تضاربت التقارير بشأن سير المعارك التي اندلعت في الشمال الأفغاني نهاية الاسبوع الماضي. وادعت مصادر حركة "طالبان" أنها أحرزت تقدماً في ولاية تخار وهي الولاية الوحيدة الباقية تحت سيطرة قوات التحالف المناهض للحركة. ونفت مصادر التحالف هذا الادعاء، وأكدت تصديها للهجوم الذي بدأته طالبان أول من أمس، واستخدمت خلاله الطائرات المقاتلة والمروحيات والأسلحة الثقيلة. وقال الناطق باسم المعارضة محمد هبيل أن قواتها قتلت العشرات من مقاتلي "طالبان" في محاور عدة، إضافة إلى أسرها العشرات منهم. وشدد الناطق على أن المعارضة صدت الهجمات وتمكنت من إحراز بعض التقدم. وتسعى "طالبان" بعد عام كامل تقريباً من الجمود في الجبهات، إلى السيطرة على تخار المحاذية للحدود مع طاجيكستان المجاورة وهي المنفذ الوحيد المتبقي لقوات المعارضة إلى آسيا الوسطى والعالم الخارجي. ورأى خبراء عسكريون أنه في حال سيطرة "طالبان" على هذه الولاية، تكون أحكمت قبضتها على الحدود الأفغانية بالكامل وحاصرت قائد المعارضة احمد شاه مسعود في وادي بنجشير الممتد من شمال كابول إلى تخار. و كانت قوى دولية عدة ضغطت في اتجاه إطلاق الحوار السياسي بين الأطراف المتصارعة، أملاً في إحباط الهجوم، إلاّ أن الأطراف الأفغانية راحت تحشد قواتها وأسلحتها، وتستميل الدول من أجل دعمها. وأشارت تقارير إلى تقديم موسكو أسلحة متطورة إلى المعارضة بعدما زار الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف العاصمة الروسية من أجل شرح مخاطر الوضع في حال وصلت "طالبان" إلى تخار، وقضت على المعارضة الأفغانية. كما دعا المبعوث الدولي إلى أفغانستان فرانسيس فيندريل إلى تسوية سلمية للوضع الأفغاني، وذلك بعد لقاءات له مع الطرفين المتصارعين، كما دعت اليابان الطرفين إلى إجراء محادثات في طوكيو للهدف نفسه ، لكن الأطراف الأفغانية تجاهلت هذه الدعوات.