نتابع في ما يأتي نشر فصول منتخبة من كتاب جديد عنوانه "حركة القوميين العرب: نشأتها وتطورها عبر وثائقها، الجزء الأول 1951 - 1961"، يصدر قريباً عن "مؤسسة الأبحاث العربية" في بيروت بتحرير هاني الهندي وعبدالإله نصراوي. نشرت الفصول في ست حلقات أيام الاثنين والخميس والسبت، وهنا الحلقة السادسة... الأخيرة: لم تكن هناك أية علاقة سياسية لحركة القوميين العرب أو اتصال رسمي مع القيادة السياسية للجمهورية العربية المتحدة مصر في شكل أساسي في مرحلة ما قبل عام 1958. لكن كانت هناك صداقة وعلاقة خاصة بين أحد قياديي الحركة هاني الهندي وعدد من الضباط العرب، إذ تعرف إليهم خلال التطوع بجيش الانقاذ. وكان بين هؤلاء ثلاثة ضباط شبان من سورية تخرجوا في الدفعة الوطنية الأولى حزيران/يونيو 1947 وهم عبدالحميد السراج وأكرم ديري وجودت الأتاسي. وبقيت العلاقة معهم عادية طوال سنوات وكانت نشرة "الثأر" ترسل لهم، ولغيرهم، في شكل منتظم منذ بداية صدورها. في كانون الأول ديسمبر 1956، وفي مرحلة النضال ضد حلف بغداد والمؤامرات التي نظمت، عرض السراج إمكان التعاون ودعم نشاط الحركة، التي انتشرت أخبارها في أكثر من قطر عربي، ومن أوائل عام 1957 بدأت مجموعة من عناصر منتقاة من أعضاء الحركة، من خارج سورية، بتلقي دورات عسكرية مكثفة في معسكر كتيبة الفدائيين الفلسطينيين قرب دمشق، بعد أن أقرت قيادة الحركة فكرة التعاون لتوفير التدريب والسلاح. وفي هذه الفترة كان اسم المقدم السراج قد برز كضابط وطني نجح في إحباط مؤامرات أجنبية عدة. وأشرف آمر تلك الكتيبة - أكرم صفدي - على تلك الدورات، وكان باسل الكبيسي من بين الذين دربوا على المتفجرات وتوقيت تفجيرها في شكل خاص في أواخر أيلول سبتمبر 1957. وخلال النضال ضد مبدأ أيزنهاور في الأردن أولاً ثم أيام الثورة في لبنان من أواخر ربيع 1958 تلقى شباب الحركة تدريبات مختلفة وأسلحة. وحصل فرع العراق بعد ثورة عبدالوهاب الشواف في 8/3/1959 على كمية جيدة من السلاح، وكان الشهيد عبدالرزاق العابد السامرائي قد تولى نقل جزء مهم منها الى الموصل وبغداد. وحصلت الحركة على ما كانت تحتاج اليه من سلاح وتدريب من سورية منذ أوائل عام 1957 وبذلك - كما قال السراج في مقابلة مع باسل الكبيسي - "ألم يفتقر القوميون العرب الى السلاح اللازم في هذه المناطق الملتهبة. وعلاوة على ذلك أصبح الاقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة ملاذاً وقاعدة تدريب لأعضاء الحركة الوافدين من الأقطار المجاورة". وفي الأسبوع الأول من عام 1960، بعد استقالة وزراء حزب البعث العربي، طلب المشير عبدالحكيم عامر - نائب رئيس الجمهورية وكان قد بدأ اقامة في دمشق - لقاء هاني الهندي وجهاد ضاحي وعماد الحراكي. واستقبلهم في بيته بدمشق وقال: "أردت أن أطرح عليكم حقيقة مشكلة الحكم مع وزراء حزب البعث مع بعض تفاصيل تلك المشكلة، ذلك أنكم سوف تسمعون وجهة نظر أكرم الحوراني وإخوانه. لهذا رغبت أن أقول لكم رأينا ووجهة نظر الحكم في هذا الموضوع... لتطلعوا على مختلف جوانب هذه المشكلة". كان هذا الاجتماع أول لقاء مع جهة قيادية رسمية في النظام، مع ملاحظة أن ضاحي والحراكي لم يكونا عضوين نظاميين في الحركة. ولكن أجهزة عامر التابعة لقيادة الجيش قدرت أن الثلاثة قياديون في الحركة. في الأسبوع الأخير من تموز يوليو 1961 - في عيد الثورة المصرية التاسع - أصدر عبدالناصر "القرارات الاشتراكية" الشهيرة التي تناولت بالتأميم عشرات المصانع والمؤسسات الاقتصادية الكبيرة في الاقليمين. وقد هز هذا الاجراء المهم القواعد الاقتصادية للبورجوازية الكبيرة المصرية والسورية، كما سبق لقانون الاصلاح الزراعي أن أسقط مرتكزات الاقطاع في القطرين. كان صدى هذه القرارات مدوياً في الأوساط السياسية والجماهير العربية وفي بلدان العالم الثالث أيضاً، إذ كانت هذه القرارات أول وأوسع خطوة تأميم تقدمية عرفتها هذه الدول المتخلفة. بعد أقل من عشرة أسابيع قامت مجموعة من ضباط الجيش الأول صباح 28/9/1961 بانقلاب عسكري رجعي انفصالي، حيث تم فك الوحدة مع مصر وإعلان "عودة سورية لنظامها الجمهوري المستقل برئاسة مأمون الكزبري، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع الجهات الأنكلو - اميركية"، وسبق أن اتهم باشتراكه بمؤامرة ستون STONE التي خططت لها وكالة المخابرات المركزية الأميركية في آب أغسطس 1957. كان الانفصال مؤامرة شريرة أعدتها جهات معادية - أجنبية وعربية - ولعبت أنظمة عربية معروفة دورها المفضوح في تنفيذها. اليمن أثارت الأحداث السياسية الجارية في الوطن العربي في الخمسينات، الأجواء السياسية في اليمن المستقل الشمالي واليمن المحتل الجنوبي. وإذا كان النظام الإمامي في الشمال قد اتسم بمحافظته الشديدة، بل رجعيته السوداء، فإن هذه الطبيعة لم تحل دون الإمام أحمد ليسلك طريقاً سياسياً لافتاً في علاقاته الخارجية إن لم يكن مناقضاً لتوجهاته الحقيقية. فقد سعى الإمام منذ تولى السلطة بعد مقتل أبيه على أيدي الأحرار في 17/2/1948 الى التشدد والمغالاة في سياسة الأئمة التقليدية القائمة على التوازنات القبلية وزيادة أعداد "الرهائن" - إذ يحتجز الإمام الحاكم عدداً من أبناء زعماء القبائل القوية في قصوره وسجونه الخاصة، فيشكل هؤلاء الأطفال الرهائن ضمانة لولاء آبائهم وأقاربهم من قيادات تلك القبائل - وتخفيف الضرائب عن الموالين... الخ. ولكنه عمد الى اعتماد سياسة العداء لبريطانيا ومطالبته بالجنوب المحتل وإبقاء الحدود في حال ساخنة، وخصوصاً في فترات معينة كما كان حالها ما بين شباط فبراير 1956 وحتى آذار مارس 1958 حيث نشبت اشتباكات مسلحة، ويومها لم يتردد الانكليز في قصف بعض المدن الشمالية مثل قعطبة والبيضا بالطائرات والمدفعية، وكذلك حال الكثير من القرى الحدودية. والأمر الأهم ان هذا النظام تجرأ - أكثر من كل الأنظمة السياسية في الجزيرة العربية - على إقامة علاقات ديبلوماسية وتجارية مع الاتحاد السوفياتي في تشرين الثاني نوفمبر 1955، وبعد شهور قليلة زار بلاد السوفيات وفد يمني رفيع المستوى برئاسة ولي العهد في شهري حزيران وتموز 1956، وقد حصلت اليمن على مساعدات وقروض مهمة. وأثمرت هذه السياسة التي أراد النظام من ورائها كسب "محبة الأحرار والمتنورين من أبناء اليمن"، إذ بدأ السوفيات وفي آذار 1958 بإنشاء الميناء البحري في الحديدة - على البحر الأحمر - وقد اتسمت هذه الخطوة "بأهمية فائقة بالنسبة الى التطور الاقتصادي في اليمن، وبذلك فقدت بريطانيا مرتكزاً جباراً للتأثير في اقتصاد البلاد، لأن التجارة الخارجية اليمنية كانت تجري كلياً في السابق عن طريق عدن... وقد بدأ الميناء الجديد الحديدة يؤدي وظيفة في ربيع عام 1961". وفي آب 1956 أقامت اليمن علاقات ديبلوماسية مع الصين الشعبية التي ما لبثت أن وقعت على اتفاقية عام 1959 مع اليمن، وتعهدت الصين بموجبها شق أول طريق معبد للسيارات يربط ميناء الحديدة بالعاصمة صنعاء وعلى امتداد 230 كيلومتراً. وطبيعي ان الخبراء الصينيين هم الذين خططوا لهندسة هذا الطريق والانفاق على بنائه والاشراف على هذا المشروع المهم. هذا، كما انفتحت اليمن على الدول الاشتراكية في أوروبا الشرقية. وفي أوائل عام 1957 حاولت الولاياتالمتحدة أن تفرض على اليمن السياسة الأميركية الجديدة - مبدأ أيزنهاور - ولكن النظام صمد لتلك المحاولات، فلجأ الأميركيون الى سياسة التسلل الاقتصادي، فتقدمت شركات اميركية للتنقيب عن النفط في اليمن، والأهم - آنذاك - أن الاميركيين قاموا بتعبيد طريق للسيارات يربط مدينة صنعاء بتعز. وهكذا حصلت اليمن الإمامية على ميناء حيوي وطرق مهمة ربطت الميناء بالمدينتين الكبيرتين في الداخل، وكان لهذه "الانجازات" آثارها الكبيرة في الأوضاع العامة في هذا البلد المقفل أمام تيارات التغيير الكثيرة المقبلة من كل الاتجاهات. ولكن ماذا عن النشاط التنظيمي للحركة؟ في بدء العمل انطلق الشباب في بناء التنظيم على أساس وحدة اليمن المستقل والمحتل، فكان القياديون يومذاك شباباً من الشمال والجنوب، وكان البارز بينهم فيصل عبداللطيف ويحيى الأرياني وسلطان العبسي فيصل من الجنوب، إضافة الى طلبة نشطاء من اليمن المحتل مثل عبدالملك اسماعيل وعبدالعزيز الدالي، كان هناك وجه سياسي معروف مثل قحطان الشعبي ومهنيون ومثقفون مثل علي السلامي وطه مقبل وسالم زين. كان للبعث والماركسيين نشاطهم في اليمن الشمالي. وكان أبرز وجوه حزب البعث محسن العيني، كما كان للمجموعتين نشاط في اليمن الجنوبي، وقد تعاونا مع نقابات العمال التي قادها عبدالله الأصنج. أما عن نشاط الحركة في الشمال فقد تركز على انتقاء طلاب ممن كانوا يدرسون في مصر خصوصاً، وعلى عدد من المعلمين والطلاب في مدينتي صنعاء وتعز في شكل أساسي. في الجنوب كان الخط الأساسي للحركة ينطلق من أن الكفاح المسلح هو الأصل والأساس، وقد طرح فيصل عبداللطيف واخوانه آراءهم هذه في مؤتمر دمشق في آذار 1959، الذي مر ذكره في فصول سابقة. وقد أوضحت بيانات الحركة من البداية "أن المعركة في هذا الجزء من الوطن ستكون جزائر ثانية"، وبعد أن تحدد الحركة معسكر العدو وأطرافه وتعتبر الاستعمار البريطاني على رأس هذا المعسكر المعادي. ويليه "الحكام المحليون" - كطرف ثان - ثم تضيف اليهما - ثالثاً - كل الحركات التي تناوئ القومية العربية مثل الجمعية العدنية... والتنظيمات الشيوعية التي تعتبرها معادية للقومية العربية، وانها تقف في شكل أو آخر في صف معسكر العدو. والطرف الرابع هو "الأوضاع الرجعية...". ورأت الحركة ان معركتنا المقبلة مع هؤلاء الأعداء "ليست معركة انتخابات سياسية، وهي ليست في شكلها الحاسم الأخير معركة اضرابات وتظاهرات فحسب، إنها في النهاية، كما هو واضح منذ البداية، معركة كفاح مسلح عنيد لا لين فيه ولا مهادنة، ومعركة دماء وبطولات لا تراجع فيها ولا مساومة". ولتنفيذ مثل هذا المخطط الكبير كان الإلحاح كبيراً على أهمية الوقوف عند "قومية المعركة"، ذلك ان الكراسات والبيانات الكثيرة التي كانت توزع وتنشر في هذه الفترة 1958 - 1961 أكدت وشددت على "أن النضال ضد التجزئة في الجنوب هو جزء من المعركة في سبيل الوحدة العربية الشاملة. وعلى هذا أكدت الحركة قومية المعركة على أساس أن النضال ضد الاستعمار والتجزئة في اليمن الجنوبي يدعم النضال القومي الذي تقوده الأمة العربية في مواجهة أعدائها. كما ترى الحركة ضرورة التشديد على عملية التوعية بقومية المعركة وعلى الأخطار التي تواجه الأمة العربية، من النزاعات الانفصالية والطائفية والتيار الشيوعي الذي يشكل في تصور الحركة هو الآخر، خطراً يعمق التجزئة ويضعف الاتجاه القومي والوحدوي للمعركة...". كما كانت الحركة تشدد كثيراً على "أن اليمن شمالاً وجنوباً يشكل وحدة واحدة هو إقليم اليمن، الذي يعد جزءاً من الوطن العربي الكبير، وأن على المملكة اليمنية أن تواجه التزاماتها المترتبة على وجود الاستعمار البريطاني في الجنوب، وخصوصاً أن معركة التحرير لا يمكن أن تنجح في الجنوب إلا بدعم من الشمال...". ولم تقتصر الدعوة على وحدة النضال بين شمال اليمن وجنوبه، بل "أكدت الحركة وحدة نضال اليمن شمالاً وجنوباً والخليج العربي في مواجهة الاستعمار البريطاني والرجعية المحلية. والغرض هو القضاء على تبعثر قوى النضال ومواجهة الاستعمار البريطاني بجبهة نضالية موحدة...". وكان موقف الحركة في اليمن كموقفها في بقية أنحاء المشرق العربي من "أن ج.ع.م. هي نواة طبيعية أصيلة للدولة العربية الواحدة من المحيط الى الخليج...". ولعبت هذه النواة القومية الصغيرة دورها التاريخي في اليمن الجنوبي "فإن الحركة على رغم انتشارها في الريف والمدينة لم تستطع أن تجسد هذه الوحدة الوطنية وقيادة العمل الوطني نظراً الى أن حجمها كان محدوداً، وعلى رغم ذلك فقد تمكنت الحركة من الاضطلاع بالدور القيادي الأول للحركة الوطنية في مرحلة الكفاح المسلح". وإذا كانت الثورة المسلحة قد تفجرت في 14/10/1963 لتضع نهاية للوجود الاستعماري البريطاني في اليمن الجنوبي، فقد كانت السنوات السابقة على بداية الثورة مملوءة بالعمل الجاد والصبور، قام به جنود مجهولون أوفياء لمبادئهم، فقد اعتاد الطلاب أن يذهبوا في بداية العطلة الصيفية الى اليمن لنشر الدعوة، وتنظيم شباب للعمل، مستغلين تلك الأسابيع لزيادة الطاقات الثورية بين الجماهير. وبعد أن تخرج فيصل عبداللطيف في جامعة عين شمس في القاهرة في صيف 1961 تفرغ كلياً مع عدد قليل من اخوانه للعمل في الريف والجبل والمدينة يثيرون المثقفين والفلاحين، ويدعونهم للتحرر والخلاص من المستعمرين ويزرعون الخلايا والحلقات في تلك الأوساط ويبشرون بثورة شقيقة لثورة الجزائر، كما نجح فيصل وزملاؤه في اقامة اقوى الروابط والعلاقات وأمتنها مع قبائل منطقة ردفان - الزعماء والأفراد - وكان لهذه المنطقة الجبلية الوعرة تاريخ حافل بالتمرد ضد البريطانيين منذ عقود طويلة. وكان تقدير هؤلاء الشباب ان الثورة ستنطلق من تلك الجبال العالية وتنتشر ضد البريطانيين وأعوانهم. وإضافة الى ذلك استفاد هؤلاء المناضلون من الخدمات المهمة التي وفرتها الجمهورية العربية المتحدة باستقبال العشرات من شباب اليمن لتدريبهم وإعدادهم في معسكرات خاصة للجيش الثاني المصري من أواخر عام 1959، حيث تلقى هؤلاء أفضل الخبرات المطلوبة لعمل ثوري قريب. الاتحاد القومي لعرب فلسطين أقام الحكم في سورية بعد نكبة 1948 "مؤسسة اللاجئين الفلسطينيين"، وكانت مهمة هذه الهيئة الحكومية العناية بشؤون اللاجئين الفلسطينيين وغالبيتهم من سكان شمال فلسطين، ومتابعة قضاياهم والاهتمام بمشكلاتهم اليومية وحفظ سجل لكل الذين لجأوا، وأخيراً تأمين التنسيق والتعاون مع الهيئات الدولية وخصوصاً "منظمة الأونروا" التابعة لهيئة الأممالمتحدة. وفي شكل عام، يمكن القول ان معاملة الفلسطينيين لم تكن متناسبة أبداً والكلام الكبير الذي تطلقه الفئات العربية الحاكمة من خلال أجهزتها السياسية والاعلامية. ومع ان هذه المعاملة اختلفت بين قطر وآخر، إلا أن الحقيقة المرة هي أن الفلسطينيين عانوا، ولا يزالون يعانون، الظلم والتمييز، بل الاساءة في أكثر من بلد عربي. في سورية توزع اللاجئون على عدد من المخيمات أهمها: اليرموك دمشق، وخان الشيخ قرب العاصمة، وخان ذنون جنوبدمشق، على الطريق الى درعا، وثكنة خالد بن الوليد في حمص، وباب النيرب في حلب. في هذه المخيمات كانت حركة القوميين العرب هي الأنشط سياسياً منذ بدء عملها في سورية، فأقامت لها قواعد تنظيمية ومراكز نشاط. وكان أسامة النقيب وفايز قدورة أبو بسام وفيصل خضراء ورفعت سرحان أبو عيسى ومحمد سليمان طحيمر وغيرهم من أبرز وجوه الحركة في أوساط التجمعات الفلسطينية في المدينة والمخيمات. وعلى رغم الجهود التي بذلتها الحركة، فإن "نادي فلسطين" لم يسمح بإقامته في مخيم اليرموك إلا أيام وحدة مصر وسورية. إن الخطوة الأهم، هي قرار العربية المتحدة بأن يكون للفلسطينيين "اتحادهم القومي". وفي عام 1959 جرت انتخابات شاركت فيها غالبية الفلسطينيين لانتقاء أعضاء اللجان المحلية للتجمعات الفلسطينية في المخيمات والمدن. وقد سجل شباب الحركة نجاحاً ظاهراً وفاز الكثيرون من مرشحيهم. وفي انتخابات اللجنة العليا للاتحاد القومي فاز أسامة النقيب وفايز قدورة والشيخ عبدالرحمن مراد حيفا وفايز سعد الدين وقاسم المصري الحولة وعبدالمجيد حنونة من جنوبفلسطين ومن نشطاء حزب البعث. وقد انتخب اسامة النقيب أميناً عاماً للاتحاد القومي. وفي مركز "الاتحاد القومي الفلسطيني" في دمشق كانت تجتمع قيادة الاتحاد القومي ويلتقي أعضاء اللجان المختلفة. وكان تأسيس هذه الهيئة خطوة مهمة في إعطاء العمل الفلسطيني طابعاً رسمياً ومعترفاً به. وفي غزة جرت انتخابات مماثلة في المدن والمخيمات وانتخب منير الريس أميناً عاماً للاتحاد القومي في القطاع.