خسر الجنيه الاسترليني مكاسبه الاخيرة امام العملات الرئيسية وتراجع ثمانية سنتات امام الدولار وثلاثة بنسات امام اليورو في يومين وسط «أزمة حكم» ومؤامرات لاطاحة رئيس الحكومة غوردون براون الذي عدل حكومته بعد استقالة تسعة وزراء غالبيتهم من انصار رئيس الوزراء السابق توني بلير والمقربين منه. ورفض براون في مؤتمر صحافي مسائي الاستقالة متمسكاً بكرسي رئاسة الحكومة ومنتقداً «المتهربين من المسؤولية» واعلن البدء في تعديل سياسة ادارته. وطالبت احزاب المعارضة بالدعوة السريعة و «الفورية» الى انتخابات عامة «لمعرفة رأي البريطانيين بمن يحكمهم ويُنقذهم من الازمات»، كما قال زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون في وقت توقع نواب عماليون ان تستمر حملة اطاحة براون حتى بعد التعديل الاخير للحكومة التي بقي فيها ثلاث وزيرات من اصل خمس. ولم تتضمن التشكيلة الوزارية الجديدة تغييراً اساسياً سوى في وزارة الداخلية، التي خسرت وزيرتها جاكي سميث، وخلفها وزير الصحة الآن جونسون ما اعتبر ترفيعاً له وتمهيداً لامكان تسلمه زعامة الحزب خلفاً لبراون بعد الانتخابات العامة. كما خلف بوب اينوورث، غير المعروف سوى في اوساط الحزب، في وزارة الدفاع الوزير المستقيل جون هاتن الذي لن يبقى في مجلس العموم بعد الانتخابات العامة المقبلة. وتسلم اندي بورنهام وزارة الصحة الحيوية للانتخابات العامة المقبلة. وعاد بيتر هين وزيراً لشؤون ويلز في حين تسلم بن برادشو وزارة الثقافة. كما استقال وزير النقل جيف هون ووزير العمل طوني مكنيلتي ووزيرة شؤون اوروبا جولي فلينت لينضموا الى سميث وهاتن وبورنيل وهيزل بلير ووزيرين من الدرجة الثانية. واحتفظ وزراء الخزانة الاستير دارلينغ والخارجية ديفيد ميليبند والتجارة لورد ماندلسون والاطفال والمدارس اد بول بمناصبهم في حين رقيت زوجة الاخير ايفيت كوبر الى منصب وزيرة العمل مسؤولة عن ادارة قطاع التأمين التقاعدي. وكان وزير العمل جيمس بورنيل استقال ليل الخميس قبل انتهاء الانتخابات الاوروبية، التي ستُعلن نتائجها الاثنين وستكشف خسارة كبيرة لحزب العمال الحاكم واحتلاله المركز الثالث بعد حزبي المعارضة الرئيسيين (المحافظون والاحرار). وطالب بورنيل رئيس الحكومة وزعيم الحزب، في رسالة مفتوحة الى 10 داوننغ ستريت والصحافة، بالاستقالة فوراً وتسليم قيادة حزب العمال الى من هو «اكثر كفاءة واقدر على انقاذ الحزب من هزيمة كبيرة في الانتخابات العامة المقبلة». ومع ان استقالة هاتن كانت مفاجآة الا انه لم يوجه اي انتقاد لبراون وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه «كان قراراً صعبا»، واكد انه «قرار شخصي وليس تعبيراً عن الاستياء من رئيس الحكومة». وسبق لمجموعة من نواب الحزب الحاكم ان بدأوا وضع «عريضة الكترونية» تطالب باستقالة براون لكن منظميها من النواب لم يستطيعوا بعد جمع تواقيع سبعين نائباً تكفي لتحدي براون وانتخاب زعيم جديد لحزب العمال، ما قد يمثل سابقة في بريطانيا اذ انه لم يسبق ان تسلم الحكم رئيسا وزراء انتخبهم الحزب من دون ان يتم استفتاء البريطانيين ما اذا كانوا يقبلون برئيس الحكومة الثاني الذي اختاره حزب الغالبية. ووفق استطلاع ل «بي بي سي» سيحصل حزب المحافظين على نسبة 38 في المئة من الاصوات في الانتخابات العامة المقبلة بينما سيحص الاحرار على 28 في المئة، ويحل حزب العمال في المركز الثالث بحصوله على 23 في المئة. وستتوزع الاصوات الباقية على مختلف الاحزاب الاخرى والمستقلين. وسيكون الاختبار الاول لحزب العمال في القريب العاجل في انتخابات فرعية نتجت عن استقالة النائب العمالي ايان غيبسون من منصبه بمفعول فوري.