أول الكلام: من ديوان "كانت لنا أوطان" للشاعر المبدع/ فاروق جويدة: - إن يحكم الجهل أرضاً، كيف يُنقذها خيط من النور وسطَ الفجر ينحسرُ لن يطلع الفجر يوماً من حناجرنا ولن يصون الحمى مَنْ بالحمى: غَدروا لن يكسر القيد من لانت عزائمه ولن ينال العلا من شلَّه الحذر!! ها هو الحاخام العنصري الحاقد/ عوفاديا يوسف - مؤسس حزب شاس الديني العنصري - يلخص مشاعر اليهود، ويكشف عن سوداوية نفوسهم نحو العرب والمسلمين، ويتقيأ عصيراً يهودياً بالغ النتانة والقبح! إنه يعود مرة أخرى - بعد صديد كلامه في العام الماضي - يوم وصف العرب ب: الخنازير، وسماهم: الأفاعي والحيوانات الكريهة، ووصف الختيار/ عرفات بأنه: الثور القبيح... فيدعو عليهم هذا العام، أو في خطبته السنوية ضد العرب والمسلمين فيقول: - "ليقطع الله نسل العرب ويدمرهم ويزيلهم من العالم... لنبيدهم بالصواريخ هؤلاء العرب: المجرمون الملاعين"!! وهذه الدعوات التي أفرزها و"بثها" حقد بني صهيون، إنما هي إثبات على النزعة العنصرية، وعلى تأصّل جذور الحقد في أعماق اليهود... ومثل هذا الحاخام السفيه والقذر: هو من يشعل أوار الفتن وحرائق الحروب بيد السفاح/ شارون، ولن يهنأ شعبه بالسلام والاستقرار، فالعرب - رضيَ اليهود أم أبوا - يحاصرونهم من الجهات الثلاث، والجهة الرابعة يتلقفهم فيها البحر!! وفي هذه السيولة من قباحة وصديد الحاخام اليهودي العنصري... نتذكر حكاية: الحاجة "فاطمة"/ من أم الفحم بالأرض الفلسطينيةالمحتلة، سمعنا صوتها ذات يوم من إذاعة العدو، قبل الانتفاضة، وكأننا نسمعه أثناءها وهي تقول: - أنا الحاجة فاطمة، من أم الفحم: أهدي سلامي... أهدي سلامي... أهدي سلامي... وتتلعثم "الحاجة فاطمة"، حتى قالت أخيراً بنشيج صوتها: أهدي سلامي لكل العرب والمسلمين... لكل العرب والمسلمين! - وقلنا يومها: ترى... هل وصل سلامك يا حاجة فاطمة لكل العرب والمسلمين، أم انهم منشغلون في الأرباح والخسائر، ومع الرقص في الفضائيات العربية، والمهرجانات على مسارحهم، ومسابقات المطاعم العالمية التي تخاذلوا عن مقاطعتها، وقاطع مثقفوها ومبدعوها مؤتمراً يدين عنصرية اليهود الصهاينة؟! وهل سمع سلامكِ يا حاجة فاطمة أي "أحد" من العرب والمسلمين الذين اختطف نضالهم الحقيقي: مباحثات سلام لتركيع العرب، وغدر عربي، واحتلال عربي لأرض عربية؟ أنتِ - يا حاجة فاطمة - لم تَنْسي أهلك العرب، بعد كل هذه السنوات العجاف، وجاء من يفرض على العرب أن ينشغلوا عنك ويغرقهم في همومهم، وخلافاتهم، وتطلعات مصالحهم... ثم بعد ذلك يشتمهم بأقبح الألفاظ، وهم: سادرون في صمتهم، كأنَّ على رؤوسهم الطير الذي يُحوِّله الصهاينة الى بوم بحصدهم اليومي لأرواح الفلسطينيين الأبرياء! هذه - إذاً - هي أحزاننا العربية... والعالم من حولنا: يتفرج على قتل أبريائنا، وعلى هدم بيوتنا في فلسطينالمحتلة، وعلى تجريف مزارعنا وقلع أشجارنا، وعلى حصارنا مادياً وغذائياً وصحياً، وعلى الفيتو برفض قوات لحماية الفلسطينيين... فأية أحزان هذه، تأتي شتائم الحاخام البغيض حثلاً لها؟! و... يا حاجة فاطمة/ مِنْ أم الفحم: قولي "يا رب"، وحسبنا الله ونعم الوكيل!!