الانتفاضة الوطنية الفلسطينية انتفاضة الاقصى اكملت عامها الثاني ودخلت عامها الثالث، وهي أقوى على الاستمرار في الكفاح المجيد، وقد اكتسبت في مقاومتها اليومية الباسلة مجموعة غنية من التجارب والمنجزات النضالية. ستدخل هذه التجارب والمنجزات في تكتيكها اليومي في ميدان المقاومة الشعبية الجماهيرية ضد الاحتلال الاسرائيلي لتحقق استراتيجية الانتفاضة التي تعني تحرير الارض، وطرد العدو من اراضيها واقامة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق كافة القرارات الدولية التي اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة وفقا لقرار التقسيم الصادر عن هيئة الاممالمتحدة عام 1947 وعودة اللاجئين الفلسطينيين من الشتات الى وطن الآباء والاجداد وفقا للقرار الدولي 194 الذي تجاهلته اسرائيل مثله مثل كل القرارات التي اعترفت بحقوق الشعب الفلسطيني. ان انتفاضة 28 ايلول/ سبتمبر عام 2000م كانت البركان الذي انفجر في وجه ارئيل شارون الذي دنس باحة المسجد الاقصى المبارك ومثلت تلك الانتفاضة تاريخ الصراع الطويل بكل مسبباته واحداثه ومرئياته وبواعثه وعكست كل التراكمات الثورية للشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن أرضه ومقدساته الدينية لمختلف الاديان السماوية.. وان تاريخ هذا الكفاح الثوري الدامي والصامد بدأ منذ ان وعدت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها بلفور عام 1917 باقامة وطن للصهاينة في فلسطين العربية والكفاح ظل مستمرا ومتواصلا ومتجددا منذ الانتداب البريطاني حتى يومنا هذا وتمثلت المقاومة الباسلة في انواع من النضال الشعبي ضد الانتداب البريطاني، وضد التغلغل اليهودي بمساعدة بريطانيا لليهود والصهاينة في تشجيع الهجرة اليهودية من شتات الارض.. وبناء المستوطنات لهم.. ومنحهم الاراضي لبناء المساكن والاراضي الخصبة لزراعتها وذلك تمهيدا لليوم الموعود في تحقيق دولة الصهاينة على الارض الفلسطينية تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم الذي قاومه الشعب العربي منذ يوم اعلانه.. ومازالت المقاومة متواصلة لجميع تداعياته واثاره المدمرة حتى نقهر العدو المحتل وتظهر الارض والمقدسات ونقيم الدولة الفلسطينية المستقلة. لقد اكملت انتفاضة الاقصى المباركة عامها الثاني.. ودخلت عامها الثالث وهي مزودة بكل مقومات المقاومة ومستلزمات الكفاح الوطني الثوري مستفيدة بامتياز من نجاحاتها اليومية في كفاحها ومستلهمة العبرة من اخطائها في المسيرة النضالية متوجة بالانتصارات لتحقيق اهداف الانتفاضة في استراتيجيتها و"تكتيكها" اليومي لوضع مسيرة تلك الاستراتيجية في المسار الصحيح. في "الآماد القريبة والبعيدة" قد استقبل الشعب العربي الذكرى الثانية للانتفاضة باحيائها، ودراسة كامل مسيرتها وخطواتها والتصميم على مواصلة النضال اليومي على مختلف المستويات وتوحيد جميع الفصائل المناضلة والقوى الوطنية على اختلاف اتجاهاتها وتنظيماتها توحيدها في جبهة قوية موحدة متلاحمة متراصة حتى يتحقق النصر ويندحر العدو وتؤكد الدولة وجودها على أرضها. لقد قام الشعب العربي في كل مكان محييا الانتفاضة ومباركا مسيرتها وعازما على مناصرتها وتأييدها.. وتمثلت هذه المشاعر الثورية الهادرة في مختلف الاقطار العربية في مصر حيث تظاهر الازهريون.. والطلاب وابناء الشعب المصري على مختلف طبقاته من الرجال والنساء والاطفال وشارك الاف الشباب من الكتاب والفنانين في دمشق في مسيرات طافت الشوارع منددة بالصهيونية وبالقوى الاستعمارية التي تدعمها وهاتفة للشهداء من ابناء وبنات الشعب الفلسطيني المجاهد عبر عصور نضاله المجيد وكذلك جرى ما يماثل هذه المشاعر الوطنية في لبنان من الشعب والمقاومة. وفي مدن الخليج العربي ساهم الوطنيون في الاعلان عن تأييدهم للنضال العادل المشروع للشعب العربي الفلسطيني.. وقد اصدرت بهذه المناسبة المباركة الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني بيانا اشادت فيه بصمود الشعب الفلسطيني ونضاله. وهذا مقطع منه "يحتفل اليوم ابناء شعب فلسطين البطل والامة العربية والشعوب الاسلامية وأحرار وشرفاء العالم بالذكرى السنوية الثانية لانتفاضة المسجد الاقصى المبارك. انتفاضة عارمة مباركة من اجل انتزاع الحق السليب والحرية والاستقلال والدفاع عن كرامة ومستقبل الامتين العربية والاسلامية". الفلسطينيون في الساحة وحدهم يقاومون آلة الدمار الصهيونية والانحياز الفاضح والمشين للادارة الامريكية. الفلسطينيون هم جدار الامة الاخير وهم اكثر تصميما ورغبة واستعدادا لمواصلة درب الآلام والتضحيات حتى تحقيق النصر في معركة غير متكافئة لكنها مثال ساطع للارادة الفلولاذية لشعب مجرد من كل شيء إلا من سلاح الصمود والشهادة من اجل فلسطين مهما كان الثمن. لقد فشل الغزاة الصهاينة وحلفاؤهم في كسر إرادة شعب فلسطين المجاهد والمرابط في خندق الكفاح الاسطوري، وشعب بهذه المواصفات والشجاعة النادرة في زمن التراجعات والانكسارات لابد ان يحقق اهدافه ويهزم اعداءه. هذا ما يقوله تاريخ الشعوب المناضلة التي دحرت العدوان وردت الغزاة الغاصبين على اعقابهم. لقد قدرت خسائر الانتفاضة وهي تدخل عامها الثالث على النحو التالي: @ 1897 شهيدا، بينهم 167 في عمليات اغتيال، 347 اقل من 17 سنة، 86 في المئة مدنيون وتم اغتيال 65 ناشطا في السنة الثانية للانتفاضة. @ عدد الجرحى 40 الفا في الضفة: 7ر35 في المئة اطفال و20 في المئة من الجرحى اطفال في غزة عاهات دائمة 2500 بينهم 500 طفل. @ هجمات على عمال خدمات طبية طوارئ ادت الى مقتل 15 اثناء الخدمة 275 جريحا. تدمير 25 سيارة اسعاف. "70" ماتوا بسبب منعهم من الوصول الى مراكز طبية. @ 15 الف معتقل منذ 29 مارس 2002م. ومازال 6000 رهن الاعتقال بينهم 350 طفلا و1700 تحت الحجز الاداري. @ صحافيون: قتل 7 فلسطينيين "مراسلون صحفيون" بينهم صحافي ايطالي 75 جريحا و5 معتقلين. @ الاغلاق وحظر التجول 120 حاجزا اسرائيليا يقسم غزة الى ثلاثة اجزاء، والضفة الى 300 جزء وسبب هذا الحصار عزلهما من العالم. وتم اغلاق مطار غزة والممر الامن بين الضفة وغزة منذ شهر اكتوبر "تشرين الاول" 2002م واغلاق طويل ومتقطع للجسر الى الاردن ومعبر رفح الى مصر. @ تم اغلاق 800 مدرسة بشكل مؤقت 8 مدارس حولت الى ثكنات عسكرية للجيش الاسرائيلي 185 مدرسة تعرضت للقصف 11 مدرسة دمرت نهائيا و9 نهبت. @ قدرت خسائر الممتلكات خلال ال 5 اشهر الاولى ب 305 ملايين دولار امريكي وهذه كلفة الخسائر المباشرة في المملتكات الفلسطينية. هذه بعض الخسائر التي اعلنت.. وثمة خسائر اخرى في الارواح والممتلكات والمؤسسات سيعلن عنها قريبا.. وان هذه الخسائر على اختلاف انواعها هي ضريبة معروفة ومجربة في تاريخ كل الشعوب في قديم الزمان وحديثه.. هي ضريبة التحرر والانعتاق من الاستعمار والعبودية.. وهذا وطننا الجزائر قدم شعبه مليونا ونصف المليون من الشهداء والابرار قربانا للحرية والاستقلال الوطني وطرد الاستعمار الفرنسي بعد اعوام طوال من استعماره لهذا القطر العربي الأشم وهذا ما سيتحقق لشعبنا الظافر المكافح طال الزمن أم قصر في اراضينا الفلسطينية الصامدة.. وسيهزم شارون وسيطرد من ارضنا العربية ارض فلسطين التي يحتلها الصهاينة الطغاة.. وسيحاكم الطاغية الاكبر شارون في محكمة الجنايات الدولية في "لاهاى" التي يحاكم فيها الآن زميله وحبيبه "سلوبودان ميلوسيفيتش" رئيس يوغوسلافيا السابق كمجرم حرب.. وشارون كمجرم حرب في الشرق الاوسط "صبرا وشاتيلا" و"في فلسطين في مختلف مدنها وقراها.. ولن يفلت من العقاب المحتم وسيلحق بأقرانه هتلر وفرانكو وموسيلني وغيرهم من جلادي الشعوب.. وكلمتي الاخيرة.. يا احبتنا على اختلاف فصائلكم ومنظماتكم النضالية الفلسطينية أنتم اليوم احوج من اي يوم مضى الى الوحدة والتلاحم والتكاتف ورص الصفوف لمواصلة النضال ضمن برنامج وطني موحد يخدم المرحلة الراهنة وما بعدها.. ولماذا لا تعملون بكملة سواء.. قال الله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض". التوبة 71 .