أخلى عسكريون فلسطينيون مواقعهم في قطاع غزة امس بعد ثوان معدودة من تحليق طائرات مروحية حربية اسرائيلية في سماء المنطقة، خصوصاً فوق مدينتي رفح وخانيونس. واعلنت حال الاستنفار القصوى في صفوف الاجهزة العسكرية والامنية والمؤسسات الوطنية والحزبية في رفح الواقعة على الشريط الحدودي مع مصر والتي تشهد يومياً مواجهات مسلحة مع قوات الاحتلال. يذكر ان اسرائيل تسيطر على الشريط الحدودي الممتد من شاطئ البحر غرباً وصولاً الى قرية الدهينية اقصى جنوب شرقي المدينة بطول 9 كيلومترات بموجب معاهدة كامب ديفيد المصرية - الاسرائيلية عام 1979. وحلقت طائرتان مروحيتان عسكريتان اسرائيليتان صباح امس لليوم الثالث على التوالي فوق رفح وغرب خانيونس، اي فوق مناطق المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية. وسيطر التوتر والحذر الشديدين على قطاع غزة في الوقت الذي بات الفلسطينيون يتوقعون معاودة طائرات الاحتلال الاسرائيلي قصف مواقع فلسطينية في الضفة والقطاع او القيام بعمليات خاطفة لاغتيال او اعتقال عسكريين او مسؤولين امنيين. واستمرت الاستعدادات الجدية في قطاع غزة تحسباً لقيام الجيش الاسرائيلي باقتحام بعض المناطق في القطاع، خصوصاً في مدن رفح وخانيونس وغزة. وقال مصدر فلسطيني ل"الحياة" امس انه تم اخلاء مبنى السرايا، مقر عدد من الاجهزة العسكرية والامنية الفلسطينية وقيادة الامن الوطني، وذلك في ضوء تحليق المروحيات. وقال مسؤول عسكري كبير ل"الحياة" ان الاستعدادات والتدريبات التي تجريها قوات الامن الوطني الفلسطيني ما زالت مستمرة وتجري على قدم وساق. واشار الى ان القيادة العسكرية والامنية الفلسطينية تأخذ في الحسبان احتمالات عدة منها اقتحام بعض المناطق في الضفة والقطاع، او قصف المواقع العسكرية والامنية، او القيام بعمليات محدودة منها الاغتيال والاعتقال واحياناً التخريب والارهاب. في غضون ذلك، افادت مصادر طبية ان ثلاثة شبان فلسطينيين اصيبوا بجروح برصاص جنود اسرائيليين خلال حوادث منفصلة امس. واصيب احدهم في ايريز والثاني في المنطار كارني، نقطتا العبور الى اسرائيل، فيما اصيب الثالث قرب مستوطنة كفر داروم. الى ذلك، سمحت قوات الاحتلال في معبر العودة في رفح امس بادخال ثلاث شاحنات مصرية محملة بالادوية والمساعدات الطبية للسلطة الفلسطينية مقدمة من اللجنة الشعبية المصرية لدعم ومساندة الانتفاضة. وكان احتجاز هذه المساعدات لفترة طويلة ادى الى اضراب عدد من المصريين عن الطعام احتجاجاً.