استغرب السيد محمد حسين فضل الله صدور بعض المواقف عن علماء دين تتحفظ عن العمليات الاستشهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وقال رداً على سؤال عن الضجة التي أثيرت أخيراً: "ان العمليات الاستشهادية وسيلة من وسائل حركة الجهاد في مواجهة العدو، فقد فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين، وفي حال تحقق الشروط الشرعية لذلك فلا بد من الانطلاق بكل الوسائل التي تضر العدو وتحقق الهدف الكبير". وأضاف: "إن الانتحار في الإسلام حرام، ولكن مورد الآية الكريمة "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة" هي الممارسات الفردية في إلقاء النفس بالتهلكة ولا يشمل مسألة الجهاد، لأن الجهاد قائم على إلقاء النفس في التهلكة". وسأل: "هل ان المجاهد عندما يواجه العدو يكون قد ألقى بنفسه في التهلكة؟ بالطبع لا، وإلا يلزم سدّ باب الجهاد من أصله". وتابع: "لذلك، فإن العملية إذا رأى ولي الأمر المشرف عليها المصلحة من خلال حاجة المعركة وتحقيق الأهداف والانتصار للقضية الإسلامية في أن يقوم مجاهدون بتفجير انفسهم بالعدو، فإن المسألة تكون وجهاً من وجوه المسألة الجهادية، لأن الله سبحانه وتعالى لم يحدد وسيلة معينة للجهاد بل ترك الأمر لولي الأمر الذي يقود المعركة ليأخذ بالحالات المتعارفة بالجهاد أو غير المتعارفة التي يتوقف عليها النصر أو دفع الضرر عن المسلمين وما إلى ذلك". وقال: "من هنا نعتبر أن الدليل الذي يدل على شرعية الجهاد يدل على شرعية العمليات الاستشهادية إذا توافرت الشروط العسكرية للنتائج الإيجابية، تماماً كما هي المبارزة أو الهجوم". وزاد: "أما لجهة من يرى في هذه العمليات حرمة من حيث استهدافها المدنيين، فإننا نعرف ان المجاهدين لا يستهدفون المدنيين بل جنود العدو في فلسطينالمحتلة، هذا مع اننا نعتبر ان المستوطنين الذين يقيمون في المستوطنات الصهيونية داخل فلسطينالمحتلة ليسوا مدنيين بل هم حالة احتلال لا تقل عداوة وحقداً وهمجية عن الجنود الصهاينة". وختم فضل الله قائلاً: "لذلك نحن في الوقت الذي نؤكد فيه شرعية هذه العمليات نعتبرها من أبرز مصاديق الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ونعتبر ان ما يثار ضد هذا النوع من العمليات قد يمثل إساءة لحركة المواجهة التي يقودها الشعب الفلسطيني بكل فئاته ضد الاحتلال الإسرائيلي، سواء قصد من يثير هذه المسألة ذلك أم لم يقصد، لأن المعركة باتت تقتضي شحذ الهمم والاستعداد لأعلى حالات التحدي والمواجهة، فالعدو يعمل بكل ما لديه من إمكانات وأساليب لإخضاع الفلسطينيين وإسقاط حركتهم الجهادية والشعبية، وعلينا ان نستعد لمواجهته بكل الأساليب حتى يصرخ هو أولاً".