دخلت المشكلات بين المسؤولين الدوليين المشرفين على عملية السلام البوسنية والسكان الكروات مرحلة خطيرة، إثر المواجهات العنيفة التي اندلعت في العديد من مدن جنوب البوسنة، والاتهامات التي وجهها العضو الكرواتي في هيئة الرئاسة المشتركة انتي ييلافيتش الى الحكومة الاتحادية بالتواطؤ في "إثارة الحوادث الدامية التي وقعت". أعلن مكتب المندوب السامي الدولي في البوسنة وولفغانغ بيريتش ان عشرة مسؤولين دوليين احتجزهم كروات غاضبون رهائن وأصيب 21 جندياً دولياً بجروح، بعد اشتباكات مع كروات البوسنة في موستار. ووقعت الاشتباكات بعدما أصدر المندوب السامي أمراً بوضع مؤسسات "مصرف هرسك بوسنة" تحت اشراف الادارة الدولية "بسبب تمويله انشطة غير شرعية للحركة الانفصالية الكرواتية". واضطرت قوات حفظ السلام الى اغلاق العديد من الطرق المؤدية الى المدن الكرواتية، ونشرت المزيد من وحدات اسبانية وإيطالية في مدينتي: موستار وغرودي. وذكر ناطق باسم قوات حفظ السلام، ان الاجراءات الدولية "تهدف الى سحق الاضطرابات الشديدة فيهما والتي قام خلالها متشددون كروات باطلاق النار وشن الهجمات على المسؤولين الدوليين". يذكر ان "حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" الذي يهيمن على المناطق الكرواتية جنوب البوسنة وغربها، اعلن سعيه الى اقامة كيان خاص للكروات في البوسنة، وتنفيذاً لذلك سحب ممثليه من هيئات الاتحاد الفيديرالي المسلم الكرواتي كما دعا الجنود الكروات الى مغادرة ثكنات الجيش المشترك مع المسلمين. وبسبب انضمام الممثل الكرواتي في هيئة الرئاسة رئاسة جمهورية البوسنة الهرسك الثلاثية المشتركة انتي ييلافيتش الى المتشددين الانفصاليين، فقد اصدر المندوب الدولي بيريتش امراً أقاله من منصبه في الهيئة. ومعلوم ان جمهورية البوسنة الهرسك، تتكون من كيانين: احدهما "الاتحاد الفيديرالي البوسني، المسلم الكرواتي" والآخر "الجمهورية الصربية، وهو كيان صرب البوسنة" ويريد الكروات اقامة كيان خاص بهم، وجعل البوسنة مكوّنة من ثلاثة أقسام "احدهم كرواتي" ولكل منها صلاحيات حكم ذاتي واسع في مناطقه، لكن المسؤولين الدوليين رفضوا الطلب الكرواتي "لأنه يخالف اتفاق دايتون عام 1995 للسلام الذي انهى الحرب البوسنية، ووافقت عليه الاطراف الثلاثة: المسلمون والصرب والكروات"، ويجعل الاتفاق الكروات داخل كيان واحد مع المسلمين. ورد الكروات على ذلك، من جانب واحد، بتشكيل كيان خاص بهم، يضم المناطق البوسنية التي يسيطرون عليها، وأعلنوا رئيساً وحكومة وبرلماناً له، تكون مقراتهم في القسم الغربي من موستار. واتصفت ردود فعل المسلمين البوسنيين على الاجراءات الكرواتية بالادانة الشديدة "لأنها تشكل محاولة خطيرة لتفكيك ما تبقى من وحدة جمهورية البوسنة الهرسك".