بكين - أ ف ب – أعلن ناطق باسم البرلمان الصيني لي جاوشينغ، عشية افتتاح جلسته السنوية، أن موازنة الدفاع حددت ب532.1 بليون يوان (57 بليون يورو)، أي بزيادة نسبتها 7.5 في المئة مقارنة بنفقات عام 2009، ما يؤكد تمسك بكين بالطبيعة محض الدفاعية لجيشها، لكن مع تسجيل الارتفاع الأدنى منذ عشر سنوات، في ظل التركيز على النمو الاقتصادي والخروج من الأزمة العالمية. وكما الحال سنوياً، قال لي إن «القسم الأكبر من النفقات سيخصص لتحسين ظروف عيش العسكريين، وتحديث الجيش الشعبي للتحرير»، الأكبر في العالم والذي يضم 2.3 مليون جندي. وزاد: «تبقى النفقات معقولة مقارنة بإجمالي الناتج الداخلي في الصين، حوالى 1.4 في المئة في السنوات الأخيرة، في مقابل أكثر من 4 في المئة في الولاياتالمتحدة و2 في المئة في فرنسا أو بريطانيا»، مؤكداً أن «الصين تؤيد السلام، والهدف الوحيد من قوتها العسكرية هو حماية سيادتها ووحدة أراضيها». وفاجأ الرقم عدداً من الخبراء الذين توقعوا زيادة من رقمين. ووصف تاي مينغ شونغ المتخصص في القضايا العسكرية الصينية في جامعة كاليفورنيا، الخفض بأنه «مهم، لكن الرسالة الموجهة تفيد بأن الجيش يجب أن يحد أيضاً نفقاته في وقت الأزمات الاقتصادية». ورأى الخبير أن الخفض المعلن قد يكون «غصن الزيتون» الذي ترفعه الصين لتايوان بعد تحسن علاقاتها أخيراً مع هذه الجزيرة، على رغم غضبها من إعلان واشنطن في كانون الثاني (يناير) الماضي انها ستبيع أسلحة الى تايبه بقيمة 6.4 بليون دولار. وزادت موازنة الجيش الصيني خمسة أضعاف منذ 1999، ما يثير قلق بعض الغرب، علماً أن الولاياتالمتحدة انتقدت سابقاً قلة الشفافية في الموازنة العسكرية الصينية، والتهديد المحتمل على أمنها القومي بسبب الطموحات العسكرية الصينية. ويعتقد خبراء بأن بعض النفقات العسكرية خارج الموازنة، وبينها صفقات لشراء أسلحة من الخارج، وتنفيذ أول مهمة للقوات البحرية الصينية العام الماضي قرب سواحل الصين لمحاربة القراصنة قبالة سواحل الصومال. على صعيد آخر، حذر جاوشينغ مجدداً الدول الغربية من أي تدخل في الشؤون الداخلية للصين، خصوصاً في مسألتي إقليم التيبت وجزيرة تايوان، مستغرباً تخصيص قادة غربيين وقتاً للقاء الزعيم الروحي للبوذيين في التيبيت الدالاي لاما في وقت يؤكدون أن انشغالاتهم كثيرة»، في إشارة ضمنية الى الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي استقبل الدالاي لاما في البيت الأبيض الشهر الماضي. وتابع: «يصدق البعض كلام الدالاي لاما حين يقول انه لا يدعم الاستقلال، لكن الأهم هو أننا ندرس تصرفاته». وأشار الناطق الى انه «من غير المقبول» أن تتدخل حكومات أجنبية لبيع أسلحة الى تايبه، «ما يشبه إعطاء خنجر لشخص يعانق شقيقه». وبعد الإعلان عن بيع صواريخ باتريوت ومروحيات بلاك هوك ومعدات اتصال لمقاتلات «أف-16» تايوانية، علقت الصين مبادلاتها العسكرية مع الولاياتالمتحدة، وأعلنت فرض عقوبات على الشركات الأميركية التي أبرمت العقد.