كثرت في هذه الأيام في "الحياة" وغيرها كتابات الاستندام على الفرصة التي ضاعت على الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً، من عدم توقيع اتفاقات مع الإسرائيليين في آخر عهد كلينتون. ان لي ملاحظات جوهرية على هذه الكتابات اجملها في الآتي: 1 - ان هؤلاء الكتاب بنوا آراءهم على توجهات الأقلية من دعاة التفاوض على شروط أو معطيات الاسرائيليين، وتجاهلوا الغالبية المتمسكة بالثوابت الأساسية للحق الفلسطيني، وهم بهذا قد ارتكبوا، في نظري، خطأ استراتيجياً فادحاً. 2 - ان هؤلاء الكتاب اسقطوا دور المقاومة بشتى أنواعها، والمسلحة منها بصورة خاصة، وقللوا من شأن تأثيرها في سير القضية. وهذا أيضاً، في نظري، خطأ استراتيجي. 3 - ان رصاصة واحدة من المقاومة تساوي في نظري، نحو صفحة بل صفحات من الآراء المطروحة من جانب كتاب الاستندام. وأنا لا أنطلق في قولي هذا من فراغ أو أوهام نظرية، وانما أجتر مثالاً مؤيداً من التاريخ الحديث جداً. فعندما كان يخيل للبعض ان الوضع في جنوبلبنان كان مستتباً لإسرائيل وسطوة جيشها غالبة، كانت كتاباتهم تنادي بعدم جدوى المقاومة، وانه من الأفضل اجراء مفاوضات مع الإسرائيليين والاتفاق معهم، غير انه بعد انسحاب المحتل الإسرائيلي مدحوراً ومغادرته جنوبلبنان من دون اتفاق، اختفت معظم هذه الكتابات وخفت صوتها. جدة - احمد سعيد بامخرمة