لوس أنجليس - ا ب - دانت محكمة أميركية مساء الجمعة - السبت جزائرياً بتهم إرهابية مرتبطة بنقله سيارة محمّلة بمواد متفجرة الى الولاياتالمتحدة في إطار ما تصفه السلطات بأنه خطة لتنفيذ تفجيرات خلال احتفالات الألفية. ودانت هيئة محلّفين في محكمة في لوس أنجليس الساحل الغربي الأميركي الجزائري أحمد رسام 33 عاما بتسع اتهامات فيديرالية بينها تهمة القيام بعمل إرهابي يمتد الى ما وراء الحدود الأميركية. وقال محامي الدفاع عن رسام مايكل فيليبوفيتش: "واضح ان ظننا خاب في النتيجة. سيكون هناك استئناف للحكم". ومن المقرر ان تتحدد مدة العقوبة على رسام في 28 حزيران يونيو المقبل في مدينة سياتل ولاية واشنطن. وهو يواجه عقوبة أقصاها السجن 130 سنة. وكانت الإدانة هي الثانية التي يتلقاها رسّام في يوم واحد. إذ دانته محكمة في باريسفرنسا بعد ظهر الجمعة بالانتماء الى شبكة تضم ناشطين إسلاميين. واعتُقل رسام في 14 كانون الاول ديسمبر 1999 عندما فتّش رجال الجمارك في بورت أنجليس ولاية واشنطن سيّارته المستأجرة بعد وصوله بعبّارة من كندا. وقال مدّعون فيديراليون ان المواد المتفجرة التي عثروا عليها في سيارته كانت ستُستخدم في عمليات تفجير في مدن على الساحل الغربي الأميركي، على الأرجح خلال احتفالات الألفية الثانية. ولم يُحاول المدعون إقامة دليل على الأماكن المُستهدفة. وقال محامو رسّام ان موكلهم نقل المواد المتفجّرة "من دون قصده"، ووجّهوا اللوم الى مواطنه عبدالمجيد دحومان متهم معه في القضية ومعتقل في الجزائر حيث يُتوقع ان يُحاكم بتهم تتعلق بالإنتماء الى منظمة إرهابية. ودامت مداولات هيئة المحلّفين في الحكم على رسام عشر ساعات فقط امتدت على مدى يومين. وسأل قاضي محكمة لوس انجليس جون كوغنور المحلّفين هل توصلوا الى قرارهم بناء على خيار شخصي لكل واحد منهم، فرد هؤلاء واحداً تلو الآخر ب "نعم". فقال لهم القاضي: "انتم من أكثر المحلّفين لطفاً وأدباً ممن تعاملت معهم في السنوات العشرين الماضية ... هذا يجعلني فخوراً بأن أكون أميركياً". وامتنع المحلّفون عن قبول طلب للتحدث مع الصحافيين، وغادروا قاعة المحكمة من باب خلفي. ويعتقد مسؤولون أميركيون بان رسام تلقى تدريبات في أفغانستان في معسكرات مرتبطة بأسامة بن لادن، المتهم بأنه العقل المدبّر لتفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في شرق افريقيا العام 1998. لكن المحلّفين مُنعوا من ذكر إسم إبن لادن في المحاكمة لعدم وجود دليل على ارتباطه برسام. وشهد لمصلحة الإدعاء الجزائري عبدالغني مسكيني الذي اعتُقل في نيويورك بُعيد اعتقال رسام في بورت أنجليس. وأقر مسكيني الشهر الماضي بذنبه بتهمة "التآمر" ووافق على التعاون من القضاء الأميركي. وقال مسكيني في شهادته ان باكستان هي المعبر الذي يسلكه من يذهب الى أفغانستان ومعسكرات التدريب فيها. واستطاع المدعون إبراز تذاكر سفر تُظهر ان رسام سافر بالفعل الى باكستان في 1998. وينتظر مختار هواري، وهو جزائري آخر اعتُقل في كندا بعد اعتقال رسام، بدء محاكمته في نيويورك. ونُقلت محاكمة رسام الى لوس انجليس كاليفورنيا بسبب التغطية الإعلامية الواسعة لقضيته في سياتل ولاية واشنطن.