تواصل السلطات الايرانية تحريات واسعة عن "خفافيش الليل" المتورطين في جريمة قتل 11 مومساً. وتمت عمليات القتل في مدينة مشهد بالطريقة نفسها: خنقاً بغطاء الرأس الحجاب من دون التعرض لهن بالضرب أو الاعتداء الجنسي. وتظهر الشهادات الطبية والمصادر القضائية ان الجرائم تمت "بدم بارد" وعبر مكامن سهلة: "شراء الهوى من بائعاته" من دون معرفتهن بالمصير الذي ينتظرهن. وأحدثت عمليات القتل هزة داخل المجتمع الايراني، وسجلت موجة استنكار من المحافظين والاصلاحيين، وسط اسئلة كبيرة عن الأسباب والدوافع والجهة التي تقف وراءها وتجاوز "خفافيش الليل" القانون والقضاء. وشكل فريق خاص من عدلية محافظة خراسان وقوات الشرطة فيها للتحقيق لكنه لم يتوصل الى نتيجة. وبدأ اكتشاف الجريمة منذ 9 أشهر، ولمعظم الضحايا سوابق قضائية في "ممارسة الدعارة أو تهريب المخدرات بالاشتراك مع أزواجهن السابقين". كما ان "القتيلات لسن من سكان مشهد بل من ضواحيها". وأفادت تقارير الشرطة أيضاً ان الضحايا قضين خنقاً بواسطة الحجاب ما عدا اثنتين قتلتا خنقاً بالأيدي، ووضعت جميع الجثث بطريقة مشابهة في قطع موكيت أو في تشادور الضحايا ونقلت الى شوارع قريبة من الساحات العامة، أو المناطق السكنية والمهجورة "مما يؤكد أن القاتل واحد أو القتلة فريق واحد". ووضعت صحيفة "رسالت" ثلاثة احتمالات للجريمة: الانتقام الشخصي أو مواجهة الفساد أو زعزعة الأمن. ويقوم الاحتمال الأول على أن القاتل أو القتلة ينفذون عمليات انتقام من اللواتي "يسلكن درب الفحشاء لانهن يجندن فتيات تربط بينهن وبين القتلة علاقات عائلية، وان هؤلاء أرادوا الانتقام لشرفهم المدنس". فيما يقوم الاحتمال الثاني على ان "أشخاصاً ينفذون هذه العمليات انطلاقاً من دوافع مواجهة الفساد عبر طرق غير قانونية ولا أخلاقية، لأن القضاء لم يجدي نفعاً في وقف الفساد في واحدة من أهم وأكبر المدن الدينية في ايران". ويتمحور الاحتمال الثالث حول "وجود فرقة تريد اشاعة الرعب والخوف وعدم الاستقرار لدى المواطنين في مشهد". وأياً كان الأمر فإن هذه العمليات تضع الأجهزة الأمنية والقضائية الايرانية أمام امتحان جديد في فرض سيادة القانون، خصوصاً أن عمليات مشابهة حصلت سابقاً لدوافع مختلفة كما حصل في طهران قبل ثلاث سنوات حين قتل شاب واحد تسع نساء بعد الاعتداء عليهن جنسياً وسرقة حليهن وأعدم بعد اعترافه بجريمته.