لم تبد الدوائر الرسمية الاماراتية اهتماماً باستدعاء وزارة الخارجية الايرانية أمس سفير دولة الامارات في طهران شاهين خليفة المري. وفسر مراقبون عدم صدور رد فعل رسمي من أبوظبي حيال التصرف الايراني حتى وقت متقدم مساء، بأن هذا التصرف رسالة موجهة الى العنوان "الخطأ"، اذ أن القمة العربية في عمان هي التي اتخذت قراراً بادانة الاحتلال الايراني للجزر الثلاث الاماراتية، ومطالبة طهران باستجابة دعوات الامارات الى المفاوضات المباشرة لانهاء النزاع على هذه الجزر سلماً أو احالته على محكمة العدل الدولية. وكررت الخارجية الايرانية ان "جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى جزء لا يتجزأ من الأراضي الايرانية"، مشيرة الى أن المذكرة التي سلمت أمس الى السفير المري "ترفض كل المزاعم الاماراتية في شأن الجزر الايرانية الثلاث". وأضافت ان "مسؤولاً في الوزارة أكد لسفير دولة الامارات موقف ايران من هذه القضية، وأعلن في الوقت ذاته استعداد الجمهورية الاسلامية لاجراء محادثات مباشرة مع الامارات من دون قيد أو شرط" تتناول "سوء التفاهم بين الجانبين". ورأى مراقبون ان استدعاء السفير وتسليمه مذكرة الاحتجاج نجما عن احراج واسع لطهران، علماً أن وزير الدفاع الاماراتي ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم شدد على أن التأييد العربي في قمة عمان لموقف الامارات من مسألة الجزر كان "بالاجماع". وكررت ايرانمرات مطالبتها بمفاوضات مباشرة من دون شروط "لتبديد سوء التفاهم" بين البلدين، وهو ما تعتبره الامارات تهرباً من البحث في مسألة الجزر. ويعتبر مراقبون في أبوظبي ان استدعاء الخارجية الايرانية سفير الامارات تصرف "يخرج عن حدود التعامل اللائق والصحيح"، ودليل على وقوع السياسة الايرانية تحت ضغط الرفض الخليجي والعربي والعالمي لاستمرار الاحتلال الايراني للجزر. ومعروف ان القمة الخليجية الأخيرة التي عقدت في المنامة جددت دعم موقف الامارات السلمي لاستعادة سيادتها الكاملة على طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وقررت انتقال هذا الملف من اللجنة الثلاثية الخليجية الى الرئاسة البحرينية للقمة.