لعبة مشوقة بالألوان والأقمشة يلعبها جورج شقرا في أزيائه. هذا الشاب الذي بدأ رحلته في عالم الأزياء منذ 15 سنة آتياً من عالم الهندسة الداخلية ودارساً التصميم في نيويورك وباريس، يرفض قطعاً استخدام الاكسسوارات في أزيائه "إذ اعتبر ان السيدة هي قيمة في حد ذاتها، هي الحجر الكريم، وهي الفيروز والالماس، انها الاكسسوار الوحيد الذي أريده للثوب". ولأنه يحب المرأة "صافية ونقية" مجردة من الفذلكات كلها يقدمها في الثوب فقط ولا يشتغل سوى على الحذاء والتناقض في الألوان فنرى مثلاً ثوباً برتقالياً وحذاء أحمر، كل ذلك خدمة للعبة النظر مع الاحتفاظ بإمكان التعديل بحسب ذوق كل امرأة. في مجموعته الأخيرة لربيع وصيف 2001 التي قدمها في "بيروت هول" في وسط حضور لبناني وعربي كثيف، قدم جورج شقرا أثواباً تتميز بتزاوج بين الستيل الشرقي والستيل الغربي، مما يمكن المرأة من السفر في ثيابها الى بلدان عدة. يولي شقرا أهمية كبرى للأقمشة وهو يسافر قبل كل مجموعة للاطلاع على الموضة السنوية في قطاع الأقمشة، ويرى انه إذا عرف المصمم كيفية التعاطي مع الأقمشة ومزجها بالموديل الجيد يصل الى الكمال. ويرى ان الأزياء "ثقافة" وقد عمل في مجموعته على الخطوط وطورها وكثرة المربعات في أزيائه، كذلك اللمسات الخفية، "أحب كل ما هو غامض، عندما تقف المرأة لا نرى شيئاً مميزاً في الثوب لكن ما ان تتحرك حتى تتوالى الاكتشافات من التطريزات والكشاكش وسواها وقد تنتهي السهرة ولا يكتشف الساهرون بعد ما يخفيه الثوب من مفاجآت"! هكذا يتجنب شقرا الروتين راسماً امرأة كوزموبوليتية فيها غموض وحرية وجنون، امرأة تغرق في الأقمشة الناعمة من الموسلين المطرز والشيفون، وتسبح في بحر من ألوان الباستيل والأسود والفوشيا والتوركواز والأحمر، امرأة تبقى في الخيال ولو توارت عن الأنظار. أما عروس شقرا فكانت فراشة ناعمة تمر كالطيف أمام الحاضرين من دون تعقيدات، هذه الفكرة جسدها المصمم في فستان واحد يجمع الحلم والرومنطيقية. ويستوحي جورج شقرا تصاميمه من الأسفار، ويصف امرأته بأنها "سيدة غير حالمة، وغير عملية البتة! انها امرأة متغيرة وغير ثابتة، امرأة متألقة كالنجمة، تتبدل مع الاحتفاظ بروحيتها. امرأة مجنونة مثلي وعندما أتمكن من وصفها بسهولة أكون اما صرت عجوزاً واما اعتزلت المهنة"! وعند شقرا ان الطباع هي التي تحدد أسلوب التصميم. وفي مفهومه ان المرأة العربية ينبثق منها سحر خاص تضفيه على الثوب. "لدى النساء العربيات طقوسية يضفينها على الثوب غير موجودة عند غيرهن". ويرى ان "المرأة العربية تدرك جيداً ما تريد لأنها كثيرة السفر والاطلاع، تتعلم وتثقف نفسها في الموضة وهي دقيقة تعرف ما يلائم جسمها، على نقيض المرأة اللبنانية التي تعجز أحياناً عن الاقتناع بما تريد". وأخيراً يرى جورج شقرا ان القاعدة الرئيسية للأناقة هي "البساطة التي تحتاج الى وقت لاكتشافها".