اعلن وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو ان انقرةوأثينا لم تتمكنا بعد من حل كل الخلافات العالقة بينهما بما فيها مشكلتا قبرص والحدود البحرية في بحر ايجه. إلا انه شدد على ان تقدماً مهماً حصل على صعيد التقارب بين البلدين وأضاف: "ان ما توصلنا اليه من تقدم فاق ما كنا قد خططنا له". وجاء ذلك خلال زيارة باباندريو لأنقرة التي استمرت يومين، التقى خلالها رئيس الوزراء بولند أجاويد ومساعديه مسعود يلماز ودولت باهشلي إضافة الى نظيره التركي اسماعيل جم. وحمل باباندريو في حقيبته ملفات عدة ناقشها مع المسؤولين الأتراك أهمها: خطة تعزيز الأمن في بحر إيجه، وتنسيق المواقف السياسية تجاه الوضع في مقدونيا وعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي. وكان البرلمان اليوناني مهد لزيارة باباندريو لأنقرة بمصادقته على سبعة اتفاقات تعاون مع تركيا من أصل تسعة، وقعها وزيرا خارجية البلدين قبل عامين. تعاون عسكري؟ وفيما تهدف تلك الاتفاقات الى تعزيز التعاون المدني بين البلدين في مجالات التعليم والسياحة ومحاربة الارهاب، فإن باباندريو حاول جس نبض انقرة تجاه القيام بخطوات تقارب جديدة على الصعيد العسكري، إذ بحث الضيف اليوناني في أنقرة مسودة خطة وضعتها أثينا من سبعة عشر نقطة لتعزيز الأمن وخفض التسلح في بحر ايجه، تدعو الى تبادل السفن الحربية الزيارات بين البلدين وتقليل عدد مناورات التدريب العسكرية وتنظيم لقاءات دورية بين القيادات العسكرية للبلدين من أجل ازالة حال العداء الراسخة بينهما. واتفق الجانبان على العمل سوية لازالة حقول الألغام المزروعة في جانبي الحدود بين البلدين. وكانت أثينا أعلنت الشهر الماضي انها ستخفض من موازنة تسلحها ودعت أنقرة للعمل بالمثل، الا ان وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك اوغلو أجاب أن بلاده تنتظر تنفيذ اليونان أولاً لما تدعو اليه. ورأى مراقبون ان اثينا تحاول احراج انقرة من خلال تقديمها اقتراحات لخفض تسليح بحر ايجه وخفض عدد القوات الموجودة هناك مع علمها أن الجيش التركي يرفض ذلك. وعلى صعيد آخر أكد باباندريو انه سيفعل ما في وسعه لدعوة الاتحاد الأوروبي الى دعم تركيا مالياً للخروج من أزمتها الاقتصادية، فيما قالت احدى الصحف اليونانية ان أنقرةوأثينا ستتقدمان بطلب مشترك للكونغرس الاميركي لإلغاء ديون البلدين العسكرية لدى الولاياتالمتحدة كما فعلت واشنطن سابقاً مع مصر واسرائيل بعد توقيعهما اتفاق السلام. ويذكر ان اليونان مدينة بثلاثة بلايين دولار كقرض عسكري للولايات المتحدة في مقابل خمسة بلايين تدين بها تركيا.