اعتبر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في جنوبلبنان ستافان دي ميستورا ان عملية المقاومة التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا، أول من أمس، "وقعت في شكل ومكان يمثلان انتهاكاً واضحاً للقرار الدولي الرقم 425". وكان دي ميستورا اتصل، أمس، برئيس الجمهورية اميل لحود "بطلب من انان وزميلي الأعلى رتبة تيري لارسن الممثل الشخصي لأنان في اسرائيل وبرئيس الحكومة رفيق الحريري وهذا ما فعلته حول الحادث المؤسف جداً الذي وقع". وقال دي ميستورا بعد لقائه الحريري في دارته في قريطم: "إن الخط الأزرق في ما يعني الأممالمتحدة يمر هناك وانتُهك بطريقة عنيفة جداً، وهذا امر كان علينا ان نثيره بالطريقة الأقوى والأكثر تعبيراً عن القلق وهو ما طلب مني الأمين العام ان أفعله مع الرئيس الحريري. ان المسألة كما تعلمون تتخطى ذلك، فنحن في مرحلة خاصة جداً في الشرق الأوسط والوضع في لبنان، وأخشى ان يكون الذين قاموا بهذا العمل أمس أول من أمس قد اخطأوا الحساب بشكل فادح بالنسبة الى أهدافهم الخاصة، وإن كنت آمل ان أكون مخطئاً". وأضاف: "قرأت باهتمام كبير الموضوع الذي نسب الى الرئيس الحريري في اشارة الى الخبر المانشيت في الزميلة جريدة "المستقبل" التي يملكها الحريري أمس والتي اعتبرت عملية مزارع شبعا "عملية التوقيت الخاطئ" وعليَّ ان أقول اني اجد حسنات كثيرة في النقاط التي أثارها تجاه المناخ العام في لبنان والشرق الأوسط عموماً في هذه المرحلة الخاصة جداً، وسألته ان يعلق لكنه لم يفعل وأنا أحترم ذلك لكنه لم ينفه وأنا احترم ذلك أىضاً". وأكد دي ميستورا: "ان الأمين العام ينوي التدخل بنشاط كبير في جميع هذه المسائل المقلقة كما ينوي ذلك زميلي تيري لارسن وهو كما تعلمون على الجانب الآخر من الخط الأزرق". من جهته، اعتبر عضو كتلة نواب بيروت التي يترأسها الحريري النائب وليد عيدو "ان عملية المقاومة تركت انعكاساً غير سليم على الوضعين السياسي والاقتصادي". متسائلاً: "هل انها تخدم هذين الوضعين وموضوع التحرير ومن هو المسؤول عن عدم وجود التناغم في هذه العملية بين المقاومة والدولة والذي كان في السابق مطلباً للمقاومة؟". داعياً الى قراءة مختلفة للأمور. وكانت صحيفة "المستقبل" سألت عن "توقيت عملية المقاومة والحسابات الداخلية والخارجية التي استندت اليها المقاومة الاسلامية في قرارها تنفيذ هذه العملية وعن فائدتها في الميزان الوطني للربح والخسارة؟". وقالت: "هل ان الظروف التي يواجهها لبنان اليوم تحتمل عملية من هذا النوع مع ما يمكن ان ينجم عنها من تبعات سياسية واقتصادية واجتماعية، وهل القرار بتنفيذ العملية هو قرار حكيم، وهل تتوافر لها مقومات الاجماع الوطني التي كانت متوافرة للعمليات السابقة لتحرير الجنوب؟" ورأت الصحيفة ان الحكومة "هي المعنية الأولى بما يجري على الساحة الجنوبية انطلاقاً من مسؤوليتها كسلطة مؤتمنة على مصالح الوطن العليا. وطالما انها تحكم بثقة ممثلي الشعب اللبناني لا تستطيع ان تقف موقف المتفرج ازاء افعال يمكن لها مهما سمت دوافعها والمقاصد ان تنعكس سلباً على مصالح اللبنانيين، ومسؤوليتها في هذا المجال لا تقل أبداً عن مسؤوليتها تجاه تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة". واعتبرت "ان المطلوب ان تكون جهوزية المقاومة عنصراً ايجابياً في استراتيجية الدولة لتحرير الأرض المحتلة لا عاملاً معرقلاً ولو من غير قصد لاستراتيجية الدولة". في المقابل، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين "ان المقاومة مستمرة في عملياتها الجهادية حتى اندحار العدو الإسرائيلي من دون قيد أو شرط من كامل أرضنا المحتلة". وقال في احتفال شعبي في مدينة بنت جبيل الجنوبية: "ان عملية شبعا تؤكد من جديد" طالما هناك احتلال لأرضنا وأسرى وتهديد لوطننا فإننا مستمرون في نهج المقاومة حتى التحرير الكامل والنصر التام، واستهداف جيش الاحتلال". واصفاً العملية بأنها هدية متواضعة من ابناء المقاومة الاسلامية الى فتيان الانتفاضة في فلسطين". من جهته أكد مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في حفل تأبيني في بلدة بليدا، "ان العملية التي نفذتها المقاومة الاسلامية هي بحق انتصار لجميع اللبنانيين في الدفاع عن السيادة واضعاف للإسرائيليين المحتلين". وقال: "طالما ان هناك أراضي محتلة ومعتقلين لبنانيين في السجون الصهيونية فسيادة لبنان وكرامة اللبنانيين منتقصة، وطالما هناك تهديدات وخروق إسرائيلية فجميع اللبنانيين هم مستهدفون، وان هذه العملية تحصن كل الواقع اللبناني في وجه إسرائيل". واعتبر "ان الأولوية الاستراتيجية هي في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي وليس لنا أي أولوية اخرى، لا داخلية ولا محلية ولا خدماتية ولا طائفية، ولم تكن لتضعف أو تخيف احداً في الداخل وانما لتقوي وتنتصر لجميع اللبنانيين". وقال: "جاءت هذه العملية لتصوب المسارات ولتؤكد ان إسرائيل في ذروة عدوانها واحتلالها ولكي نوجه من خلالها رسالة واحدة الى إسرائيل مفادها ان جميع اللبنانيين في خندق المواجهة ويقفون خلف المقاومة لتحرير كامل الأرض وكل المعتقلين".