خطت حركة "طالبان" خطوة جديدة نحو تكريس قبضتها على المجتمع الأفغاني بإقالتها الآلاف من الموظفين والمسؤولين في الإدارات الحكومية المتهمين بالولاء للشيوعية، في اطار خطتها تنظيف الإدارات مما تصفه من بقايا النظام البائد. وتهدف الخطوة الى ترتيب شؤون البيت داخلياً في مواجهة تحركات قوية للمعارضة استعداداً لجولة دموية جديدة في أفغانستان، تمثلت في طلب قائد المعارضة احمد شاه مسعود الدعم من الغرب أثناء زيارته لكل من فرنسا وبلجيكا، اضافة الى عودة زعيم الميليشيات الأوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم إلى شمال أفغانستان بعد غياب في المنفى استمر خمس سنوات، وذلك للمشاركة في القتال إلى جانب المعارضة. وكان دوستم التقى فور وصوله إلى فيض آباد في الشمال الأفغاني الرئيس برهان الدين رباني لتنسيق المواقف. لكن مصادر أوزبكية تستبعد أن يتمكن دوستم من حشد قوة قتالية بعدما تشتتت قواته. وذكّرت المصادر بالتوتر الذي شاب علاقات مسعود ودوستم أثناء وجودهما في السلطة. وقللت مصادر "طالبان" من أهمية عودة دوستم، لكن بعض المراقبين يرى أن الساحة الأفغانية تشهد عملية فرز واستقطابات جديدة في ظل الدعم الإيراني لعودة دوستم، والوقوف الغربي المكشوف ضد "طالبان"، من خلال دعم المعارضة، إضافة إلى احتمال أن ينضم القائد اسماعيل خان المقيم في إيران إلى المعارضة أيضاً. كما جاء انضمام القائد عطاء محمد التابع للحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار إلى المعارضة في الشمال ليشير إلى نجاح الاخيرة، ولو موقتاً، في تجميع قواتها . واقدمت "طالبان" على إقالة الآلاف من العاملين في إداراتها بحجة أنه لا حاجة لهم. ونفت أن يكون السبب عائداً إلى عصر النفقات والترشيد. وقدرت مصادر أفغانية نسبة المطرودين بخمسين في المئة من نسبة العاملين في الإدارات الحكومية. وكانت الحركة أقالت العام الماضي 30 في المئة من الموظفين، الأمر الذي يعني أن المتبقين فقط لا يشكلون سوى 20 في المئة من الذين كانوا يعملون في الادارات قبل استيلاء الحركة على نظام الحكم.