من المتوقع ان تحظى الحكومة الاسرائيلية الجديدة بزعامة ارييل شارون، التي ستطرح على الكنيست مساء اليوم لنيل الثقة، بتأييد 90 نائباً على رغم ان الائتلاف الذي تم تشكيله حتى مساء امس يضم 73 نائباً يمثلون سبع كتل برلمانية، اذ يتوقع ان يصوت الى جانبها نواب كتل "مفدال" و"يهدوت هتوراه" و"المركز" خمسة نواب لكل منها التي لم يتم التوقيع معها بعد على اتفاقات ائتلافية. وتضم الحكومة الجديدة 26 وزيراً وعشرة نواب وزراء وقد يصل عددالوزراء 30 والنواب 13 في حال انضمام أحزاب أخرى. بعد شهر بالتمام على الانتخابات الخاصة التي جاءت به الى كرسي رئاسة الحكومة نجح ارييل شارون في تشكيل ائتلاف حكومي خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً بفضل فوزه الكاسح على ايهود باراك وزحف حزب "العمل" للانضمام الى حكومة شارون والذي تبعته احزاب اخرى من الوسط. أما المعارضة داخل الكنيست، فتتشكل اساساً من حركة "ميرتس" اليسارية 10 نواب ونواب الكتل العربية 10 المعارضين لسياسة شارون وحزب المركز 6 نواب وهو حزب رفض دخول الحكومة على أساس معارضته المبدئية الجلوس الى جانب الاحزاب الدينية المتزمتة، وحزب "الخيار الديموقراطي" أحد أحزاب القادمين الروس ويتمثل في الكنيست بنائبين. ووفقاً للاتفاقات الائتلافية التي اودعت في الكنيست مساء امس، سيتشكل الائتلاف الحكومي الجديد من 73 نائباً يمثلون الاحزاب والحركات التالية: العمل 23، ليكود 19، شاس 17، اسرائيل بعليا 4، اسرائيل بيتنا 4، "شعب واحد" 2، الطريق الجديدة 1، الاتحاد الوطني 3. وبشكل مفاجئ تعثرت المفاوضات بين "ليكود" وحزب المتدينين الوطنيين الموالي للمستوطنين مفدال 5 نواب بعد إصرار الأخير على تسلم ممثل عنه ادارة وزارة الاديان، ورفض "ليكود" هذا المطلب، واعلن "مفدال" انه لن يدخل حكومة شارون، متهماً الأخير بعدم الايفاء بالتزاماته، علماً ان "مفدال" شارك في جميع الحكومات التي شكلها "ليكود" في الماضي. ومن غير المستبعد ان تسوى الأمور بين الطرفين ويلحق "مفدال" بركب الحكومة في الأيام المقبلة. كما أعلن الوزير ديفيد ليفي، زعيم حركة "غيشر" 3 نواب رفضه دخول الحكومة بعد ان اقترح عليه شارون منصب وزير دولة، وهو عرض اعتبره ليفي مهيناً. وتعثرت المفاوضات مع حزب المركز المنحل 5 نواب بعدما رفض ممثلوه اقتراح تسلم حقيبة التعاون الاقليمي التي شغلها شمعون بيريز في الحكومة السابقة ومنصب وزير دولة، وشهد هذا الحزب استقالة عضويه المعروفين بمواقفهما المعتدلة امنون ليبكين شاحاك واوري سافير من الكنيست ليحل مكانهما نائبان يمينيان هما نحامه رونين وديفيد مغين. الوزراء وسيتمثل كل من "ليكود" و"العمل" بثمانية وزراء، اضافة الى رئيس الحكومة. واسند الى النواب التالية اسماؤهم من "ليكود" وزارات ومناصب وزارية: سلفان شالوم المال، ومئير شيتريت التربية والتعليم، وليمور لفنات الأمن الداخلي، وتسيبي ليفني العدل، وروبي ريبلين الاتصال، ويهوشواع ماتسا البيئة وداني نافيه وعوزي لنداو وزيرا دولة. ويمثل "العمل" في الحكومة الجديدة كل من شمعون بيريز الخارجية، وبنيامين بن اليعيزر الدفاع، وافرايم سنيه المواصلات ودالية ايشك الصناعة والتجارة ومتان فلنائي العلوم، وشالوم سمحون الزراعة. وصالح طريف ورعنان كوهين وزيرا دولة. وتتمثل حركة "شاس" بخمسة وزراء هم: ايلي بيشاي الداخلية، وشلومو بنزري العمل والرفاه ونيسيم دهان الصحة واشر اوحانا الأديان وايلي سوميا وزير شؤون القدس. ومُنح زعيم حزب القادمين الروس يسرائيل بعلياه ناتان شيرانسكي حقيبة البناء والاسكان. واسندت الى النائب المتطرف افيغدور ليبرمان حزب "اسرائيل بيتنا" حقيبة البنى التحتية، أما زميله من "الاتحاد القومي" رحبعام زئيفي فأسندت اليه حقيبة السياحة. واسند الى ممثل حزب "شعب واحد" شموئيل افيغال منصب وزير دولة وقبلت النائبة دالية رابين بيلسوف، ابنة رئيس الحكومة السابق اسحق رابين بمنصب نائبة وزير الدفاع مقابل انضمام حزبها الممثل بها فقط الطريق الجديدة الى الائتلاف الحكومي. ورفض حزب المتدينين "يهدوت هتوراه" تسلم منصب وزاري واكتفى بثلاثة نواب وزراء ورئاسة اللجنة المالية البرلمانية، واشترط لدخوله الحكومة بتشريع قانون إعفاء طلاب المعاهد الدينية من الخدمة العسكرية. من جهة اخرى أ ف ب، كان مقرراً ان تصوت الكنيست امس على تعديل القانون الانتخابي لإلغاء الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة والعودة الى نظام انتخاب النواب فقط بالاقتراع المباشر ويحظى المشروع بدعم "ليكود" و"العمل"، وهو يهدف الى الحد من تشتت البرلمان الذي يضم في تشكيلته الخامسة عشرة اكثر من عشرين حزباً. وكان البرلمان الكنيست أمر قبل ايام بتأييد الغالبية مسودة مشروع قانون لوضع حد لهذا النظام. وكان مقرراً ان يعرض على الموافقة في قراءة أولى مساء امس بعد اقراره من جانب لجنة القوانين ثم التصويت عليه في قراءتين ثانية وثالثة اليوم.