أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس، الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي مع اليونان، مشيراً الى أنه سيوقع على اتفاق إنشاء هذا المجلس خلال زيارته المرتقبة أثينا في أيار (مايو) المقبل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده داود اوغلو في أنقرة مع ديميتريش شوكاس مساعد وزير الخارجية اليوناني. ومن المتوقع ان يضم المجلس 10 وزراء وأن يشمل تعاوناً بين البلدين في مجالات السياحة والنقل والبيئة والتجارة والدفاع المدني. كما تم الاتفاق على ضرورة إجراء اجتماعات ثنائية وتقريب المواقف، في كل مؤتمر إقليمي يجمع البلدين، وأن يتبادل الديبلوماسيون الشباب الزيارات بين البلدين وأن تكون هناك زيارة سنوية لرئيس وزراء كل بلد، إلى الدولة الأخرى. ورداً على سؤال عما إذا ما كان البلدان اتفقا على خفض الإنفاق على التسلح، أجاب داود اوغلو ان تركيا واليونان حريصتان على انهاء اي توتر بينهما، وتريدان لشعبيهما ان يريا أغصان الزيتون عند النظر إلى بحر إيجه الذي يفصل بينهما، وليس طائرات «أف - 16» وهي تحلّق في السماء استعراضياً او استفزازياً. وتُعتبر هذه الخطوة استئنافاً لمسيرة توطيد العلاقات بين البلدين التي بدأت عام 2000 خلال حكومة رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، والتي انقطعت بعد خروجه من الحكم لتُستأنف مجدداً بعد عودته الى الحكم. وكانت تركيا وقّعت اتفاقاً مشابهاً مع سورية والعراق العام الماضي، يستهدف تحقيق تكامل اقتصادي. لكن داود اوغلو لم يشر الى اي خطوة جديدة لتسوية الخلاف العالق بين البلدين منذ عقود، حول الحدود البحرية في بحر إيجه وبعض الجزر المتنازع عليها هناك، مكتفياً بالقول ان البلدين اتفقا على زيادة خطوات خفض التوتر بينهما وتعزيز الحوار العسكري. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية التركية ان فريدون سينيرلي اوغلو مستشار الخارجية توّجه الى أذربيجان ليطلع مسؤوليها على نتائج زيارته يريفان الأربعاء، حيث اتفق مع الرئيس الأرميني سيرج سيركسيان على ان يلتقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في واشنطن منتصف الشهر الجاري، على هامش قمة مكافحة انتشار الأسلحة النووية. وكان سينيرلي اوغلو حمل رسالة تطمين من اردوغان لأرمينيا، تؤكد التزام أنقرة بروتوكولات التطبيع التي وقعتها مع يريفان في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي. وتأتي هذه الخطوة في محاولة لإنهاء أزمة الثقة التي برزت بين البلدين أخيراً، على خلفية تأخرهما في المصادقة على البروتوكولات، وتأكيد اردوغان انه لن يصادق عليها قبل حدوث تطور إيجابي في قضية ناغورني قره باخ او انسحاب الجيش الأرميني من المناطق الست في أراضي أذربيجان حول قرة باخ.