سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وقعا "اعلان مبادئ" وبرنامج للتعاون الاقتصادي واستخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية . قمة مبارك - بوتين : اتفاق على قضايا التسوية العربية - الاسرائيلية والعراق
كرست زيارة الرئيس حسني مبارك الى روسيا بداية ربيع جديد في العلاقات بين موسكووالقاهرة، ووقع مبارك ونظيره فلاديمير بوتين "اعلان مبادئ" وحضرا توقيع برنامج للتعاون الاقتصادي لعشر سنوات. واكد الرئيسان تطابق أو تماثل المواقف حيال قضايا التسوية العربية - الاسرائيلية والمشكلة العراقية. وتعهد البلدان بالسعي الى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل. عقد الرئيسان المصري حسني مبارك والروسي فلاديمير بوتين امس اجتماعين في الكرملين، وأكد بوتين ان التسوية العربية - الاسرائيلية والموضوع العراقي كانا محورين اساسيين للبحث، وأشار الى تماثل آراء الطرفين حيالهما. ووصف بوتين نظيره المصري بأنه "طيار شجاع درس في روسيا وارتفع بهيبة مصر الى علو شاهق". واكد طموح الجانبين الى توطيد علاقات تستند الى "تاريخ تعتز به روسيا" حينما كانت الروابط بين موسكووالقاهرة في ذروتها. وشدد على ان "الجذور العملية للعلاقات نشأت في عهد ابن مصر العظيم جمال عبدالناصر". ولفتت هذه العبارة الأوساط السياسية والديبلوماسية، واعتبرت تأكيداً لصحة مواقف موسكو السابقة والتي تراجعت عنها القيادة الروسية في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن. ويبدو ان العبارة اثارت في الوقت ذاته استياء أوساط في موسكو ما دفع وكالة "ايتار تاس" الحكومية الى "إعادة ترتيبها" والحديث عن "عهد جمال عبدالناصر". واعتبر بوتين الامتداد التاريخي بمثابة قاعدة لتطوير العلاقات وشدد على ان "اعلان المبادئ" الذي وقعه مع مبارك يشكل قاعدة مهمة للتحرك الى الأمام، وأشار الى "فروع واعدة" منها التعاون في صناعة الطائرات والمجال العسكري والطاقة وغيرها، وقال ان البلدين "وضعا أهدافاً طموحة" مشدداً على انها "ستتحقق". وأشار مبارك الى ان مصر لن تنسى ما قدمه لها الاتحاد السوفياتي في اللحظات العصيبة، وقال مخاطباً الروس ان المصريين ما زالوا "يستخدمون سلاحكم ويطورونه". وتكريساً للطابع المتميز للروابط الثنائية وقع الرئيسان "اعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون" تضمن تعهداً ببذل جهود مشتركة من أجل التوصل الى "سلام دائم وشامل وعادل" في الشرق الأوسط على أساس "الالتزام الدقيق والأمين" بمبادئ القانون الدولي و"الامتثال لقراري مجلس الأمن 242 و338 وكل الاتفاقات والترتيبات" التي تم التوصل اليها في اطار مفاوضات السلام منذ مؤتمر مدريد. وكان لافتاً فقرة نصت على ان الجانبين سيكرسان الجهود لتحويل الشرق الأوسط الى "منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل توصيلها". وذلك في اقرار مهم من روسيا بالمبدأ الذي تنادي به القاهرة في هذا المجال. وتعهد الطرفان بالتعاون في "مكافحة الارهاب الدولي في كل مظاهره" بما في ذلك الاعمال التي تؤثر على سلامة الطيران والملاحة وخطف الرهائن. ووقع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية المصري يوسف بطرس غالي ووزير التنمية الاقتصادية والتجارة الروسي غيرمان غريف برنامجاً لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والصناعي والعلمي والتكنولوجي لمدة عشر سنوات. ونص البرنامج على ان الطرفين سيدرسان امكانات التعاون في استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية والتكنولوجيات الفضائية واستصلاح الأراضي وانتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية وقوة الريح. واشار بوتين الى ان "الخبراء الروس أخذوا يعودون" الى مصر للمشاركة في تحديث مشاريع صناعية كانت شيدت بمساهمة الاتحاد السوفياتي. وناقش الرئيس المصري تفاصيل التعاون الاقتصادي مع رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف الذي اشار الى سعي البلدين لإحداث "زيادة جوهرية" في حجم التبادل التجاري الذي يبلغ حالياً 511 مليون دولار.