طالب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس أمس العرب والمسلمين ب"دعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه بالمال والسلاح" لضمان استمرار الانتفاضة. ودعا إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوم غضب و"الخروج بمسيرات بعد الصلاة". وقال الشيخ ياسين في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه: "نطالب قادة الأمة العربية والاسلامية بدعم الشعب الفلسطيني ومجاهديه بالمال والسلاح استمراراً لانتفاضته ومقاومته لإفشال مخططات العدو الصهيوني ولتحقيق النصر". وطالب ب"قطع كل العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني ومقاطعة البضائع الأميركية لاجبار الولاياتالمتحدة على وقف دعمها اللامحدود لإسرائيل وعدوانها على الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية". ودعا "إلى اعتبار الجمعة المقبل يوم غضب وتحدٍ والخروج بمسيرات بعد الصلاة، بما يؤكد رفض الخطوات الصهيونية في تهديد المسجد الأقصى وتدنيسه". وتسعى حكومة ارييل شارون إلى السماح لليهود بدخول باحة المسجد الاقصى التابعة لهيئة الوقف الفلسطينية ويمنع اليهود من الوصول اليها. وأوضح ياسين: "اليوم يقوم الارهابي شارون بتحد جديد للأمة العربية والاسلامية، وذلك بفرض الأمر الواقع على المسجد الاقصى المبارك واغتصابه عملياً من المسلمين والسماح لليهود بالدخول الى ساحاته والصلاة فيها كمقدمة لتقسيمه بين المسلمين واليهود وهدم المسجد الأقصى واقامة الهيكل المزعوم كما فرضوا ذلك في المسجد الابراهيمي في الخليل فالى متى الصمت؟ آن الاوان ان نتحرك جميعاً لمواجهة هذا الهجوم بالقول والفعل". ووجهت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر نداءً الى الشعوب العربية والاسلامية للتعبير عن "غضبهم لله وفي الله نصرة لإخوانهم المستضعفين في فلسطين الذين لا يجدون معيناً ولا ناصراً". وأكدت "الجماعة" في بيان أصدرته أمس في مناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين أن نصرة الشعب الفلسطيني. "واجب ديني وفريضة شرعية". وخاطب البيان الشعوب العربية قائلاً: "إنكم تستطيعون فعل الكثير والكثير لمد يد العون لهؤلاء الذين يستصرخونكم ليل نهار. وإن قوافل الدعم يجب أن تجد طريقها لنجدة هؤلاء المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، كل ألوان الدعم بالغذاء والدواء والسلاح كي يستطيعوا الدفاع عن حرماتهم وحياتهم. ويجب علينا أن نتخطى الحواجز وتحطيم السدود المفروضة علينا مع الحفاظ على وحدة الأمة". وعلى رغم أن البيان شدد على ضرورة "عدم الصدام مع الحكومات" إلا أنه أكد أن "صوت الشعوب يجب أن يعلو هذه الأيام كي تستجيب الحكومات لرغبات الشعوب في فتح الأبواب لمد يد العون والمساندة دعماً للمقاومة والانتفاضة، إذا "كانت الاموال التي رصدت من الحكومات لم تصل فإن للشعوب وسائلها التي لن تعدمها وليكن نداؤنا: "لترفع الحكومات يدها ولتسمح بجمع المساعدات وتوصيلها". وطالبت الجماعة ب "تخصيص جزء من قوتنا اليومي لدعم اخواننا الفلسطينيين"، و"رفع الأعلام الفلسطينية وصور المسجد الاقصى في بيوتنا وشرفاتنا، ومخاطبة السلطات العامة في بلادنا جميعاً خصوصاً الملوك والأمراء والرؤساء بخطابات شخصية تطالبهم بدعم الانتفاضة وقطع العلاقات مع العدو الصهيوني وتجميد المعاهدات تمهيداً لالغائها والاستعداد الجدي ليوم آت لا ريب فيه لمواجهة هذا العدوان المتغطرس. ومخاطبة نواب الشعوب لمحاسبة الحكومات على تقصيرها في دعم إخواننا الفلسطينيين والكتابة الى وسائل الإعلام العربية والعالمية لكشف وحشية وهمجية هذا العدوان الذي فاق النازي في جرائمه ضد الانسانية والاجتماع في المساجد والكنائس للتعبير عن غضبنا المشروع. والاحتشاد في النقابات والنوادي والجمعيات لتدارس سبل مد يد العون والمساندة. والذهاب الى السفارات لتسليم مذكرات توضح موقف الأمة من مقدساتها". ثم وجه البيان الحديث الى حكام العرب والمسلمين قائلاً: "ها نحن نجني اليوم الثمار المرة لمعاهدات مشؤومة فرضت علينا التقاعس عن دعم اخواننا ونصرتهم، فأين معاهدات الدفاع المشترك وأين جامعة الدول العربية؟ وأين وأين؟ فلتقفوا وقفةً لله تعالى، وهي يقيناً لمصلحتكم ولمصلحة شعوبكم. فالدور قادم علينا لا محالة، وغطرسة القوة ليس لها حدود، وأسوأ أنواع الحروب هذه التي ينتصر فيها العدو دون معارك، إن مجرم الحرب شارون كسب الجولة الاولى حتى الآن باستبعادنا لخيار الحرب مهما حدث فيجب على الحكام أن يراجعوا خياراتهم من جديد، ولنعتمد خيار المقاومة والصمود اذا كنا غير قادرين على تحمل خيار الحرب الآن ولكل تكاليفه وتبعاته ولنعد الأمة لهذا اليوم المرتقب، بكافة أنواع العتاد والاسلحة بما يكفل تحقيق قوة الردع". واختتم البيان قائلاً: "فلنعد النظر في علاقتنا مع الادارة الاميركية التي تدعم العدو الصهيوني بغير حدود ولنبنِ علاقات استراتيجية جديدة مع القوى الاخرى التي تقف في وجه الهيمنة الاميركية حتى يعتدل الميزان".