في اطار استكمال التعيينات لملء الوظائف الشاغرة في الإدارة الاميركية الجديدة، بدا واضحاً ان التيار المتشدد ضد العراق، والداعي الى مواجهة نظام الرئيس صدام حسين والسعي الى تغييره، عزز مواقعه وحصد معظم المراكز الحساسة، خصوصاً في وزارة الدفاع البنتاغون. في الوقت ذاته، ابلغت مصادر اميركية "الحياة" ان ادارة الرئيس جورج بوش تلقت بارتياح قصف ايران بالصواريخ مواقع في العراق في 18 الشهر الجاري، مشيرة الى ان هذه الضربات فُسرت باستعداد طهران لانتهاج سياسة قد تؤدي الى اطاحة صدام. وذكرت المصادر ان واشنطن لم تفاجأ بإطلاق ايران صواريخ على مواقع لمنظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة داخل العراق، وان ارسال رسائل الى واشنطن تشير الى امكان تعاون طهران مع الجهود الاميركية لإطاحة النظام العراقي، يساعد الفريق الاميركي المطالب برفع العقوبات عن ايران، والتي تحول دون قيام شركات اميركية بالاستثمار في قطاع النفط في هذا البلد. وتنتهي مدة العقوبات الاميركية التي تشمل ليبيا ايضاً، في الصيف. وتتعرض ادارة بوش لضغوط من شركات النفط لعدم تجديدها وضغوط مضادة من أعضاء في الكونغرس يؤيدون ابقاءها. الى ذلك، اختار وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد مستشاراً له مكلفاً ملف العراق هو راندولف شونامان، الذي كان عمل مستشاراً للسيناتور بوب دول وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ترينت لوت، وساهم في صوغ "قانون تحرير العراق" الذي أقره الكونغرس. ويواجه مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد هاس تعقيدات أدت الى تأجيل موافقة مجلس الشيوخ على تثبيته برتبة سفير، بعدما تم ترشيحه. واجاب هاس الخميس الماضي على أسئلة لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، لكن التصويت تأجل بناء لطلب ثلاثة من اعضاء المجلس الذين يريدون الاستماع الى رأيه في مسألة العراق. وقالت مصادر اميركية ان السيناتور جيسي هيلمز والسيناتور سام براونباك غير مرتاحين الى مواقف هاس، فيما يختص بموضوع تغيير النظام في العراق، والتي لا تنسجم مع برنامج الحزب الجمهوري. وقال هاس في جلسة الاستماع أمام اللجنة ان ترفيعه الى رتبة سفير يساعده في حال قرر الرئيس بوش ايفاده مبعوثاً خاصاً الى ارلندا الشمالية ومناطق اخرى، في اشارة الى احتمال تعيينه مشرفاً على عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو المنصب الذي ينافسه عليه السفير السابق لدى سورية واسرائيل ادوارد دجيرجيان. وأفادت مصادر اميركية ان وزير الخارجية كولن باول لم يكن مرتاحاً الى تأخير تثبيت هاس، وكلاهما من التيار غير المتحمس لدعم المعارضة العراقية. وعلى رغم ان الرئيس بوش لم يتخذ حتى الآن موقفاً واضحاً حيال العراق باستثناء ملف الاسلحة، بدا من خلال التعيينات في الإدارة ان الكفة مالت الى التيار المتشدد في الحزب الجمهوري، المتمركز في مجلسي النواب والشيوخ. وعلمت "الحياة" ان رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب النائب هنري هايد، يتبنى مواقف اكثر تشدداً تجاه النظام العراقي، وهو يعتبر من مؤيدي دعم "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض لصدام.