توجهات المستقبل يناقش الابتكار والاستدامة والتصنيفات الدولية    ديمبلي يخضع لتدخل جراحي    الموافقة على البرنامج الوطني للتعاقب والتطوير القيادي    الاتحاد العربي للإعلام السياحي يعزز السياحة البينية العربية ويدعمها    نتنياهو يهدد بالعودة للقتال في غزة    1957 فنتشرز والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات «NTDP» يوقعان اتفاقية لدعم ريادة الأعمال التقنية في المملكة    «فيدرالي أمريكي»: لسنا متعجلين لخفض أسعار الفائدة    «عكاظ» تختتم دورة «صحافة الموبايل» وتواصل ريادتها في التحول الرقمي    إنطلاق مبادرة "يوم المجد الاحتفال بيوم التأسيس"    نائب أمير جازان يتسلم التقرير السنوي لأداء الخطوط السعودية بالمنطقة لعام 2024    توجّه لعقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي    ابن جلوي توج الفائزين في التزلج السريع الكرلنغ يخسر أمام اليابان في الأسياد الشتوية    الحكومة تطالب بتنسيق الإغاثة.. «الأونروا»: إسرائيل شرّدت 40 ألف فلسطيني في الضفة    وصول قوافل إغاثية سعودية جديدة إلى جنوب قطاع غزة    ملك الأردن يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي    هيئة الأدب تُطلق معرض جازان للكتاب 2025    رفع مستوى الجاهزية والاستعداد المبكر لرمضان    نائب وزير الخارجية يستقبل رئيس المكتب البريطاني لشؤون السودان    القوات البحرية تشارك في تمرين «نسيم البحر 15» في باكستان    رابطة دوري المحترفين تعدّل مواعيد 4 مباريات بسبب الوقت الإضافي وفترات التوقف    رغم تدهور العلاقات.. محادثات أمريكية - روسية في موسكو    25 مرتبة قفزة سعودية في المؤشر العالمي للحكومة الإلكترونية    نائب أمير تبوك يرعى حفل مدارس الملك عبدالعزيز النموذجية بيوم التأسيس    فهد بن محمد يستقبل قائد دوريات أمن الطرق بطريق الخرج المعين حديثاً    مرور جدة: القبض على مخالفين روجا الحشيش    القتل تعزيراً لمروج مواد مخدرة في المدينة    انتهاء مدة تسجيل العقارات ل (58) حياً بالرياض والمزاحمية والدرعية.. الخميس    الموافقة على تأسيس جمعية الميتاجينوم والميكروبيوم    مانشستر يتوعد ريال مدريد.. الليلة    القادسية يحافظ على ميشيل جونزاليس    هل يفسخ ليفربول عقد صلاح ؟    «الرياض» ترصد احتفالات مدارس تعليم الطائف ب«يوم التأسيس»    «رونالدو» يحتفل بفوز «ميجيل» و«نونو» ببطولة البادل    رئيس الوزراء الصومالي يغادر جدة    الذهب يتجاوز 2900 دولار للأوقية لأول مرة في تاريخه    5 خطوات تضعك في حالة ذهنية مثالية    1,200 مصطلح متخصص في النسخة الثانية من «معجم البيانات والذكاء الاصطناعي»    أمير القصيم يرعى تكريم 27 من الطلبة الأيتام من حفظة كتابه الله والمتفوقين دراسيا    «بوسيل» ضحية تعنيف.. أم خطة ممنهجة لتشويه تامر حسني ؟    زار" خيبر" واستقبل المواطنين.. أمير المدينة: القيادة مهتمة بتنمية المحافظات والارتقاء بمستوى الخدمات    القيادة تعزّي رئيس ناميبيا في وفاة مؤسس الجمهورية    الإنسان قوام التنمية    حادث يودي بحياة معلمة بالمدينة المنورة    رئيس الوزراء الصومالي يزور حي حراء الثقافي بمكة    إلزام المطاعم بتنظيم حركة مرور مندوبي التوصيل    منع بيع التبغ في الأكشاك والبقالات    حرس الحدود ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر    Google عن Deepseek تقنيات معروفة ولاتقدم علمي    إيلون ماسك: سأستعمر المريخ    أُسرتا مفتي ومؤمنة تتلقيان التعازي في فقيدهما    زهرات كريهة الرائحة تتفتح بأستراليا    فصيلة الدم وعلاقتها بالشيخوخة    علاج مبتكر لتصلب الأذن الوسطى    "مفوض الإفتاء بعسير": يستقبل آل جابر المُعين حديثًا    جمعية الكشافة السعودية تُشارك في اللقاء الكشفي الدولي العاشر    النمر العربي.. رمز التنوع الحيوي في المملكة وشبه الجزيرة العربية    حسن التعامل    شعبان.. محطة إيمانية للاستعداد لرمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلس الأمن لم يصدر قراراً باستبدال حكومة صدام ولا حاجة لقرارات جديدة ... والحالة الليبية مختلفة . أنان ل"الحياة": القرارات الدولية لا تعطي واشنطن ولندن صلاحية فرض منطقتي الحظر الجوي في العراق
نشر في الحياة يوم 05 - 03 - 2001

بدأ الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، عملية حوار شامل مع العراق نقل حصيلة جولتها الاولى الى مجلس الأمن ويستعد للجولة الثانية بعد القمة العربية أو أوائل ايار مايو. وكان اعطى الأولوية قبل ذلك للملف الفلسطيني - الاسرائيلي، وقبله ملف لبنان، في اطار ما يهم المنطقة.
"الحياة" أجرت حواراً مع انان ركز على الملف العراقي بتفاصيل، وعلى عملية السلام بشقها الفلسطيني اولاً ثم بشقيها اللبناني والسوري، وذلك لتفهم آفاق ما يسعى الامين العام إلى انجازه في هذين الملفين.
وهنا نص الحديث:
قلت لمجلس الأمن ان العراق "جدي". ما الذي دفعك إلى هذا الاستنتاج؟
- اولاً، لأنني اجريت جولتي محادثات معهم في فترة قصيرة، الاولى في تشرين الثاني نوفمبر في الدوحة، والثانية هنا الاسبوع الماضي، وانطلق من الرسائل التي تلقيتها من القادة العرب في المنطقة الذين يجرون الاتصالات مع العراقيين.
القطريون والعمانيون يقومون بجهود الى جانب آخرين. وبدأ شيء ما في القمة الاسلامية في الدوحة، وها نحن على اعتاب قمة عربية في عمان. ماذا تتوقع، بناء على الاتصالات التي تلقيتها وأجريتها، ان يحدث في الملف العراقي في عمان؟ ماذا تأمل ان يطرأ عليه؟
- يصعب عليّ القول لأن هذه القمة هي بين اوائل القمم العربية التي تعقد في السنوات العديدة الأخيرة ولأنني لا اعرف ماذا على جدول الاعمال وكيف سيتناول القادة الملفات. سيكون ضرباً من الغرور ان اقترح كيف عليهم التعاطي مع أي ملف.
يطرح السؤال لأن الادارة الاميركية والحكومة العراقية تتحركان وفي ذهنهما القمة العربية المقبلة. وبما انك كنت على اتصال في الاسابيع الماضية مع القادة الاميركيين والعرب والعراقيين، ما هو مجال اتخاذ الخطوات التي من شأنها ان تحرز تقدماً؟
- المهم الآن ان ينتهي الجميع من المراجعة الجارية في عواصم، فيما يبحث اعضاء مجلس الأمن في المسألة. ومن المهم الانتهاء من هذه المراجعات واعادة التقويم بأفكار محددة توضح مواقف العواصم، كما من المهم أن يبحث المجلس الافكار للتوصل الى تفاهم مشترك على المسائل الحساسة وعلى كيفية المضي الى أمام. فهذه في نظري هي المسائل الحاسمة. فاذا لم يوضح اللاعبون الأساسيون في مجلس الامن مواقفهم ولم يتوصلوا الى حسٍ واضح في شأن وجهتهم، لن يكون في الامكان التحرك الى أمام. فللآخرين تأثير، لكن ذلك ليس المسألة الحاسمة.
بصفتك الرجل الذي يمثل "عربة" الحوار بين مجلس الأمن والعراق، اين الخطوة المقبلة؟ ومن عليه ان يرد على الآخر ويقدم شيئاً له؟
- آمل بأن نتمكن الجولة المقبلة من الحوار مع الوفد العراقي من معالجة بعض التفاصيل المحددة. العراقيون يقولون إنهم نفذوا كل التزاماتهم لناحية متطلبات نزع السلاح بموجب قرارات مجلس الأمن، والمجلس يؤكد أن العراق لم يستكمل تنفيذ الالتزامات وما زال عليه اثبات المزيد. آمل بأن نتمكن في الجولة المقبلة من أن نقول للعراقيين بالتحديد ما عليهم القيام به واين هي الثغرات.
وماذا يتطلب ذلك؟ ايضاح الغموض في القرار 1284 أم قراراً جديداً؟
- لدينا ما يكفي من القرارات، ولا اعتقد اننا في حاجة الى قرار آخر للايضاح. يجب ان يكون التركيز على التفسير العملي لتنفيذ القرارات من دون حاجة بالضرورة لقرار جديد.
هل تعني آلية تنفيذ او آلية ايضاح؟
- لا اتحدث عن آلية لأن القرارات موجودة، والسؤال هو ماذا على العراق فعله كي يتمكن من الوصول الى حيث يود وليرى الضوء في نهاية النفق، واعتقد ان السؤال يطرح نفسه لجهة الدقة والتفاصيل لايضاح ما الذي سيفعله المجلس إذا تجاوب العراق.
العراق رفض التعامل مع القرار 986 ولم يعترف بالأرقام الواردة فيه، ثم تم الاتفاق على مذكرة التفاهم وولدت صيغة النفط للغذاء والدواء. هل هناك أفكار مشابهة - ليست بالضرورة متطابقة - لما حدث للقرار 986؟
- لم نصل إلى تلك المرحلة بعد. ما زلنا في المراحل الاولىة، واعتقد اننا سنكون في وضع افضل لتلمس كيف ستتطور الامور بعد الجولة الثانية. وإلى ذلك الحين آمل بأن تكون الحكومات الأخرى طورت مواقفها كي نتمكن من عقد محادثات اكثر عملية وتفعيلاً.
يقول العراقيون ان القرار 687 الذي يكاد أن يكون "أم القرارات" هو الأصل والأكثر شمولاً ويريدون تنفيذه بحذافيره. ما الخطأ في ذلك؟
- المجلس لم يتبن قراراً واحداً فقط. وما يطالب به العراق ليس محصوراً في قرار واحد، ولو كان الأمر كذلك لما تبنى المجلس القرارات الاخرى. نعم ان القرار 687 رئيسي وهو "المفتاح"، لكن هناك قرارات اخرى. وعندما نبحث في ما هو المطلوب، ومن دون الانكباب على القرارات وأرقامها، السؤال الحقيقي هو: ما المطلوب عملياً؟ ما هو المطلوب من العراق؟ ثم ما الذي قام به؟ اين الثغرات؟ وما عليه القيام به من وجهة نظر مجلس الأمن كي يمكن تعليق العقوبات أو رفعها. عند معالجة الأمر بهذا المنظور سنتمكن من التحرك الى أمام.
وما دورك في هذا الاطار؟ هل ستمضي في لعب دور عربة الحوار بين العراق ومجلس الأمن أم انك تود وتتوقع ان يتمكن الجانبان من التحاور والتفاوض مباشرة من دونك؟
- المهم التوصل الى مفهوم واضح لما هناك حاجة إلى فعله، وعندما نتوصل الى ذلك الفهم والمفهوم واذا تم الاتفاق على ما الذي ينبغي فعله، سيحدث ذلك، وعندما تتحدثين عن مفاوضات مباشرة في مجلس الامن، لا انظر إلى الأمر من منطلق التفاوض. لكنني آمل بأن يتمكن العراق من وضع آرائه امام المجلس بصورة أو بأخرى، مباشرة أو عبر آخرين.
أنت تؤمن بالحوار حتى بين الأعداء. هل تعتقد ان الوقت حان لحوار بين الولايات المتحدة والعراق؟
- انني متأكد أنه في نهاية المطاف، عاجلاً او آجلاً، سيكون حوار بينهما، أما ما هي الشروط التي قد يضعها احد الطرفين للحوار، فهذا ليس لي أن أحدده.
مع الحكومة الحالية في العراق؟
- أتحدث عن العراق وليس عن حكومة معينة. العراق سيبقى، وعاجلاً ام آجلاً سيكون حوار بين واشنطن وبغداد.
هل يشجعك ان الادارة الاميركية الجديدة لا تبرز ما ابرزته الادارة السابقة لجهة "استبدال النظام" في بغداد؟
- لكل حكومة الحق في تعريف سياستها وتحديدها. ونعم، انها الادارة الجديدة لم تقل ذلك، وهذا مفيد ومساعد. ولكن، حتى لو قالت ذلك علينا التمييز بوضوح بين السياسات الوطنية وسياسات الأمم المتحدة. فمجلس الأمن لم يصدر قراراً باستبدال حكومة الرئيس صدام حسين، هذه ليست سياسة الامم المتحدة، ونركز على تنفيذ سياسة المنظمة الدولية كما وضعتها قرارات مجلس الأمن.
وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال في الامم المتحدة ان الادارة ستلتزم حصراً قرارات الامم المتحدة، ولكن يبدو أن هناك صراعاً بين أقطاب الادارة في شأن توجهها المستقبلي. هل يمكن التعايش مع سياسة اميركية لواشنطن واخرى للأمم المتحدة، أم ان من شأن ازدواج السياستين ان يعرقل جهود الامم المتحدة وجهودك؟
- بحسب المحادثات التي اجريناها، وكما اوضح الوزير باول للصحافة، ستعمل الادارة مع مجلس الامن. وتقديري انه منفتح على العمل مع المجلس من أجل استعادة وحدته للعمل معاً في تنفيذ قرارات الامم المتحدة، وهذا ما اريد التركيز عليه. وكما قلت الحكومات لها سياساتها التي يجب عدم خلطها مع قرارات الأمم المتحدة.
أتعتقد أن من الممكن أو المفيد أن يُطبّق على المسألة العراقية نموذج ليبيا في "تعليق" العقوبات، بمعنى ازالتها إلى حين رفعها رسمياً؟
- المسألتان مختلفتان والنظامان مختلفان. أعني نظام العقوبات وليس النظام بمعنى الحكم السياسي. فنظام العقوبات مختلف في المسألتين، ولكل منهما خصوصيته. واعتقد أن ما كان ممكناً في الحالة الليبية لا يمكن تطبيقه بصورة تلقائية على الحالة العراقية. العراقيون سألوني هذا السؤال مرات: ما هو المحرك؟ بمعنى أن الأمر في المسألة الليبية كان واضحاً لجهة ما على ليبيا القيام به لتحصل على تعليق العقوبات. فبعدما سلمت المتهمين بتفجير طائرة بان اميركان فوق لوكربي الى العدالة، علِقت العقوبات، وهم العراقيون لا يرون مثل هذا المحرك التلقائي ولا يفهمون ما هو المحرك، وهذا جزء من مصادر قلقهم. ثم ان نوع القضايا التي نتعاطى معها في مسألة العراق لا يسمح بذلك النوع من المحرك التلقائي، ولكن من الممكن اعطاء توضيحات.
أمكن اذاً التوجه إلى إعطاء توضيحات لما هو "المحرك"؟
- أعني انه يجب ايضاح ما هي المهمات التي على العراق القيام بها من اجل تعليق العقوبات ثم رفعها.
المجلس لم يبدأ هذه العملية بعد.
- المجلس يبحثها.
العراقيون طرحوا في الحوار مسألة فرض منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. فمجلس الأمن لم يخوّل إلى الولايات المتحدة وبريطانيا صلاحية فرض المنطقتين. لماذا يصعب عليك كأمين عام ان تقول صراحة ان هاتين المنطقتين تُفرضان خارج نطاق تخويل مجلس الامن؟
- ليس صعباً عليّ، قلت ذلك، وكأمين عام اقوم بمهماتي حسبما أرى انه الأداء الأفضل، ولا اعتقد ان الأمر عائد للآخرين ليقولوا لي متى ادين ومتى لا ادين. الأمر عائد إليّ لأقرر كيف اتصرف وتحت اية ظروف اشارة الى مطالبة الحكومة العراقية الأمين العام بادانة العمليات العسكرية الاميركية - البريطانية الأخيرة وأنا أتعاطى مع أكثر من ناحية أو مسألة في وقت واحد، انما موقفي هو: لا يمكنني ان أقرأ في قرارات مجلس الامن أي شيء يعطي الصلاحية او التخويل، بأي طريقة لفرض منطقتي الحظر الجوي. قلت ذلك في مؤتمر صحافي في تركيا وهو مدّون لكن هذا لا يعني أن عليّ الوقوف على السطوح كل مرة لأطلق الصراخ.
هل يعرقل استمرار فرض منطقتي الحظر الجوي جهودك في هذه المرحلة؟
- كما قلت في رسالتي الى وزير خارجية العراق السيد محمد سعيد الصحاف، هذه مسألة آمل بأن يتخذ مجلس الأمن موقفاً منها. فهذه قراراته، والدولتان اللتان تفرضان المنطقتين تفعلان ذلك باسمه وليس على أساس قراراته. واعتقد بأن التوضيحات يجب ان تصدر عن المجلس. وهذا سيكون الرأي الحاسم.
الوفد العراقي شدد اثناء محادثاته معك على الفقرة 14 من القرار 687، وانت تدعم انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط. فلماذا يصعب على الامين العام ان يقول: مضت عشر سنوات على القرار 687 وحان الوقت لتنشيط تفعيل تنفيذ الفقرة 14 باجراءات فعلية يطلقها الامين العام او رئيس "انموفيك" أو مجلس الأمن، مثل مطالبة اسرائيل بتوقيع اتفاق منع انتشار الاسلحة النووية، ووضع منشآتها النووية تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية... فالطرح العراقي يقول: انكم تجرّدوننا من السلاح فيما جيرتنا تتسلح بلا استحقاق أو مراقبة.
- توجد أنظمة لنزع السلاح، من الاسلحة النووية الى الكيماوية، ولم يوقع كل الدول هذه الاتفاقات واثناء المؤتمر الأخير لمراجعة اتفاق منع انتشار الاسلحة النووية وجهت دعوة إلى إسرائيل وغيرها على توقيع المعاهدة. وعندما يتعلق الأمر بإقامة منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل، كثير من هذه المناطق انشئ في اميركا اللاتينية وغيرها، والتركيز الآن على عمل الحكومات معاً ومع الأسرة الدولية لتحقيق ذلك.
هذا ما يجب ان نعمل له، والمطلوب ليس فقط انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بل يجب ان نضع ترتيبات امنية اقليمية تقنع الحكومات بعيداً عن التسابق على التسلح. ومثل هذه الترتيبات كان مفيداً جداً لأوروبا في اعقاب الحرب العالمية الثانية.
تدرك أن هذه المسألة تثير مشاعر في المنطقة، حيث إسرائيل هي الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي وترفض وضع منشآتها تحت الرقابة الدولية، كما ترفض توقيع المعاهدة. الا ترى ان الوقت مناسب لمطالبة فاعلة متماسكة لإسرائيل بأن تفعل ذلك، لا سيما بسبب الوضع المتفجر في المنطقة؟
- الأمم المتحدة فعلت ذلك مرات، ليس في ما يخص اسرائيل وحدها، وكررت الأمم المتحدة مطالبتها هذه الدول بأن توقع معاهدات نزع السلاح.
ماذا تعني اذاً عندما تقول انك تدعم تنشيط تنفيذ الفقرة 14 من 687؟ ما الاجراءات التي في ذهنك، ومن يجب ان يقوم بها؟
- عندما اقول ان علينا العمل عليها اعني جمع دول المنطقة لبحثها. علينا ان نكون واقعيين، فالوضع في المنطقة يتطلّب معالجة هذا النوع من الأسلوب الاقليمي بكل حذر. قد يكون ممكناً جمع بضع دولها كبداية، ثم جذب الآخرين. ولا اعتقد ان في الامكان تحقيق كل شيء بضربة واحدة. فالامر يتطلب الوقت والتخطيط والمفاوضات.
إسرائيل تتخذ اجراءات تتنافى مع اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بحماية المدنيين تحت الاحتلال، ومع التزاماتها كقوة محتلة للأراضي الفلسطينية. هناك من يرى أن أنان يتصرف بحذر مفرط إلى حد يقارب اعفاء اسرائيل بدلاً من مطالبتها بما عليها القيام به أو التوقف عن فعله. ما ردك على هذه الانتقادات؟
- سؤالك ينطوي على محاولة بعضهم أن يملي عليّ كيف يجب ان أقوم بمهمتي. اعتقد انني أقوم بها بمنتهى الفعالية التي يمكنني القيام بها، وكأمين عام لم أتهرب من مشاكل المنطقة، سواء تعلقت باسرائيل أو بالقضية الفلسطينية، أو العراق أو العلاقة مع ايران. بالتالي، لا اعتقد ان لديّ أي اعتذار لأقدمه عن طريقة تناولي هذا الملف.
هذا ملف متفجر، وأنت حذرت من نتائج كارثية قد تنجم عن انهيار السلطة الفلسطينية. الأمم المتحدة ركزت على ضرورة توفير المساعدات المالية، ولكن ما الذي يجب القيام به للحؤول دون انهيار السلطة؟
- ليس كل ما أقوم به ظاهراً أمام الأضواء، وعلى الناس أن تفهم ذلك، لأنه من طبيعة عملي. ولو وضع كل حديث اجريه مع رؤساء الدول والحكومات أمام الأضواء لتوقفوا عن الحديث العميق معي، ولتحدثوا إذا التقيتهم مجدداً عن الشمس والاحفاد. فأنا أبذل الكثير مع القادة وراء الكواليس، ولم أكن على اتصال مع قادة المنطقة فقط، وإنما ايضاً مع القادة ما وراء المنطقة، في محاولة للحصول على المساعدة الاقتصادية والاجتماعية الملحة لهم. واتصالاتي شملت رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ارييل شارون، وشددت على ضرورة الحفاظ على المفاوضات السلمية وأهمية النظر الى الملف الفلسطيني ككل. بمعنى أن ليس من الممكن التعامل مع الملف بصورة تدريجية على اساس وقف العنف أولاً ثم هذا وذاك سيحدث. فالعنف، ومعالجة الحرمان الاقتصادي والاجتماعي، والمفاوضات كلها أمور مترابطة. وأود ان أرى الجميع يطبق اتفاقات شرم الشيخ، خصوصاً الناحية الأمنية كي يتمكن من احتواء العنف سريعاً لأن الوضع كارثي من ناحية الضحايا القتلى والجرحى كما من ناحية الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي يجد الفلسطينيون انفسهم فيها. وأواصل المحادثات مع قادة الدول الأوروبية ايضاً ورئاسة الاتحاد الأوروبي.
هل أنت قلق من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية؟
- علينا ان نوفر لهم المساعدات الفورية وهذا ما أقوله علناً وللقادة، لذلك بعثت ممثلي تيري رود لارسن إلى العواصم للحصول على المساعدات بينما نتصل مع الاسرائيليين لحضهم على الافراج عن 50 مليون دولار يحتجزونها للفلسطينيين.
الوضع في لبنان أثار قلقك ايضاً بعد احداث شبعا. وفي زيارتك الأخيرة لسورية كنت تأمل بلعب دور لتحريك عملية السلام على المسار السوري. أين هو البعد اللبناني والسوري في مصادر قلقك وفي مجال تحركك مستقبلاً؟
- الحدود اللبنانية - الاسرائيلية هادئة نسبياً منذ الانسحاب الاسرائيلي. وقع بعض الأحداث التي أتمنى لو تجنبناها، والمهم ان نبذل قصارى الجهد للحفاظ على الهدوء هناك. والوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هي احترام "الخط الأزرق"، فعندما رسمناه حصلت على تعهدات من كل الحكومات باحترامه على رغم تحفظاتها عنه، وعندما رسمنا الخط تناولنا مسألة شبعا، وآمل بأن يحترم التفاهم الذي توصلنا اليه. فشعب جنوب لبنان عانى كثيراً ولا لزوم لاتخاذ اجراءات تمدد معاناته. نحن نود ان نرى الوضع يعود الى الهدوء كي نعمل مع الأسرة الدولية للحصول على المساعدات الاقتصادية لإعادة بناء الجنوب ولإعادة ربطه باقتصاد لبنان.
على المسار السوري، آمل بأن أجري محادثات مع الوزير كولن باول الذي عاد من سورية لأتعرف إلى التوقعات على ذلك الصعيد. ونحتاج كمبدأ إلى السعي وراء سلام شامل وعادل للمنطقة كلها على المسارات السوري والفلسطيني واللبناني، للتوصل الى اتفاقات شاملة كي يصل السلام الى المنطقة أخيراً وفي شكل نهائي.
هل ما زالت لديك أمور رئيسية تود لو تستكمل معالجتها لو كان ذلك مجال ولاية ثانية كأمين عام؟
- اسمحي لي الاعتذار عن عدم الرد على هذا السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.