أكد رئيس المجلس العسكري الممسك بزمام السلطة في مصر المشير حسين طنطاوي أنه سيدلي اليوم بشهادته في محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، فيما اختار المرشح المحتمل للرئاسة الدكتور محمد البرادعي مسقط رأسه في إحدى قرى محافظة الغربية في دلتا النيل، لإطلاق حملته الانتخابية أمس. وبعد تغيبه عن الجلسة الماضية التي استدعي للشهادة خلالها بسبب «الانشغال بالأوضاع الأمنية»، قال طنطاوي أمس إنه سيمثل أمام محكمة جنايات القاهرة التي تحاكم مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي وستة من كبار القيادات الأمنية، بتهم قتل المتظاهرين والفساد. وأوضح في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» أن «الأصل هو مثول العسكريين أمام القضاء العسكري دون غيره، ولم يسبق مثول القيادات العسكرية الكبرى في قضايا مدنية من قبل، إلا أنني قررت الذهاب إلى محكمة الجنايات المدنية للإدلاء بشهادتي تأكيداً على سيادة القانون التي يجب أن تكون منهجاً ثابتاً وراسخاً للدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير، خصوصاً أن هذه القضية ذات أهمية خاصة». وأضاف أن «مصر تتغير نحو الأفضل، وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة قيادة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة، يأتي ضمن المهمات التي تحملتها القوات المسلحة طوال تاريخها». وكانت مصادر عسكرية أكدت ل «الحياة» أن الجلسة التي سيغيب عنها الجمهور والإعلام، وفقاً لقرار سابق من رئيس المحكمة بسرية الجلسات، «ستشهد نشر تعزيزات من رجال الشرطة وقوات العمليات الخاصة، لتأمين المحاكمة وحضور المشير، منعاً لحصول أي أحداث عنف». ومن المقرر أن يدلي نائب رئيس المجلس العسكري رئيس أركان الجيش الفريق سامي عنان بشهادته غداً. إلى ذلك، استهل البرادعي جولاته الانتخابية بزيارة مسقط رأسه في قرية إبيار التابعة لمحافظة الغربية، حيث أدى صلاة الجمعة، وأكد أن «التمسك بقيم الإسلام، مثل العدل والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، هو السبيل لتقدم البلاد». وكان مئات استقبلوا البرادعي لدى وصوله، وألقى كلمة داخل مسجد الحاتمية بعد صلاة الجمعة قال فيها: «نريد أن نصبح كالبنيان المرصوص، وليكن شعارنا في الفترة المقبلة: كلنا يد واحدة من أجل تحقيق العدل والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي مبادئ ديننا». وعقب خروجه من المسجد استقبله مئات احتشدوا أمام المسجد مرددين هتافات بينها: «نهتف بكل حماسنا، البرادعي هو رئيسنا»، «تغيير حرية عدالة اجتماعية»، ورفع البعض لافتات مكتوباً عليها: «مرحباً بمُفجر الثورة»، كما وقف بعض الأهالي في شرفات المنازل لتحية البرادعي وألقوا بعض الحلوى والورود. وكان المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية وجه انتقاداً للسياسة التي تُدار بها البلاد في الوقت الحالي والإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها وعلى رأسها مد العمل بقانون الطوارئ. وقال على حسابه الشخصي على موقع «تويتر» إن هذه الإجراءات «تُمثل تهديداً لمسار الثورة»، مطالباً ب «التفعيل الفوري لقانون الغدر والعزل السياسي لقيادات الحزب الوطني المنحل». وأضاف: «لا تجهضوا حلم الثورة بقانون الانتخابات المُخالف لإرادة القوى السياسية. هناك ثمانية أحزاب خرجت من رحم الحزب الوطني، وعلى ما يبدو هناك من يعتقد أنها لم تكن ثورة». وسخر من طول مدة إجراء الانتخابات النيابية المرتقبة، قائلاً إن الانتخابات «تُجرى في كل دول العالم خلال بضعة أيام، وفي مصر تستغرق ستة أشهر، ويبدو أنها بداية طيبة للعودة إلى العصر الحجري». في غضون ذلك، تظاهر مئات في ميدان التحرير وعدد من المحافظات أمس لرفض قرار تفعيل قانون الطوارئ، ومطالبين المجلس العسكري بوضع جدول زمني لتسليم السلطة إلى مدنيين. وشهدت ميدان التحرير أيضاً مسيرات لإسلاميين من أنصار التيار السلفي طالبوا خلالها بالإفراج عن الشيخ أبو يحيى الذي يحاكم بتهمة التورط في أحداث العنف الطائفي التي شهدها حي إمبابة الشعبي قبل ثلاثة أشهر.