لندن - رويترز - تلقى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس، نتائج استطلاعات رأي مواتية للغاية في مواجهة جهود شرسة من جانب المعارضة لافشال اعادة انتخابه في السابع من حزيران يونيو المقبل، من خلال استخدام قضيتي اوروبا واليورو. واشار استطلاع لمعهد موري اجري لحساب صحيفة "تايمز" ان نسبة التأييد الذي يتمتع به بلير، لا تزال مرتفعة للغاية، اذ يتقدم بفارق 24 نقطة على حزب المحافظين المعارض، علماً ان استطلاعاً اجراه معهد غالوب لصحيفة "ديلي تلغراف"، اظهر تضاؤل الفارق الى 17 نقطة. وفي الحالين فان حزب العمال بزعامة بلير مازال يسير بقوة نحو الفوز بفترة ثانية على التوالي في الحكم وتحقيق انتصار كاسح مماثل لما حققه العمال عندما فازوا بغالبية 179 مقعدا في مجلس العموم وأخرجوا حزب المحافظين من السلطة عام 1997. ويريد بلير مواصلة التركيز على الاداء الاقتصادي لحزب العمال الذي ادى الى تراجع اسعار الفائدة ومعدلات البطالة الى ادنى مستوى منذ عقود عدة. لكن زعيم حزب المحافظين وليام هيغ استخدم آخر مناقشات وجهاً لوجه مع بلير في البرلمان اول من امس، ليهاجم خطط حزب العمال في شأن العملة الاوروبية الموحدة. وقال مطالباً بلير: "اعترف بأنك تريد ان تتخلى عن الجنيه الاسترليني بمجرد ان تتمكن من ذلك". وتمسك بلير بخطه الذي يتمثل في ان بريطانيا ستنضم الى اليورو فقط اذا كانت الاحوال الاقتصادية مواتية وبعد اجراء استفتاء. وفي المقابل قال هيغ انه سيبقي على الجنيه الاسترليني طوال السنوات الخمس المقبلة على الاقل. وانتقد بلير سياسات خصمه "القائمة على التشكيك في اوروبا"، قائلاً ان معناها "اما الاذلال أو الانسحاب من اوروبا". وقال مساعدوه ان رئيس الوزراء لن يتراجع عن خوض معركة في هذا الشأن خلال الانتخابات. وفتح هيغ جبهة جديدة ضد بلير باعلانه انه سيخفض الرسوم على الوقود بواقع ستة بنسات في اللتر، علماً ان الاحتجاجات من جانب سائقي الشاحنات والمزارعين في شأن اسعار الوقود، كادت تصيب بريطانيا بالشلل في ايلول سبتمبر الماضي. ولمح بلير الذي يشعر بحساسية من اتهامات حزب المحافظين بأنه زاد اعباء الضرائب الى ان برنامج حزب العمال سيحتوي تعهداً بعدم زيادة الحد الاقصى للضريبة على الدخل. ويبدو ان القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية ستكون اوروبا واليورو والضرائب وخطط اصلاح نظام التأمين الصحي والمدارس والخدمات العامة الاخرى.