نود توضيح نقطتين وردتا في التحقيق الاستقصائي، تحت عنوان: الجوع يدفع الى "الممنوع"... والمخدرات تعود الى البقاع اللبناني؟ الصادر في جريدتكم الخميس 3 أيار مايو 2001، بقلم غالب الأشمر، هما: 1- بخصوص القروض، أو إطعام السمك عوض تعليم صيده، كما صرّح لكم الخبير الفرنسي السيد كرمنتران، أود التوضيح أن القروض أسندت الى المزارعين بموجب مشاريع درست فنياً ومالياً قبل المصادقة عليها، وتمت مواكبتها خلال التنفيذ، وهي موسمية أي ل8 أشهر وليس 3 كما جاء في تحقيقكم، وأخرى متوسطة المدى أي على سنوات، والبعض الآخر طويل المدى تصل حتى 15 سنة، حسب نوعية الأشجار المثمرة المغروسة، مع فترة سماح قبل الشروع في التسديد تصل الى خمس سنوات. والدليل أن أحد المزارعين، سامحه الله، صرّح لكم أن التسليفات كانت بشروط صعبة "وصلت حتى الرهن"، وهذا يعني أن الأموال لم تعطَ للمزارعين من دون تثبت ودراسة مسبقة، ومن دون تحديد وجهة صرف المال، كما صرح الخبير الفرنسي عن عدم معرفة واطلاع على نظام التسليف عندنا، ووضعناه بالتعاون مع منظمة "الفاو" ذات الخبرة الطويلة في هذا المجال. 2- أما بخصوص زراعة القطن، فإنني أرجو التصحيح، ذلك انه لم يصدر عني شخصياً، ولا عن خبراء البرنامج أي كلام أنها زراعة فاشلة. بل الواقع أننا كبرنامج، تعاونا منذ موسم 1998- 1999 مع الأخ النائب السابق يحيى شمص، وأمضينا عقداً مع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد التابع للجامعة العربية، مقرّه دمشق، وقمنا باستقدام خبراء منه في المجال، على نفقة البرنامج، وأشرفوا على تجارب موسم 1999- 2000 أجريت في مواقع من الهرمل شمالاً، وحتى بلدة بوداي جنوباً. كما موّلنا وأشرفنا على كل التحاليل الفنية المخبرية والإحصائية التي أثبتت نجاح هذه الزراعة، وجودة نوعية القطن من حيث طول التيلة، والنعومة التي كانت ممتازة، وكذلك المردود المرتفع الذي تجاوز 7 طن للهكتار الواحد قطن " بذور. وقدمت شخصياً نسخة من التقرير الأوّلي للتجارب الصادر عن "أكساد" الى دولة الرئيس رفيق الحريري، وطلبت توفير التسهيلات اللازمة لضمان انتشار هذه الزراعة وليس دعمها فهي ذات مردود مرتفع، ومطلوبة في السوق المحلي والعالمي، ولا تحتاج الى أي دعم، بل الى تسهيلات وقروض للمزارعين والمصنّعين فقط. كما أوضحت أن هذه الزراعة الصيفية المروية لا تحتاج الى كميات من المياه أكثر من البندورة أو البطاطا، وتروى بالنقطة، وبالتالي فإن محصول القطن سيحتل مساحات على حساب زراعات مدعومة، أو تلك التي تواجه الكساد نتيجة العرض الذي يفوق الطلب في السوق المحلي الطازج، ما سينعكس إيجاباً على أسعار محاصيل مثل البطاطا والبندورة وغيرهما. محمد الناصر الفرجاني مدير برنامج الأممالمتحدة للتنمية الريفية المتكاملة