- بيوض الماضي فوق جسركِ الحجري لم يتركوا سوى قشور الكستناءْ سوى رجفة اليدين لروحي الحزينة سيجرفُها التيار. هكذا كلّما ذهبتُ الى هناك كي أُريحَ الماضي. سنتلكّأُ حتى نجد مكاناً من السّور كي نُطلَّ على نشاطِ النهايةِ لا نهتمُّ بأنفسنا كما نفعلُ الآن كي نطلَّ عليها. سنندمُ. لن يغيب عن البالْ الجنديُّ الذاهبُ لجلب ماضٍ أقسى... رغماً عني تصعدُ الرجفةُ المتروكةُ من الأحبابِ في الركبتين ثم انحني من ألمِ الهجران. قشورٌ قديمة لنهرٍ قديمْ داومتْ عليها الأيدي بالتضرّعِ حتى أصبحَ لونُها باهتاً وقلبنَا من رملْ. أنا الذي ضيّع ألوانه الفقيرة في الغُرفِ والمكاتباتْ. لم يتركْ لي الأعداءُ فوقَ جسركِ الحجري سوى تجاويفَ صغيرة كي تفقسَ بأمانٍ بيوضُ الماضي. نيسان ابريل 1999 * شاعر سوري.