موسكو، القدسالمحتلة - "الحياة"، أ ف ب - فرّ رئيس المؤتمر اليهودي في روسيا فلاديمير غوسينسكي الى اسرائيل امس، فيما طلبت موسكو من الانتربول ملاحقته واعتقاله، مضيفة الى التهم الموجهة اليه تهمة "غسل الاموال" التي "حصل عليها بالنصب والاحتيال". واستقل غوسينسكي طائرة خاصة من جبل طارق الى تل ابيب ليل اول من امس، غداة قرار القضاء الاسباني رفض تسليمه الى روسيا حيث اصبح ملاحقاً في عهد الرئيس فلاديمير بوتين بعدما كان صاحب الامبراطورية الاعلامية الكبرى ومقرباً من عائلة الرئيس السابق بوريس يلتسن. واستبعدت اوساط قانونية ان تعمد اسرائيل الى تسليم غوسينسكي، على رغم اشتراكها مع روسيا في اتفاق اوروبي يجعل ذلك ممكناً، ذلك ان للروس المهاجرين الى اسرائيل ما يشبه الحصانة السياسية في الدولة العبرية. كذلك، فان رجل الاعمال اليهودي يحمل الجنسيتين الروسية والاسرائيلية وهو نائب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، إضافة الى كونه رئيس المؤتمر اليهودي الروسي. ولديه مصالح اقتصادية مهمة في اسرائيل حيث يملك 25 في المئة من أسهم صحيفة "معاريف"، وحصصاً في شبكة "ماتاف" لتلفزيون الكابل والشركة القابضة "اي ال دي سي". وامتنع غوسينسكي لدى وصوله الى تل ابيب عن اعطاء أي تفاصيل عن خططه للمستقبل. وتوقعت مصادر اعلامية ان يلازم الشقة الفخمة التي يقيم فيها، الى ان تنجلي العاصفة التي أثارتها مغادرته اسبانيا، خصوصاً ان النيابة العامة الروسية قدمت فور علمها بخطوته، طلباً جديداً الى الانتربول لملاحقته والقبض عليه. وأضافت تهمة جديدة تتعلق ب"غسل" اموال حصل عليها بطرق غير شرعية ،الى تهم الاحتيال والنصب الموجهة اليه. وكانت صحيفتا "ايل بايس" و"ايل موندو" الاسبانيتان نشرتا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون وسلفه ايهود باراك تدخلا لدى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار من اجل الافراج عن غوسينسكي الذي زاره وزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي في سجن سوتو ديل ريال قرب مدريد الشهر الماضي. كذلك ندد رئيس الكنيست الاسرائيلي ابراهام بورغ بشدة بتوقيف غوسينسكي في كانون الاول ديسمبر الماضي، واعتبر ان اعتقاله في اسبانيا بناء على طلب روسي، "يندرج في اطار اضطهاد سياسي ذي دوافع واضحة بمعاداة السامية"، داعياً رؤساء أبرز المنظمات اليهودية في العالم الى التدخل لدى مدريد لتأمين الافراج عنه. وكانت تقارير أفادت زخيراً ان غوسينسكي باع حصته في امبراطوريته الاعلامية "ميديا موست" التي تملك محطة تلفزيونية ومطبوعات عدة، الى مالك شبكة "سي ان ان" تيد تيرنر، فيما وضعت شركة النفط الروسية العملاقة "غازبروم" المملوكة بغالبيتها للدولة، يدها على الاسهم الباقية استرداداً لدين لها على الامبراطورية الاعلامية.